الدكتور نورالدين مزهود يستخدم «الضامة»و «الدومينو» لعلاج مرضى الألزهايمر كشف الدكتور نورالدين مزهود، أستاذ بمعهد علم النفس و العلوم التربوية بجامعة منتوري بقسنطينة ، بأنه بدأ منذ حوالى ثلاثة أشهر دراسة ميدانية من أجل التوصل إلى أفضل طرق التكفل النفسي بمرضى الألزهايمر الذين يبلغ عددهم أكثر من 300 ألف شخص ببلادنا، بدءا بوضع اختبارات نفسية و وسائل قياس و تقييم لمراحل ظهور أعراض المرض و تطوره، تتلاءم مع ثقافتنا و خصائص مجتمعنا و بالتالي تعطي نتائج واقعية و دقيقة، بدل استيراد أدوات و وسائل لا تعكس حتى و إن تم تكييفها،وضعية هؤلاء المرضى المزمنين الذين يكتفي حسبه أطباء الأعصاب بفحصهم و تشخيص حالاتهم دون الاهتمام بالتكفل بهم و متابعتهم طبيا ونفسيا، مما يحتم على عائلاتهم تحمل هذه المسؤولية على عاتقها و على طريقتها . النفساني الذي يحمل برصيده خبرة 12عاما بمستشفى الأمراض العقلية بجبل الوحش بقسنطينة،أوضح أول أمس للنصر على هامش ندوة حول التكفل بالمرضى المزمنين نظمتها بقاعة رزيق قاسم بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، جمعية الأخصائيين النفسانيين لولاية قسنطينة ،بأنه لاحظ بأن المرضى الذين يصابون بضمور في خلايا الجهاز العصبي المركزي (المخ ) تؤدي إلى أمراض عصبية مزمنة على غرار خرف الشيخوخة «الألزهايمر»و الذين يتزايد عددهم بمجتمعنا في صمت و سرية، يخضعون لفحوصات من أجل تشخيص مرضهم ثم تحتضنهم أسرهم و تتحمل لوحدها مهمة التكفل بهم و تلبية احتياجاتهم المختلفة رغم الصعوبات التي تواجهها،مما جعله يتصل في البداية بعائلتي مريضين (اثنين)يعنيان من مرض الالزهايمر في مراحله المبكرة الأول عمره 56 عاما و الثاني 62 عاما و بدأ التكفل بهما في منزليهما بين أفراد عائلتيهما و شدد بأن الهدف ليس إيصالهما إلى مرفأ الشفاء لأنه لم يتم بعد التوصل إلى علاج تام للمرض لكن التكفل الطبي و النفسي يمكن أن يخفف من حدة و سرعة تفاقم الأعراض و ضمور و موت خلايا المخ .و بالتالي المحافظة لأطول مدة ممكنة على القدرات العقلية و الذاكرة عن طريق الاستعمال و التدريب و شرح محدثنا بأنه استخدم وسائل و أدوات بسيطة و في مقدمتها ألعاب «الضامة»و»الدومينو»و الورق إلى جانب ألعاب تعتمد على الصور. و أضاف بأنه توصل إلى نتائج إيجابية جعلته يتحمس لتوسيع عينة البحث لتشمل مرضى آخرين و يبقى هدفه الأساسي التوصل إلى وضع اختبارات نفسية و أدوات قياس مستنبطة من صميم واقعنا الاجتماعي و عاداتنا و ثقافتنا الجزائرية من أجل تشخيص مرض الأزلهايمر و التكفل الجيد بضحاياه.مشيرا إلى أنه يتمنى إعطاء هذه الأدوات بعدا مغاربيا بالتعاون و تنسيق الجهود و التجارب مع المختصين في هذه البلدان نظرا للتقارب المتجذر بين شعوبها.و أسر إلينا بأنه يسعى لإرساء قواعد تخصص جديد في معهد علم النفس الذي يدرس به وهو علم النفس العصبي.و من بين مشاريعه في السنة المقبلة القيام بدراسة ميدانية حول التطور المعرفي لدى الأطفال و دراسة حول ظاهرة ادمان الراشدين على المخدرات. و قد أكد الأستاذ الجامعي الباحث في محاضرته بأن المنظومة الصحية ببلادنا حققت تطورا كبيرا في مجال بناء و تهيئة الهياكل الاستشفائية و تكوين الأطباء و شبه الطبيين و النفسانيين و المسيرين و استفادة المرضى من خدمات الضمان الاجتماعي... لكن التكفل بالمرضى المزمنين بمختلف فئاتهم الذين يتزايد عددهم باستمرار لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب. و هناك عوامل تزيد في الأخطار التي تتربص بهم في مقدمتها عدم الاهتمام بالوقاية و النظافة و العادات الغذائية السليمة و عدم التشجيع على ممارسة الرياضة و غياب مرافق التسلية و الترفيه...و ركز من جهة على عدم الاهتمام بالتكفل النفسي بالمرضى المزمنين سواء تعلق الأمر بمرضى السرطان و السيدا و التهاب الكبد الفيروسي أو السكري و القلب و الشرايين و الضغط الدموي فمختلف الأمراض العضوية لها تأثير نفسي جلي، داعيا إلى ضرورة إرساء قواعد تكفل نفسي و طبي متكامل و ضروري لمساعدة هؤلاء المرضى على تقبل مرضهم و التعايش معه و اكتساب نظرة إيجابية للذات و الحياة و تغيير العادات الغذائية و السلوكية الخاطئة وتقوية القدرات النفسية و العقلية و الاندماج في المجتمع...و دور العائلات و المجتمع المدني كما قال أساسي في التكفل بهم و دعمهم. و أشار بهذا الخصوص بأن مرض فرد في الأسرة يهز أركان هذه الأسرة مما يحتم التكفل النفسي بأفرادها إلى جانب مريضها.كما تأسف المحاضر لعدم توفر أبحاث علمية دقيقة و إن وجدت فهي محاولات وصفها ب»الرديئة»لا تمثل المجتمع الأصلي و تفتقد للمنهجية العلمية إذا تعلق الأمر بأبحاث حول الحميات الغذائية المناسبة للمرضى المزمنين و المواد الصيدلانية و علم الوراثة و الجينات و التحقيقات في علم الأوبئة و كذا التصوير بالأشعة و الصدى. إلهام .ط