يعتبر مرض الزهايمر أو الخرف المبكر من أمراض العصر الذي أصبح يحسب له ألف حساب، خاصة أن عدد المصابين به على مستوى الجزائربلغ 100 ألف حالة من فئة المسنين، ونظرا للحالة الصعبة التي يؤول إليها المريض كنسيانه لعنوان منزله أو الطريق المؤدي له، أو أين وضع مفاتيح السيارة أو ما حدث معه قبل اليوم فإن المريض بحاجة لتكفل ورعاية من كل الأطراف، حول هذا المرض وأمور أخرى حدثنا الدكتور ميهوبي محمد طبيب عام وعضو في جمعية مرضى الزهايمر بالجزائر. يقول الدكتور ميهوبي محمد ''مرض الزهايمر هو حالة مرضية تصيب الخلايا العصبية في المخ وتؤدي إلى إفسادها وإلى انكماش حجم المخ، كما يصيب الجزء المسؤول عن التفكير والذاكرة الجديدة واللغة، وغالبا ما يحدث للأشخاص فوق سن الستين، وهناك نوعان من الزهايمر: النوع الأول هو نوع وراثي أي الزهايمر العائلي وهذا النوع ينتقل عن طريق الجينات الوراثية من أحد الوالدين أو كليهما، أما النوع الثاني فهو الزهايمر الفردي وهو لا يحدث عن طريق الوراثة، ويحدث للأشخاص بعد سن 65 سنة، تتضمن الأعراض المبدئية للمرض حالات النسيان، وعدم القدرة على التركيز، وعندما تتقدم حالة المرض يشعر المريض بأنه غير قادر على تذكر الأحداث وغير مدرك للزمان ولا المكان، ويجد صعوبة في إيجاد الكلمات السليمة للتعبير في الكلام وصعوبة في القيام بالأعمال اليومية البسيطة. وقد تأسست جمعيتنا سنة 2005 بعد انعقاد مؤتمر مرض الزهايمر الذي انعقد بالشيراطون، ومن بين أهداف الجمعية: تحسيس الأطباء بضرورة تقديم المساعدة الكلية لمريض الزهايمر من خلال تكوين مركز استقبال لمساعدة المريض وذويه، خاصة أن أغلب المرضى مسنون، وبالمقابل من يرعاه كالزوجة مثلا تكون مسنة ومتعبة لأنها تحرم من النوم في الوقت الذي ينام فيه المريض، وهو الأمر الذي يشكل خطرا أيضا على صحة المتكفلة بالمريض والتي غالبا ما تعاني من أمراض أخرى كارتفاع الضغط أو مرض السكري، وهو مما لا يسمح أبدا بممارسة دور المساعد الطبي، وقد سجلنا حالات كثيرة لوفاة المتكفل بالمريض المسن هو أيضا لأنه محروم من النوم''. توعية العائلات بكيفية التكفل بالمريض وطرق تقاسم الأعباء خاصة ان مريض الزهايمر يعتبر عبئا ثقيلا على أسرته، كما أكد محدثنا الذي ألح على ضرورة إغداق المريض بالرعاية والحنان لمساعدته على التحسن، وتوفير الحماية القانونية للمريض بحيث نطلع العدالة على صحته العقلية خاصة في ظل وجود الانتهازيين الذين لا يرحمون ضعف المريض وبعده الكلي عن الواقع، وهنا يذكر حالة مريض كاد أن يبيع سيارته الفارهة بمبلغ 15000دج. ويواصل محدثنا قائلا ''إن مرض الزهايمر لا يختار المصابين به، فالكثير من الأشخاص المعروفين يصابون به، فالرئيس الأمريكي السابق ريغان أصيب به، وأكثر ما يقلقنا اليوم كجمعية هو الخوف من إصابة ذاكرة الجزائر أي المجاهدين بهذا المرض، لهذا نحن نسعى دوما لتقديم المساعدة الكلية لهم كلما كانت الظروف مواتية''. ويشير الدكتور الى ان من بين الأسباب التي تزيد من معاناة مريض الزهايمر هي إهمال الشخص المسن وتركه في الأماكن المغلقة بمفرده وإحساسه بأن أفراد عائلته قد تخلوا عنه، مما يسبب له إحباطا نفسيا ثم اكتئابا، ليصل الى درجة الانهيار العصبي. ويواصل محدثنا قائلا ''صراحة العلاج النهائي للحالة غير موجود، لكن الحمد لله لقد استطعنا الحديث مع وزير الصحة السابق وقد تم إحضار الدواء الذي من شأنه تثبيت الحالة، أي أن الزهايمر لا يتطور، علما أن سعر الدواء غال جدا (99 أورو) إلا ان الجزائر تقدمه للمرضى مجانا عند تقديم شهادة طبية من مختصين، ولدينا الكثير من المراكز على مستوى الوطن تقوم بفحوصات لتشخيص الحالة يشرف عليه أخصائيون في مرض وجراحة الأعصاب، من بينهم الأستاذة بن ذيب والبروفيسور مصمودي. ويؤكد الدكتور ميهوبي أن مرض الزهايمر يمكن تفاديه من خلال الممارسة الدائمة والمستمرة للرياضة حتى يبقى العقل السليم في الجسم السليم، وعدم التدخين، السياقة بتأن لتفادي حوادث المرور، ومنه ارتجاج العقل والابتعاد عن المأكولات التي تسبب السمنة وأقول ''عليكم بفطور الملوك وغذاء الأمراء وعشاء الفقراء لصحة جيدة وخالية من الأمراض''-.