يعود المنتخب الجزائري سهرة غد لأجواء المباريات الرسمية باستضافته لمنتخب تنزانيا، في واحدة من مواجهتي الجولة الأولى للمجموعة الرابعة، التي ستلعب أيضا في الرباط بمواجهة المغرب ضد إفريقيا الوسطى، في التصفيات المؤهلة للعرس الإفريقي 2012 الذي سيكون مناصفة بين الغابون وغينيا الاستوائية الفوز أقل ما يجب فعله يسعى المنتخب الجزائري لاستعادة نغمة الفوز أمام تنزانيا، وهو الذي لم يتذوق أي فوز منذ تاريخ 5 جوان الماضي، عندما قابل المنتخب الإماراتي في آخر مباراة تحضيرية للمونديال. واليوم لا يملك سعدان وأشباله أي خيار سوى تحقيق انطلاقة ناجحة بكسب 3 نقاط، ولو أن الجميع يتمنى أن يكون الفوز بفارق مريح من الأهداف، لأن الفوز “بالسيروم” قد يمنح الفرصة لمنتقدي سعدان لمواصلة مطالبته بالرحيل. الهجوم أمام فرصة التحرر مواجهة غد وإن يصعب وصفها بكونها سهلة لأن الكرة الحديثة علمتنا أنه لم يعد هناك فرق بين فريق مونديالي وآخر مجهري، إلا أنها قد تكون فرصة أمام غزال وبقية المهاجمين للتحرر وإيقاف صومهم عن التهديف، خاصة مع المشاكل الدفاعية للمنتخب الضيف، وأكثر من ذلك تواضع مستوى حارسه الذي من دون شك سيعاني وسيتحمل رفقة دفاعه عبء المباراة. غزال يعرف الطريق نحو الشباك في تشاكر رغم الانتقادات اللاذعة التي وجهت له، إلا أن المهاجم غزال كان محظوظا بإبرامه لإحدى أهم الصفقات. فبعد سقوط نادي سيينا الذي كان يلعب له الموسم الماضي، تمكن من البقاء في الكالشيو بإمضائه في باري حيث حقق انطلاقة رائعة بهزمه لليوفي، ما سيجعله يخوض مباراة غد بمعنويات تعانق السماء، خاصة وأنها ستلعب في ملعب تشاكر الذي سجل فيه كل أهدافه الدولية ضد كل من البنين، مصر ورواندا، وسيحمل تحسين أموره برفع رصيده من الأهداف لتأكيد أحقيته بحمل الفانلة الوطنية. زياية يبحث عن أول هدف مع الخضر يأمل زياية في فتح صفحة جديدة مع سعدان وأن يمنحه فرصة اللعب كأساسي لأول مرة مع الخضر، وهو ما قد يتيح له فرصة تسجيل أول أهدافه مع المنتخب الوطني، خاصة أنه حاليا أفضل هدافي الجزائر هذا الموسم في مختلف البطولات الخارجية بتسجيله لثلاثة أهداف متقدما على جبور، غزال... وغيرهما. الكل واع بالمسؤولية أكد سعدان أن لاعبيه يعرفون جيدا ما ينتظرهم وأن تركيزهم كبير على مباراة غد وعلى قناعة بأنه لا توجد مباراة رسمية سهلة، لأن الأهم هو التأهل للعرس الإفريقي والمحافظة على مكانة الجزائر ضمن النخبة الإفريقية، وهو ما وضعه سعدان كهدف آني حيث قال إنه يريد التأهل من المجموعة الرابعة وبعدها سيكون حديث آخر. المحترفون مطالبون بالتأكيد بعد أن أغلق سوق التحويلات مع نهاية الشهر الماضي واتضاح وجهة كل لاعب، فينتظر أن يكون التركيز كبيرا خاصة وأن أغلب لاعبي الفريق الخصم ينشطون في أندية أقل ما يقال عنها أنها مجهرية عكس لاعبي الخضر مع تواجد حليش في فولهام الإنجليزي، يبدة مع نابولي الإيطالي، لحسن في سانتاندير الإسباني، زياني في فولفسبورغ الألماني... للذكر لا للحصر، وكل هذا يوحي بأن كفة الجزائريين أرجح واعتماد سعدان على المحترفين يجب أن يعطي ثماره خاصة مع مباريات من هذا النوع. الجمهور لن يتسامح مع أي تخاذل تزامن المباراة مع شهر رمضان المعظم يعيد للذاكرة السهرات الكروية الرائعة التي عشناها خلال هذا الشهر الذي يأتي دوما بخيراته، ما يعني أن الجمهور سيكون غفيرا كالعادة وهذا ما يزيد من ثقل مسؤولية اللاعبين المطالبين بوضع حد للخيبة التي أصابوا بها عشاقهم في المواجهات الأخيرة لفتح صفحة جديدة مع التألقات، خاصة أن الكل على دراية بأن الأنصار لن يتسامحوا مع أي تخاذل أو تقصير. المباراة رقم 99 لسعدان على رأس الخضر صحيح أن المباراة ستلقي بضغطها على اللاعبين، لكن الضغط الأكبر سيكون على المدرب سعدان الذي سيخوض غدا المواجهة رقم 99 كمدرب رئيسي للنخبة الوطنية. ورغم ضخامة الرقم إلا أن سعدان يعاني من أزمة ثقة وسيكون مطالبا بقطع دابر الشك باكتساح تنزانيا لإسكات كل منتقديه، لأن أي نتيجة غير الفوز أو حتى انتصار دون إقناع سيضاعف قوة الحملة التي يتعرض لها. البحث عن الفوز ال41 خلال المواجهات ال98 التي أشرف فيها سعدان على الخضر منذ 1981 حقق 40 فوزا، 30 تعادلا و28 خسارة ويبحث غدا عن فوزع رقم 41 الذي يبدو، نظريا، في متناوله إن عرف كيف يوظف المجموعة التي بين يديه لمواصلة تحطيم الأرقام القياسية التي يصعب على أي مدرب آخر حتى الاقتراب ما حققه سعدان الذي عايش مختلف الأجيال. أثقل نتيجة لسعدان كانت بسباعية يدرك سعدان أنه في مباراة تنزانيا لا يجب الفوز فقط بل وبنتيجة ثقيلة، وكان شيخ الشيوخ قد استهل مشواره مع الخضر بفوز بسبعة أهداف كاملة ضد بوركينافاسو منذ 29 سنة و3 أيام، وبالضبط يوم 30 أوت 1981 بوهران في اللقاء الذي جرى لحساب تصفيات كأس إفريقيا. ولحساب نفس المنافسة فاز يوم 8 مارس 1985 على موريطانيا برباعية نظيفة وكلا اللقاءين لعب كأول مباراة تصفوية. فهل سيعيد سعدان في تصفيات 2012 ما فعله في تصفيات 1982 و1986...؟ ولو أن مراجعة نتائج سعدان تكشف أن اللقاءين المذكورين هما أثقل النتائج ومعهما نتيجة ضد النيجر في الدور التمهيدي لتصفيات مونديال 2006 التي افترسها الأفناك بنصف دزينة من الأهداف دون رد، وفي مباراة ودية ضد الموزمبيق فزنا بنتيجة 4-1 وماعدا ذلك فكل نتائج سعدان لم تتعد الثلاثة أهداف في أحسن الحالات. العودة إلى تشاكر بعد 315 يوما يعود الخضر إلى ملعب تشاكر بالبليدة بعد غياب دام 315 يوما، أي منذ تاريخ 11 أكتوبر 2009 في المواجهة الغريبة ضد رواندا، وبعدها ابتعد الخضر عن تشاكر فابتعدت عنهم الانتصارات، فهل ستكفي العودة إليه لاستعادة نغمة الفوز. ملعب البليدة “بركة صافية” لعب الخضر 7 مواجهات فقط في تشاكر 6 منها رسمية ضد كل من السينغال، ليبيريا، غامبيا، مصر، زامبيا ورواندا ومواجهة ودية واحدة ضد سناجب البنين، وكل هذه المنتخبات خرجت مطأطئة الرأس من هذا الملعب، ما جعل سعدان يعتبره “بركة صافية“ وفيه لم يكتف منتخبنا بالانتصارات بل قدم مردودا رائعا وسجل 16 هدفا ولم يتلق سوى 5 أهداف. الطوغولي كوكو دجاوبي حكما للمباراة تم إسناد إدارة مواجهة الجزائر ضد تنزانيا للحكم الطوغولي كوكو دجاوبي وسيساعده جوكار بياغي واينا ماتياس.