فضيحة باروش لم تؤثر على " الأفلان " بعنابة و مقعد واحد لحزب جاب الله في معقله حصد حزب جبهة التحرير 4 مقاعد عن الدائرة الإنتخابية لولاية عنابة في تركيبة المجلس الشعبي الوطني خلال العهدة الجديدة، ليظفر بذلك بنصف حصة هذه الولاية من المقاعد البرلمانية، مكرسا بذلك تواجده القوي في الساحة السياسية بولاية عنابة، لأن " الأفلان " يبقى الحزب الأكثر تمثيلا في المجلس الولائي، و كذا في المجالس البلدية، كونه يحوز على رئاسة المجلس الولائي، و كذا على رئاسة 11 بلدية من أصل ال 12 التابعة إداريا لعنابة، و المقاعد الأربعة التي حصدها في هذه التشريعيات كانت بمثابة رد صريح من القاعدة النضالية للحزب العتيد على ما خلفته " فضيحة " الشبكة الدولية لتصوير الأفلام الإباحية، و التي يقودها الفرنسي جون ميشال باروش، على |إعتبار أن أحد المترشحين في قائمة جبهة التحرير الوطني توبع في هذه الفضيحة، و أودع رهن الحبس الإحتياطي على ذمة التحقيق، بعد طفو القضية على السطح في الأسبوع الأول من الحملة الإنتخابية. هذا و قد إعتبر المتتبعون للمشهد السياسي بولاية عنابة حصول " الأفلان " على أربعة مقاعد مفاجأة، بالنظر إلى " الصراعات " الداخلية التي عاشت على وقعها القاعدة النضالية للحزب بعنابة، بسبب الخلافات الحادة بين المناضلين على مقر المحافظة، و الذي كان قد بلغ أروقة المحاكم، فضلا عن إنسحاب بعض الأسماء تعبيرا عن تذمرها من عدم إدراجها ضمن قائمة المترشحين للتشريعيات، و لجوئها إلى دخول الإنتخابات تحت مظلة أحزاب أخرى، أو قوائم حرة، بالإضافة إلى ردود الفعل التي خلفتها قضية تورط أحد مترشحي الحزب في " فضيحة " الفرنسي باروش، و ضلوعه في نشاط شبكة لتصوير الأفلام الإباحية، رغم أن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني كان قد أكد خلال التجمع الذي نشطه بعنابة أثناء الحملة الإنتخابية بأنه هذه القضية شخصية، و لا يمكنها أن تلطخ سمعة الحزب. إلى ذلك فإن من بين أبرز المفاجآت التي أسفرت عنها الإنتخابات التشريعية بولاية عنابة فشل تكتل الجزائر الخضراء في ضمان تواجده في قبة البرلمان و لو بممثل واحد عن الولاية، لأن التيار الإسلامي له مكانته في الخارطة السياسية بعنابة، لكن عودة جاب الله إلى الساحة أخلطت حسابات " الإسلاميين " في بونة، سيما و أن زعيم جبهة العدالة و التنمية له وعاء إنتخابي في بعض بلديات الولاية، الأمر الذي تجلى أكثر في عجز قائمة التكتل من حصد أي مقعد، و تواجدها في المركز السادس على مستوى الولاية، مقابل حصول حزب جاب الله على مقعد، كان من نصيب متصد القائمة الدكتور محمد الصغير حماني. من جهة أخرى فإن حصد " الأفلان " أكبر عدد من الأصوات كان ببلدية عنابة، حيث سحقت قائمة جبهة التحرير الوطني باقي القوائم التي حملت راية تمثيل الأحزاب و المترشحين الأحرار، فكان الوعاء الإنتخابي بعاصمة الولاية المؤشر الكافي للتأكيد على بقاء الحزب العتيد في الصدارة على مستوى الخارطة السياسية بولاية عنابة، و ذلك وفقا لإفرازات المحليات الأخيرة. كما أن النتائج المحصل عليها في بلديتي البوني و سيدي عمار كانت كافية لجعل " الأفلان " يظفر بنصف المقاعد لتمثيل الولاية في قبة البرلمان خلال العهدة الجديدة، و لو أن الأرقام الأولية تشير إلى أن جبهة التحرير الوطني إحتلت مقدمة الترتيب في عملية الفرز على مستوى 7 بلديات، و هي عنابة، سيدي عمار، البوني، الحجار، شطايبي، عين الباردة و الشرفة، مع الإكتفاء بالمركز الثاني في بلديات برحال، التريعات و العلمة. على صعيد آخر فإن حزب العمال إحتفظ بمكانته في الساحة السياسية بعنابة، حيث جاء ثانيا وراء " الأفلان "، لكنه حصد مقعدا واحدا، و هي النتيجة التي كانت شبه منتظرة، بحكم القاعدة الشعبية التي تحوزها زعيمة الحزب الويزة حنون في الشارع العنابي، رغم الإنقسام الذي حصل عند ضبط القائمة، في الوقت الذي صنعت فيه الجبهة الوطنية الديمقراطية المفاجأة، بحجزها مكانة في المشهد السياسي بعنابة، رغم أن تصدر قائمة هذا الحزب من طرف رجل الأعمال بهاء الدين طليبة رجح كفة هذا الحزب على الورق حتى قبل الإحتكام إلى الصندوق، بالنظر إلى ما تداوله المتتبعون منذ ضبط قائمة الترشيحات، و النتائج الأولية التي تحصلت عليها " النصر " تشير إلى أن قائمة الجبهة الوطنية الديمقراطية تصدرت العملية الإنتخابية ببلدية العلمة فقط، مع حيازتها أصواتا بباقي البلديات. أما بخصوص التجمع الوطني الديمقراطي فإن تواجده في المركز الخامس بولاية عنابة سمح لمتصدر قائمته بالظفر بمقعد في البرلمان، مقابل فشل كل القوائم الحرة في الحصول على النصاب الذي يشفع لمتصدريها بالتواجد في البرلمان القادم. و إنطلاقا من هذه الإفرازات فإن ولاية عنابة ستكون ممثلة بثمانية منتخبين في المجلس الشعبي الوطني، و يتعلق الأمر برباعي " الأفلان " محمد الشريف براهمية، و هو إطار بمديرية التربية، و الدكتور حسين بوربيع الذي يشتغل كطبيب عام، و الدكتورة سعاد عمارة أستاذة بكلية الطب بجامعة باجي مختار، و كذا الأستاذ مانع جمال عميد كلية الحقوق بجامعة عنابة، في الوقت الذي سيحمل محمد الصغير حماني راية تمثيل جبهة العدالة و التنمية، و هو أستاذ بجامعة باجي مختار بعنابة، بينما ستكون نادية بن جدو ممثلة عن حزب العمال، و هي من أعضاء المجلس الشعبي الولائي، في الوقت الذي سيكون فيه السيناتور السابق و الرئيس الأسبق لجامعة باجي مختار بعنابة ممثلا عن التجمع الوطني الديمقراطي، و رجل الأعمال بهاء الدين طليبة نال مقعدا في البرلمان تحت مظلة " الأفندي "، مما يعني بأن عنابة ستكون ممثلة في البرلمان الجديد بخمسة دكاترة، مع ضمان تمثيل العنصر النسوي بعضوين. من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن عدد الأصوات الملغاة شكل نسبة 25 بالمئة من إجمالي أصوات الناخبين بولاية عنابة، و هي الولاية التي بلغت فيها النسبة الإجمالية للمشاركة 49,39 بالمئة، و كانت أعلى نسبة من حيث الإقبال بالإقليم الغربي، خاصة بلدية شطايبي التي تصدرت الترتيب الولائي بنسبة 62,59 بالمئة، متبوعة بسيرايدي و عين الباردة، بينما كانت بلدية عنابة الأضعف من حيث المشاركة بنسبة 39,28 بالمئة .