عاشوراء بقرى تيزي وزو يوم للتصدق و التبرك وفض النزاعات على أنغام فرق "اطبالان" تحتفل أغلب قرى ولاية تيزي وزو بيوم عاشوراء، الذي يعتبر موسما دينيا واجتماعيا هاما عند القبائل ،حيث تحضر فيه مختلف الأطباق التقليدية والتي عادة ما يتم توزيعها على الفقراء . وما يميز هذا اليوم زيارة أضرحة الصالحين خاصة من طرف النساء من أجل التصدق والتضرع والدعاء لطلب الشفاء من الأمراض أو الرزق بالولد، كما يتم التحضير من جهة أخرى للوعدات المتبوعة ب «الزردات» بالعديد من القرى. ويبدو أن لعاشوراء هذه السنة معنى تضامنيا ، حيث قام العديد من المواطنين بإرسال رسائل قصيرة عبر الهواتف النقالة تدعو لصيام هذا اليوم والدعاء بالخير والرزق والصحة والبركة . و تختلف الإحتفالات من منطقة إلى أخرى ، فببلدية واضية يتم عادة الاحتفال بطريقة مميزة،حيث يتوجه السكان وضيوف يأتون من مختلف مناطق الوطن إلى المنطقة من أجل زيارة قبر الوالي الصالح «الشيخ منصور» والذي تنظم فيه وعدة يشارك في تناولها كل الزائرين ،و تبدأ التحضيرات لهذا الحدث الديني بأيام ، حيث يتم جمع التبرعات لشراء الكباش التي يتم نحرها لتحضير الوعدة و توزيع اللحوم والتصدق على العائلات الفقيرة . أما سكان مدينة تيزي وزو فإنهم يكتفون بجمع شمل الأسرة على طبق الكسكسى المحضر بلحم القديد ، أما ببلديات الأربعاء نايث ايراثن عزازقة ،بنى دوالة ،تيزي راشد وغيرها، فيتمسك السكان بتنظيم «تمشراط « والتي يتم خلالها شراء عدد هام من الخرفان والتصدق باللحوم على مقامات أولياء الصالحين ، كما هو الحال بقرية «اقنان» بتيزي راشد على مستوى مقام الوالي الصالح «سيدي على شريف» حيث يتوافد المئات من الزوار من المناطق البعيدة للتبرك به لأنهم يعتبرون الحضور إلى «الوعدة» من الأمور الضرورية . كما يفضل الآلاف من المواطنين شق الطرق الوعرة للوصول إلى قرية توريث منقلات بضواحي عين الحمام لمشاركة سكانها الاحتفال بالعاشوراء أو الحج إلى قرى توريث مقران بالأربعاء نايث ايراثن ،حيث يتم إعداد الوعدة التي يتناولها الزوار في مثل هذا اليوم الذي ينتظره سكان القبائل بشغف كبير خاصة وأن العديد منهم يغتنمون المناسبة للمصالحة وفض النزاعات والتي عادة ما تتم على طبق الكسكسى بالدجاج . وبنواحي منطقة بوزقان يقوم العديد من الزوار القادمين من مختلف ولايات الوطن بزيارة زاوية «أحمد الإدريسي» المتواجدة بقرية «آيت أعلي أومحند» لتقديم الصدقات التي غالبا ما تكون بالأموال . وبعزازقة وبالتحديد في زاوية «شرفة نبهلول» يتم في التاسع إعداد ما يسمى «ثيمشرط» أو «الوزيعة»، حيث يتم ذبح العديد من الثيران التي توزع لحومها على جميع سكان القرية بالتساوي، ويتم إعداد كسكسى باللحم يقدم في يوم العاشر لآلاف الزوار الذين يتوافدون على الزاوية ونفس الأجواء تعرفها مناطق أخرى ،كبني دوالة مقلع ،افليسن وغيرها ،حيث وينتظر خلال هذه السنة نحر أكثر من 2000 كبش لتحضير الوعدة التي تحضرها نساء جرجرة وترش بزيت الزيتون لتعطي طعما لن ينساه كل من يقرر عدم تفويت هذه المناسبة الدينية للقدوم إلى جرجرة. نوارة ك