قالت وزارة الصحّة والسكان وإصلاح المستشفيات إن الإصابات التي تمّ تسجيلها في الأيّام الأخيرة بالتهاب السحايا في بعض مناطق الوطن هي (حالات معزولة لا تستدعي القلق)، وأن الوضعية (ليست وبائية). السيّد سليم بلقسام مستشار مكلّف بالاتّصال بالوزارة ذكر في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أمس الاثنين أن الوضعية (عادية جدّا)، مشيرا إلى أنه يتمّ كلّ سنة تسجيل عدد من الإصابات بهذا المرض غير أنها (ليست خطيرة) و(لا تستدعي القلق). وبخصوص حالات الإصابة التي ظهرت في عيادة تابعة للقطاع الخاص بولاية البليدة وببلدية عين الملح بولاية المسيلة وتسبّبت في وفاة شخصين أرجع نفس المسؤول ذلك إلى (عدم تعقيم العتاد الطبّي) بالنّسبة للإصابات بولاية البليدة، في حين تسبّبت بكتيريا في الحالات التي عرفتها ولاية المسيلة، وأضاف أن السلطات المحلّية في كلا الولايتين اتّخذت (كلّ الإجراءات الضرورية) لتفادي انتقال العدوى، مشيرا إلى أن الجزائر لم تسجّل وضعية وبائية لالتهاب السحايا منذ سنوات، وأن الأمر يتعلّق ب (حالات معزولة من حين لآخر تمّ التحكّم فيها ولم تتسبّب في انتشار المرض). في سياق ذي صلة، عاشت منطقة عين الملح جنوب عاصمة الولاية حالة من الهلع والفزع إثر وفاة شخصين في العشرينات من العمر بالمؤسسة العمومية للصحّة الجوارية (الشهيد عسلي محمد) أوّل أمس عقب إصابتهم بمرض التهاب السحايا، وتأتي الوفاة الثانية عقب وفاة الشابّ الأوّل بنفس المرض خلال أيّام فقط. ويذكر أن شقيق الشخص الثاني توفي بنفس الداء وهو في الثلاثين من العمر. وحسب مصادر من مديرية الصحّة فإن مدير الصحّة للولاية أعطى تعليماته الصارمة لمحاربة هذا الداء المعدي في أقرب الآجال، خاصّة إذا تعلّق الأمر بصحّة الأطفال الصغار، وهذا من خلال توفير كلّ الوسائل من كشف مبكّر ومتابعة صحّية تكفل القضاء على الداء. وقد جاء التقرير الذي أعدّته مصالح الوقاية لتأكيد حالة العدوى بين الشقيقين في الإصابة بنفس الداء الذي قضى على حياتهما، في حين عملت ذات المصالح على اتّخاذ تدابير وقائية في الوسط العائلي للضحّيتين، على غرار تطبيق إجراءات العزل الصحّي وغيرها منعا لانتقال الداء، وهذا بعد ثبوت حالة انتقال الوباء بين أفراد العائلة الضحّيتين.