دعا الخبير الطبي البروفيسور عطال الياس من مستشفى ايت ايدير لأمراض الأعصاب إلى ضرورة تكفل وزارة الصحة بمرضى الزهايمر الذين ارتفعت نسبتهم في الجزائر بحكم ارتفاع معدل الحياة من 55 سنة غداة الاستقلال إلى أكثر من 70 سنة، ودعا المتحدث في حديث مع ''الحوار'' إلى إنشاء مراكز خاصة بهذه الفئات من المرضى من أجل القضاء على حالات الانغلاق والتقوقع النفسي التي تصيب مرضى الزهايمر الذين يعانون بدءا من سن ما فوق ال 60 سنة . وجاء ذلك في الوقت الذي دعا فيه الأطباء إلى ضرورة توجه المرضى في الجزائر للخضوع إلى تشخيص المرض بالمراكز الاستشفائية وهي مركز باب الوادي ''مايو سابقا''، ومستشفى آيت إيدير، ومستشفى مصطفى باشا الجامعي ومستشفى بن عكنون، هذا بالنسبة للعاصمة، أما البليدة فهناك مستشفى فرانز فانون ونذير محمد بتيزي وزو ومستشفى الرازي بعنابة ومستشفى قسنطينة بالإضافة إلى عدد من العيادات الطبية الخاصة للنفسانيين والمختصة في أمراض الأعصاب. وكانت ''الحوار'' قد سألت البروفيسور عطال الياس من مستشفى آيت ايدير حول نتائج اللقاء العلمي الذي نظمه مخبر ''فايزر'' أمس بالجزائر العاصمة، والذي جمع الخبراء و الأطباء العامين بحكم أنهم أول فئة من الأطباء يتم الاتصال بهم من المرضى، حيث وُجهوا لمساءلة المريض مهما كانت إصابته حول فقدان الذاكرة التي تعد أبرز المظاهر الملازمة للشيخوخة. وفي هذا الإطار قال الأستاذ المحاضر إن الجزائر عرفت كغيرها من الدول التي ارتفع فيها أمل الحياة نسب معتبرة في تزايد الإصابة بمرض الزهايمر بالمقارنة بالسنوات الماضية وهو ما اعتبره تحديا جديد للصحة العمومية . وأعرب المتحدث عن أمانيه في تكفل أوسع من قبل السلطات العمومية لهذه الفئات وهو ما سيسهل الكثير على المريض وعائلته التي أضيف لها عبء جديد علاوة على ما تفرضه تحديات الحياة الأخرى، ولذلك يشدد الرجل على أنه بات من الضروري العمل من أجل الحفاظ على كرامة هؤلاء المرضى وهويتهم عبر إنشاء مراكز يتمكنوا بموجبها من الالتقاء يوميا مع من يقوم بالسهر عليهم من أطباء نفسانيين ومختصين في القطاع. وأضاف المتحدث أن هذه المهمة يمكن أن توكل لهؤلاء من أجل إخضاع المريض لتمارين في الطبيعة تساهم في إخراجه من حالة التقوقع والانغلاق على النفس، موضحا أن ذلك واحدا من أهم مظاهر هذا المرض الذي يضاف إلى أمراض العصر الحالي. في الوقت ذاته أكد البروفيسور في مستشفى ايت ايدير بالعاصمة أن مهمة الطبيب ستكون أنجع في ظل هذه الظروف من أجل إرجاع المريض إلى أوساط المجتمع، لذلك أعاد التأكيد على ضرورة أن تلعب السلطات العمومية دورها كاملا في هذا المسعى . ويأتي كلام الطبيب المختص في أمراض الأعصاب، في الوقت الذي كشف فيه الأستاذ محمد أرزقي، أن الجزائر تحصي قرابة 100 ألف شخص مصاب بداء الزهايمر نظرا لارتفاع الشيخوخة في أوساط السكان، وارتفاع معدل مدة الحياة، موضحا أن هذا الرقم مرشح للارتفاع خلال السنوات المقبلة. وعلى الصعيد الدولي تشير الإحصائيات إلى تسجيل 25 مليون مصاب بهذا المرض في العالم. إلى ذلك وفي تدخل لخبراء جزائريين آخرين في مجال مرض الزهايمر وأمراض الأعصاب، كشف هؤلاء أن التحدي الأول الذي يواجه المريض الجزائري والأطباء هو أن اغلب الحالات التي يتم التكفل بها تأتي في حالات متقدمة من المرض وهو ما يصعب من إمكانية تماثل المريض للشفاء التام واستعادة الذاكرة، في الوقت الذي أكد دواء''الاريسبت'' فعالية في مواجهة المرض .