عودة إلى البليدة بعد فراق دام 315 يوما يعود " كومندوس سعدان " سهرة اليوم إلى معقله المفضل ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بعد غياب دام 315 يوما، لأن آخر ظهور للخضر بمدينة الورود كان بتاريخ 11 أكتوبر 2009، بمناسبة المقابلة ما قبل الأخيرة من التصفيات المزدوجة ضد رواندا، عندما أحرز بلحاج و رفاقه فوزا شاقا بنتيجة ( 3 / 1 ) و بهدف في الوقت بدل الضائع وقعه زياني من ضربة جزاء، كان له تأثير كبير على حسابات التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، و كان ذلك الهدف بمثابة هدية الوداع التي قدمها " الخضر " للجماهير التي سجلت حضورها بقوة في المدرجات طيلة المشوار التصفوي، على إعتبار أن جمهور ملعب تشاكر لعب دورا كبيرا في تقديم الدعم الكافي للمنتخب، و " سيناريو " مباراة زامبيا في رمضان السنة المنصرمة يبقى أبرز دليل على ذلك. العودة إلى البليدة كانت بمثابة خيار حتمي بالنسبة للطاقم الفني الوطني و مسؤولي الفاف على حد سواء، لأن " بركة تشاكر " أثبتت نجاعتها الكبيرة، لأن المنتخب الجزائري لم يتعثر إطلاقا بالبليدة منذ تولي الشيخ سعدان مهام التدريب بداية من سبتمبر 2007، حيث أجرى " الأفناك " سبعة لقاءات بملعب مصطفى تشاكر، ستة منها رسمية تندرج كلها في إطار تصفيات " كان و مونديال 2010 " و فازوا بها على حساب منتخبات ليبيريا، غامبيا، السينغال، رواندا، زامبيا و مصر، بالإضافة إلى مقابلة ودية واحدة كانت ضد المنتخب البينيني في مارس 2009، و إنتهت لصالح النخبة الوطنية، كما أن " الخضر " أظهروا نجاعة هجومية كبيرة في اللقاءات التي خاضوها في هذا الملعب، حيث سجل المنتخب الجزائري 16 هدفا في سبع لقاءات، في الوقت الذي لم يتلق فيه الدفاع سوى خمسة أهداف، و هي أرقام و معطيات كان لها بالتأكيد تأثير مباشر على قرار إختيار ملعب مصطفى تشاكر لإحتضان أول مباراة رسمية للنخبة الوطنية في مرحلة ما بعد المونديال، بصرف النظر عن عوامل أخرى كانت وراء القرار، كالتجاوب و الإقبال الجماهيري و كذا إرتياح اللاعبين من الناحية النفسية.و البسيكولوجية في هذا الملعب.البليدة التي تفتح ذراعيها لإستقبال " الخضر " من جديد بعد فراق طويل قارب السنة، ستكون على موعد هام، لأن المنتخب الوطني و بمجرد توديعه جمهور تشاكر بدورة شرفية، ثم حسمه " موقعة أم درمان " بالأراضي السودانية بتقدير ممتاز، فقد " ديناميكية " تصفيات المونديال، و ما أنعكس من جرائها على أجواء الشارع الجزائري، خاصة في المقابلتين الوديتين اللتين خاضهما بملعب 5 جويلية الأولمبي، لأن الهزيمة أمام صربيا في مارس الماضي بثلاثية نظيفة جعلت العناصر الوطنية و الطاقم الفني بقيادة الشيخ سعدان عرضة للرشق بالقارورات البلاستيكية، و الغليان الجماهيري على المنتخب بلغ ذروته في الظهور الأخير لزياني و رفاقه منتصف شهر أوت المنصرم في لقاء ودي ضد المنتخب الغابوني، و عليه فإن العودة إلى البليدة تحمل معها الكثير من الآمال في إستعادة التشكيلة الوطنية للروح التي كانت عليها في تصفيات المونديال، و حتى في جميع اللقاءات السابقة التي خاضتها بملعب تشاكر، مع المراهنة على تحقيق نتيجة الفوز لطي صفحة " النكسات " و فتح صفحة جديدة في علاقة المنتخب بمناصريه.