تشهد العديد من قرى ومداشر ولاية تيزي وزو استعدادات مكثفة لإحياء عاشوراء، من خلال عادات موروثة أبا عن جد. وما يميز منطقة القبائل عن باقي ولايات الوطن في هذا الاحتفال الديني هي عادة تيمشراط التي ما تزال راسخة في نفوس السكان. “تيمشراط” عبارة عن شراء خرفان أو ماعز يتصدق بها مواطنون رزقوا بمولود جديد من جنس ذكر، ويمتنعون عن العملية في حال ما كان المولود أنثى وفق المعتقدات السائدة منذ القدم، وتوزع هذه اللحوم على الزوايا ومقامات الأولياء الصالحين كما هو الحال على مستوى ضريح شيخ محند والحسين الذي يقصده آلاف الزوار يوميا، بما فيهم المتزوجين الجدد، حيث يقومون بالاغتسال هناك تبركا بهذا المكان. كما يستفيد زوّاره من تلك اللحوم على شكل ولائم، أما بزاوية شرفة نبهلول بعزازقة فإن الاحتفال بعاشوراء يمتد على مدار يومين، وتوزع اللحوم على المعوزين في اليوم الأول على أن يقصد الزوار الزاوية خلال اليوم الثاني، لا سيما المرابطين منهم، ويتم تخصيصهم رفقة طلبة الزاوية بطبق كسكسي أصيل ممزوج بسبعة أصناف من البقول الجافة وهي الميزة التي تطبع الطبق التقليدي بتيزي وزو خلال عاشوراء. كما تفضل عائلات أخرى استخدام لحم العيد المجفف أو ما يسمى ب “القديد” أو “أشذلوح” مع تحضير “لخفاف والمسمن” مثلما هو الحال بقرية مغيرة بدائرة مقلع، إلى جانب ظاهرة “ببوعفيف” المتمثلة في تسابق الأطفال الصغار إلى دق أبواب المنازل لحصولهم على بضع دنانير، وهي العادة التي باتت تأخذ في التلاشي كما هو الحال بقرية آيت موسى وابراهم المطلة على سفوح جرجرة.كما تقوم النسوة بزيارة أضرحة الأولياء الصالحين، لا سيما في مناطق واضية، مثلما هو الحال لضريح الولي الصالح سيدي علي وسليمان وكذا ضريح سيدي علي شريف باعلي تيزي راشد، ويدور الزوار 7 مرات داعين تحقيق أحلامهم وأمنياتهم. وامتدت الظاهرة إلى غاية عين الحمام عزازقة والاربعاء ناث ايراثن أين تغتنم النسوة فرصة خروج العازبات بحثا لهن عن فارس أحلامهن، بل وصل الحد خلال السنوات الأخيرة إلى تنصيب وساطة بقيادة امرأة متقدمة في السن تقوم بجلب الفتاة للشاب غير متزوج لأجل التوفيق بينهما في بناء عش الزوجية.