الإصابات الأخيرة بالتهاب السحايا حالات معزولة لا تستدعي القلق أكدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس الإثنين، أن الاصابات التي تم تسجيلها في الأيام الأخيرة بالتهاب السحايا « مينانجيت « ببعض مناطق الوطن هي حالات معزولة لا تستدعي القلق، وأن الوضعية ليست وبائية. وأوضح سليم بلقسام مستشار مكلف بالاتصال بالوزارة في تصريح صحفي،أن الوضعية عادية جدا، مشيرا إلى أنه يتم كل سنة تسجيل عدد من الاصابات بهذا المرض غير أنها ليست بالخطيرة ولا تستدعي القلق بحسب تعبيره. وبخصوص حالات الإصابة التي ظهرت بعيادة تابعة للقطاع الخاص بولاية البليدة وببلدية عين الملح بولاية المسيلة وتسببت في وفاة شخصين، إضافة إلى حالتي وفاة بالبليدة، أرجع نفس المسؤول ذلك إلى عدم تعقيم العتاد الطبي بالنسبة للإصابات بولاية البليدة في حين تسببت بكتيريا في الحالات التي عرفتها ولاية المسيلة. وأضاف أن السلطات المحلية بكلا الولايتين اتخذت كل الإجراءات الضرورية لتفادي انتقال العدوى، مشيرا الى أن الجزائر لم تسجل وضعية وبائية لالتهاب السحايا منذ سنوات وأن الأمر يتعلق بحالات معزولة من حين لآخر تم التحكم فيها ولم تتسبب في انتشار المرض. يذكر، أن عدد المصابين بهذا الداء ارتفع إلى 22 حالة في البليدة بعد اكتشاف أول أمس الثلاث تتعلق بنساء خضعن لولادة قيصرية بالعيادة الخاصة “أمينة “. وكانت مديرية الصحة للولاية قد أصدرت قرارا بغلق تحفظي للعيادة في 31 ديسمبر الفارط . من جهة أخرى، أكد الاستاذ جون بول غرانغو مختص في طب الأطفال أن الاصابة بالتهاب السحايا تراجعت بشكل كبير في الجزائر منذ إدراج اللقاح المضاد للهيموفيليس انفلونزا ضمن الرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال في سنة 2007. وأوضح الاستاذ غرانغو في تصريح صحفي، أن الاطفال يتلقون اللقاح المضاد للهموفيليس انفلونزا خلال الشهر 3 و4 و5 من عمرهم بالإضافة الى الاعادة خلال السنتين الاوليين من حياتهم. ويرى نفس الخبير أن تسجيل بعض حالات التهاب السحايا من حين لآخر أمر عاد جدا، مذكرا بسنوات التسعينيات التي عرفت فيها بعض ولايات الوطن انتشارا واسعا لهذا المرض، غير أن التحكم في الوضع كما قال أدى الى عدم تسجيل حالات مماثلة منذ تلك الفترة. وكشف نفس الخبير عن وجود عدة أنواع من التهاب السحايا، البعض منها بكتيري ومعدي ويتسبب في الوفاة والبعض الآخر فيروسي غير معدي ويمكن التحكم فيه. ودعا في نفس الاطار الى ضرورة إدراج اللقاح المضاد للمكورات الرئوية لدى الأطفال والأشخاص المسنين للتخفيض بصفة محسوسة من الاصابة بالتهاب السحايا التي تتسبب فيها هذه المكورات مشيرا الى أن هذا اللقاح أثبت نجاعته في الدول التي طبقته.