تقدمت بعض التشكيلات السياسية بطعون في النتائج الأولية للإنتخابات المحلية بولاية عنابة، خاصة منها ما يتعلق بالمجالس البلدية، حيث طعن حزب جبهة التحرير الوطني في النتيجة التي تحصل عليها ببلدية عين الباردة، بعدما إحتل الصدارة وحصد 7 مقاعد من أصل ال 19 التي تشكل تركيبة المجلس البلدي، لأن "الأفلان" يبقى يطالب بالمقعد الثامن في هذه البلدية، في الوقت الذي تقدم فيه التجمع الوطني الديمقراطي بطعن على مستوى ذات البلدية إثر حصوله على 6 مقاعد، لأن هذه النتيجة أفقدت "الأرندي" رئاسة البلدية، بعدما ظل طيلة العهدة المنقضية بمثابة "الإستثناء" في الخارطة السياسية بولاية عنابة، كون "الأفلان" ترأس كل بلديات الولاية، وحتى المجلس الولائي، لكن رئاسة بلدية عين الباردة كانت من نصيب "الأرندي"، والنتائج الأولية لإنتخابات 29 نوفمبر تشير إلى حدوث إنقلاب في الوضع السياسي على مستوى هذه البلدية، مما جعل كل حزب يسارع إلى الطعن في النتيجة المعلن عنها. إلى ذلك ذكرت مصادر موثوقة للنصر أن الجبهة الوطنية الديمقراطية طعنت في النتائج التي تحصلت عليها في 4 بلديات بولاية عنابة، من بينها بلدية برحال التي حصد فيها "الأفندي" الأغلبية بحصوله على 9 مقاعد، من أصل ال 19 التي تشكل تركيبة المجلس، بعد مطالبة ممثليه بإعادة النظر في الأصوات التي كانت بعض القوائم قد تحصلت عليها، من دون نجاحها في بلوغ نسبة 7 بالمئة، التي تمثل الحد الأدنى المطلوب، في حين كان طعن "الأفندي" ببلدية العلمة للمطالبة بالمقعد السادس، لأن الجبهة الوطنية الديمقراطية لم تحقق نسبة 35 بالمئة على مستوى هذه البلدية، الأمر الذي لم يضمن لها رئاسة المجلس، رغم احتلالها الصدارة في النتائج الأولية المعلن عنها، بينما كان الطعن الثالث للجبهة الوطنية الديمقراطية في نتائج بلدية وادي العنب. بالموازاة مع ذلك كشفت مصادر موثوقة للنصر أن نشاط "الكواليس" بلغ ذروته منذ الإعلان عن النتائج في محاولة لإبرام "صفقات التحالف"، وذلك من أجل التوصل إلى اتفاق بين المنتخبين الجدد للحسم في رئاسة البلدية وكذا النواب، حيث ذكرت المصادر ذاتها بأن الأمور على مستوى بلدية التريعات مرشحة للإنفراج بعدما لاحت في الأفق معالم تحالف بين الجبهة الوطنية الديمقراطية، والتجمع الوطني الديمقراطي للحصول على الأغلبية الساحقة في تركيبة المجلس، في الوقت الذي تسعى فيه عديد الأطراف في بلدية وادي العنب إلى إبرام تحالف بين الجبهة الوطنية الديمقراطية والحركة الشعبية الجزائرية، بينما تبقى الأوضاع عالقة على مستوى بلدية العلمة، لأن "الأفندي" حصد 5 مقاعد والقائمة الحرة "البديل" ظفرت بأربعة مقاعد، والمعطيات الأولية تتحدث عن إمكانية تحالف الجبهة الوطنية الديمقراطية مع التجمع الوطني الديمقراطي للحصول على الأغلبية النسبية التي تكفي لضمان النصاب القانوني في الاجتماعات، والمداولات، من جهة أخرى ذكرت مصادر محلية من بلدية شطايبي إلى اتفاق مبدئي مع المنتخبين الثلاثة من "الأرندي" للتحالف وبلوغ الأغلبية النسبية في تركيبة المجلس. على صعيد آخر كشفت مصادر "للنصر" أن عددا من المنتخبين لوحوا بالإنشقاق والتمرد عن الأحزاب التي حملوا راية تمثيلها في الإنتخابات المحلية، خاصة منهم منتخبون عن الجبهة الوطنية الديمقراطية، بدليل أن الأعضاء الذين ظفروا بمقاعد في بلديات برحال، العلمة ووادي العنب كممثلين لحزب "الأفندي" عقدوا جلسة عمل مساء أول أمس الجمعة أفضت إلى التوقيع على محضر جماعي أعربوا فيه إستعدادهم للإلتحاق بحزب جبهة التحرير الوطني، لكنهم اشترطوا ضرورة تغيير الأمين العام لمحافظة عنابة، لأن غالبيتهم من الجناح المعارض لجماعة زيتوني، وهي الجلسة التي عقدت، حسب مصادرنا بحضور رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني الطاهر خاوة، لأن "الأفندي" من المحتمل جدا أن يشهد هجرة أغلب منتخبيه بولاية عنابة إلى "الأفلان" في غضون الأسابيع القليلة القادمة.