سجلت نسبة المشاركة في اقتراع تجديد المجالس الشعبية البلدية تطورا ملفتا طيلة يوم الاقتراع، بحيث انتقلت النسبة من 3 بالمائة عند أول تقييم لوزارة الداخلية إلى 44 بالمائة عند نهاية العملية، لتتجاوز بذلك النسبة المسجلة في محليات 2007، وقد عرفت النسبة تطورا كبيرا في الفترة المسائية، مع تزايد إقبال الناخبين، وتأكد مرة أخرى عزوف ناخبي المدن الكبرى عن المشاركة بقوة في الانتخابات نجحت الحكومة في ضمان نسبة مشاركة مقبولة خلال الانتخابات المحلية التي جرت يوم الخميس، وكانت توقعات وزير الداخلية قبل يوم الاقتراع تتحدث عن نسبة مشاركة بين 40 إلى 45 بالمائة، واعتبر بان تسجيل نسبة مشاركة دون هذا المستوى ستدفع الحكومة إلى البحث عن تفسيرات، بخصوص العزوف الانتخابي، وان ظلت نسبة المشاركة في العاصمة في حدود ربع الهيئة الناخبة، فان مستوى التصويت في الولايات الداخلية بقى في ارتفاع، وهو راجع للقوائم الانتخابية التي تقدمها الأحزاب في هذه المناطق والتي تكون في غالبيها مرتكزة على منطق العروشية، بحيث تسعى اغلب الأحزاب إلى استمالة أصوات العرش الذي تكون له الكلمة الأولى في المنطقة. واستبق وزير الداخلية، عند نهاية اليوم الانتخابي، الرد على كل الانتقادات التي قد ترفعها الأحزاب السياسية، والتي عادة ما تشكك في نزاهة العملية الانتخابية، بتأكيده بان النتائج المعلن عنها مؤقتا لا يمكن التشكيك في صحتها رغم بعض المناوشات والأحداث التي وقعت في عدّة مكاتب للتصويت لم يكن لها أي تأثير على سير عملية الاقتراع ولوحظ أن نسبة المشاركة في الكثير من الولايات، خصوصا بالهضاب العليا والجنوب الكبير، تجاوزت 40 من المائة، وقد سجلت أعلى نسبة مشاركة في ولاية تندوف ب72.82 من المائة، بالنسبة لانتخاب المجالس البلدية و71.45 من المائة للمجلس الولائي، تلتها ولاية أدرار التي سجلت نسبة مشاركة ل70.22 من المائة، وعرفت ولايتان تسجيل نسبة مشاركة بأكثر من 60 من المائة و12 ولاية بأكثر من 50 في المائة. والمفاجأة بلا منازع، ارتفاع نسبة المشاركة بولاية بجاية التي سجلت نسبة تفوق 40 من المائة. بالمقابل جاءت نسب المشاركة في المدن الكبرى، كعادتها، خلال الاستحقاقات الانتخابية السابقة، متدنية، حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة بالعاصمة 26.75 من المائة بالنسبة للمجالس الشعبية البلدية و24.12 من المائة بالنسبة للمجلس الشعبي الولائي، وهي تعد أضعف نسب مشاركة للعاصميين في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية التي شهدتها الجزائر في السنوات الأخيرة. وبلغة الأرقام سجلت نسبة المشاركة قفزة كبيرة بين أولى ساعات الاقتراع ونهاية العملية الانتخابية، ولم تعلن الداخلية عن نسب المشاركة الأولى إلا في حدود منتصف النهار، وقالت بان النسبة كانت عند الساعة العاشرة صباحا في حدود 3 بالمائة، وكانت أولى التقارير التي وردت إلى الأحزاب تتحدث عن "عزوف" انتخابي شامل، ومع مرور الوقت أخذت نسبة المشاركة منحى تصاعدي رغم أنها كانت في حدود الساعة الواحدة زوالا منخفضة في حدود 14 بالمائة، أي بزيادة 11 نقطة خلال ساعتين، ورغم هذا الارتفاع كانت هذه النسبة منخفضة مقارنة بالانتخابات المحلية لعام 2007 التي كانت قد شهدت في نفس التوقيت مشاركة قدرت ب 19 بالمائة. وفي حدود الساعة الرابعة بلغت نسبة المشاركة 28 بالمائة، لتصل إلى 37 بالمائة خلال ساعة، أي بزادة 11 نقطة، وتحدثت تقارير عن ارتفاع مستوى الإقبال على صناديق الاقتراع خلال الفترة المسائية. قبل بلوغ نسبة 44 بالمائة مع نهاية اليوم الانتخابي، مسجلة بذالك ارتفاعا مقارنة بنسبة المشاركة في نفس الاقتراع سنة 2007 حسب النتائج المؤقتة التي أعلن عنها وزير الداخلية و الجماعات المحلية دحو ولد قابلية.