قدم أمس المدرب الوطني رابح سعدان استقالته من على رأس العارضة الفنية وذلك على خلفية الانتقادات التي وجهت له في أعقاب التعثر الذي سجله تعدادنا في مباراة أول أمس أمام منتخب تانزانيا المتواضع، حيث فرض عليه التعادل في اللقاء الذي جمعهما بملعب تشاكر مصطفى بالبليدة لحساب التصفيات التأهيلية لكأس إفريقيا للأمم المقررة عام .2012 وكانت فكرة الاستقالة قد راودت المدرب الوطني قبل هذه المواجهة لكنه عدل عن ذلك بعد أن وجد مساندة قوية من السيد محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الذي كان يرى في الإبقاء على سعدان في العارضة الفنية كمدرب وطني الاستقرار في مسيرة هذا المنتخب الذي كانت مشاركته الأخيرة في مونديال جنوب إفريقيا محور انتقادات لاذعة من بعض وسائل الإعلام التي جندت بعض مدربي القطعة ممن ينشطون في بعض الفضائيات للتهجم عليه وانتقاده بأساليب تهريجية شككت في قدراته وصورته على انه السبب الرئيسي في الردة التي عرفها المنتخب الوطني. كما جندت بعض رؤساء الأندية الذين يعيشون على نشوة النتائج الظرفية التي حققتها أنديتهم مؤخرا في بعض المنافسات القارية، لإضفاء زخم واسع للحملة الشرسة التي طالت أيضا رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. كل هذه الهالة الإعلامية اليومية الشرسة أثرت سلبا على تحضير المنتخب الوطني وفي علاقة رابح سعدان مع الصحافة الرياضية على وجه العموم إلى درجة انه ظهر عصبيا في آخر ندوة صحفية قبل مباراة أول أمس وكذا في تلك التي عقدها أمس الأول أيضا في أعقاب المباراة أمام تانزانيا، كما أن المعاملة القاسية التي تعرض لها من قبل جزء من جمهور مباراة البليدة قد أخرجه عن طوعه ودفعه للتفكير جليا في المخرج الذي يجنبه المزيد من الإحراج، خاصة وانه سبق لسعدان أن تعرض لنفس المقلب وشرب من نفس الكأس في ثمانينات القرن الماضي بالرغم من انه كان وراء قيادة المنتخب الوطني لدورتين نهائيتين من كأس العالم 1982 و.1986 وهكذا انتهت مغامرة المدرب الوطني الذي شبهته بعض الصحف في أعقاب مباراة ام درمان أمام نظيره المصري في ديسمبر الفارط بالبطل القومي إلى مجرد شخص غير مرغوب فيه بمجرد أن المنتخب الوطني قد تعثر في أول ظهور رسمي له، ويدفع بذلك ثمن رغبته في مواصلة مشواره مع المنتخب الوطني. للإشارة فإن المدرب الوطني يكون قد احتكم إلى احد بنود عقده الذي يجبر الاتحادية في حالة التعثر في أي لقاء رسمي على تقديم استقالته وبذلك لم يفسح المجال لباطرون الفاف للعمل بهذا البند. وكان السيد محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وأمام الفراغ الذي تركته استقالة سعدان التي لا رجعة فيها قد صرح بأنه لن يتخذ اي قرار قبل عيد الفطر المبارك وان هناك متسعا من الوقت لحسم أمر العارضة الفنية، لكن مصادر مقربة من روراوة صرحت ل''المساء'' بأن النية تتجه لتكليف السيد عبد الحق بن شيخة مدرب المنتخب الوطني المحلى أو مدرب مولودية الجزائر الفرنسي آلان ميشال لتولى منصب مدرب وطني بالنيابة، خاصة وان الوقت يداهم المنتخب الوطني الذي سيلعب في ظرف شهر من الآن مباراة حاسمة أمام نظيره إفريقيا الوسطى، وهذا يعني ان التعاقد مع اي مدرب بهذه العجالة قد تكون له عواقب سلبية على مستقبل المنتخب الوطني. ورغم المرارة التي تركتها نتيجة التعادل الذي فرض على منتخبنا من قبل نظيره التانزاني، إلا ان السيد محمد روراوة أبى إلا ان يتحدى كل منتقديه، حيث صرح قائلا ان المنتخب الوطني سيلعب من اجل احتلال المرتبة الأولى ضمن مجموعته وانه لن يلعب من اجل احتلال ثاني أحسن مرتبة تؤهل صاحبها للدورة النهائية . للإشارة فإن السيد محمد روراوة كان قد تحدث في وقت سابق مع بن شيخة للعمل مع سعدان لكن هذا الأخير لم يهضم الفكرة وأدار ظهره لها مفضلا من يستمعون له لا من يناقشونه، وهو ما أرغم روراوة على تأجيل ذلك إلى مرحلة قادمة.