رابح سعدان يرمي المنشفة قدم الناخب الوطني رابح سعدان ظهر أمس استقالته بصفة رسمية من على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني لكرة القدم، وذلك في أعقاب التعثر المفاجئ لتشكيلة "الخضر" في جولة التدشين لحساب تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، والمقرر تنظيم نهائياتها شراكة بين الغابون وغينيا الاستوائية، أمام المنتخب التنزاني.الشيخ رابح سعدان قدم استقالته كتابيا لرئيس الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة الذي وافق عليها حسب ما جاء في الموقع الرسمي للفاف على شبكة الانترنيت. هذا ولم يفوت محمد روراوة الفرصة ليتقدم باسمه الخاص وباسم المكتب الفيدرالي بتشكراته الخالصة للناخب الوطني، والذي هنأه بالمناسبة على العمل الممتاز الذي أنجزه مع الفريق الوطني، وذكر رئيس "الفاف" بأهم وأكبر إنجازات الشيخ سعدان مع "الخضر" سواء في السابق أو في الحاضر: " لقد عرف رابح سعدان كيف يقود المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا وكأس العالم بجنوب إفريقيا 2010." وهي إشارة واضحة إلى تحقيق الناخب الوطني للأهداف المتفق عليها والتي تضمنها العقد الأول الموقع بين الطرفين. بن شيخة قد يقود الفريق امام إفريقيا الوسطى استقالة سعدان التي جاءت تحت ضغط الأنصار الذين أموا مدرجات ملعب تشاكر بالبليدة عقب تعثر الخضر أول أمس، حيث صبوا جام غضبهم عليه، كما لم يتوانوا في مطالبته بالرحيل. جعلت ذات الأنصار الذين تحققت رغبتهم في ظرف أقل من 24 ساعة في حيرة من أمرهم، بعد أن راحوا يتساءلون عمن سيكون خليفة الشيخ، وبالمرة عن مصير مساعديه ومصير المنتخب ومستقبله في المنافسة القارية التي يأملون في التتويج بلقب دورتها القادمة.فحسب مصادر "النصر" الموثوقة، فإن رئيس "الفاف" يكون قد فكر في القضية مباشرة بعد عودة المنتخب من جنوب إفريقيا، رغم تجديده الثقة في مدربه، بعد أن أخذ في الحسبان كل الإحتمالات الواردة. وتفاديا للدخول في متاهة الجدل العقيم القائم منذ سنوات بخصوص المدرب الأجنبي والمحلي، خاصة وأن الخرجة الرسمية القادمة للخضر مقررة لبداية شهر أكتوبر الداخل. وبخصوص هذه الخرجة أسرت لنا مصادرنا بأن روراوة يكون قد أخذ كل احتياطاته، وذلك من خلال تكليفه للمدرب الوطني لمنتخب المحليين عبد الحق بن شيخة بتحضير المنتخب وقيادته في لقاء إفريقيا الوسطى، نظرا لضيق الوقت وأهمية الرهان بالنسبة لمنتخب مونديالي مطالب بالدفاع عن "بريستيجه".ودائما بخصوص الطاقم الفني الوطني. أكدت ذات المصادر بأن رئيس "الفاف" يكون قد اتفق مع بن شيخة للإبقاء على مساعدي سعدان جلول وبلحاجي، على الأقل خلال التصفيات القارية من باب معرفتهم الجيدة للاعبين، وعلاقتهم بهم، وهو ما من شأنه مساعدته في المهمة الاستدراكية التي يراهن عليها لإقناع روراوة بتزكيته لخلافة سعدان بصفة رسمية على رأس العارضة الفنية للخضر. علما وأن هذه كانت إستراتيجية الحاج روراوة منذ البداية، أي منذ استدعائه لبن شيخة الذي كان يدرب النادي الإفريقي التونسي، وتعيينه على رأس العارضة الفنية لمنتخب المحليين الذين قادهم بنجاح وأهلهم إلى نهائيات السودان 2011. ما سر تغيير سعدان لموقفه؟ إعلان الشيخ سعدان عن استقالته يعد قرارا مفاجئا بالنظر إلى ما جاء على لسانه خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة أول أمس: " لقد سمعت ما لم أسمعه في حياتي من سب و شتم من آلاف المناصرين، إلا أن ذلك لن يدفعني إلى رمي المنشفة و إعلان إنسحابي من تدريب المنتخب، لأنني لو أدركت لحظة واحدة بأنني السبب الحقيقي في تراجع نتائج المنتخب لقدمت استقالتي مباشرة و دون إنتظار الغليان الجماهيري الذي بلغ ذروته في هذه المواجهة، كما أن هذا الأمر لا يتماشى و مكانتي الحقيقية في الوسط الكروي الجزائري ، كوني أعتبر نفسي دوما رجل الإطفاء الذي يبقى تحت تصرف القائمين على المنظومة الكروية ، فكلما طلبوا خدماتي لإنقاذ المنتخب من كارثة لا أتردد في الموافقة، رغم علمي مسبقا بأن المهمة لن تكون سهلة و التاريخ يشهد على ذلك، وأبسط دليل الوضعية الراهنة، لأنني عند تسلمي المهام قبل 3 سنوات كانت الكرة الجزائرية في عنق الزجاجة، وضمان التأهل إلى " الكان " كان حلم الملايين بالنظر إلى النكستين السابقتين، إلا أن هذا الحلم كبر لننجح في ضمان التواجد في المونديال بعد سنوات طويلة من الغياب، و مع ذلك فإنني الآن أتعرض لوابل من السب والشتم، رغم أنني قدمت الكثير لهذا الوطن، و لا أتقبل أن أمس في عرضي و كرامتي بهذه الكيفية، لأنني رب عائلة، وأفراد أسرتي سيتأثرون بالتأكيد من هذه التصرفات المشينة ". بالإضافة إلى ذلك أكد الشيخ استعداده للرحيل بمجرد إحساسه بأنه سبب تعثر المنتخب.لكن السؤال الذي يبقى مطروحا هو ما سر هذا الانقلاب في المواقف في ظرف أقل من 24 ساعة. فسعدان كان يصر على عدم الرحيل طالما أنه يحظى بثقة ودعم روراوة، وكيف قبل الأخير الاستقالة دون تردد، في الوقت الذي طالب فيه مدربه بالتدارك في الخرجة القادمة؟ روراوة سبق الأحداث وإذا كان الناخب الوطني متفائلا بمواصلة المهمة والتدارك، فإن رئيس "الفاف" استبق الأحداث، من خلال تلميحه بعد مباراة البليدة إلى إمكانية فسخ عقد المدرب الوطني رابح سعدان، حيث وصف في تصريح للصحافة تعادل "الخضر" أمام تنزانيا بالتعثر الذي لا يغتفر، والنتيجة التي ستجعل التأهل إلى نهائيات "كان 2012" مرهونة بالفوز بما تبقى من مقابلات، خاصة كما قال وأن كل الظروف كانت مهيأة لأداء مباراة في المستوى وتحقيق الفوز المنشود. ولأنه لا يقدر على إغضاب أنصار الخضر "الشوفينيين"، وبعد الذي وقف عليه بمدرجات ملعب تشاكر أول أمس، لم يكن بوسعه سوى التلميح إلى إمكانية فسخ عقد سعدان، كونه الوسيلة الوحيدة لخفض درجة التوتر داخل محيط المنتخب، وبالمرة الحفاظ على الهدوء والاستقرار، والدليل أن روراوة لم يتوان في قبول استقالة سعدان بعدما تحدى الجميع عقب المونديال الإفريقي، ووافق على تمديد عقده ومساعديه، كما رفض تدعيمه بأي مدرب آخر ممن سعت بعض الجهات فرضهم عليه.