أكدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن الإصابات التي تم تسجيلها في الأيام الأخيرة بالتهاب السحايا ببعض مناطق الوطن هي حالات معزولة لا تستدعي القلق وأن الوضعية ليست وبائية، وقال إن الجزائر لم تسجل وضعية وبائية لالتهاب السحايا منذ سنوات وأن الأمر يتعلق بحالات معزولة من حين لآخر تم التحكم فيها ولم تتسبب في انتشار المرض. وتأتي هذه التصريحات على اثر وفاة شخصين بمرض التهاب السحايا، خلال ال 72 ساعة الماضية. أوضح سليم بلقسام مستشار مكلف بالاتصال بالوزارة، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الوضعية عادية جدا، مشيرا إلى أنه يتم كل سنة تسجيل عدد من الإصابات بهذا المرض غير أنها ليست بالخطيرة ولا تستدعي القلق. وبخصوص حالات الإصابة التي ظهرت بعيادة تابعة للقطاع الخاص بولاية البليدة وببلدية عين الملح بولاية المسيلة وتسببت في وفاة شخصين أرجع نفس المسؤول ذلك إلى عدم تعقيم العتاد الطبي بالنسبة للإصابات بولاية البليدة في حين تسببت بكتيريا في الحالات التي عرفتها ولاية المسيلة. وأضاف أن السلطات المحلية بكلا الولايتين اتخذت كل الإجراءات الضرورية لتفادي انتقال العدوى، مشيرا إلى أن الجزائر لم تسجل وضعية وبائية لالتهاب السحايا منذ سنوات وأن الأمر يتعلق بحالات معزولة من حين لآخر تم التحكم فيها ولم تتسبب في انتشار المرض. تصريحات بلقاسم، تأتي اثر وفاة شخصين بمرض التهاب السحايا، خلال ال 72 ساعة الماضية، في عين الملح على بعد 130 كلم جنوب غرب ولاية المسيلة، وفق ما أكدته وكالة الأنباء الجزائرية أول أمس. وقد توفي شخص يبلغ من العمر 20 عاما، بمستشفى عين الملح جنوب غرب الولاية بعد إصابته بهذا المرض وفقا لما استفيد من هذه الهيئة الإستشفائية، حيث أوضح ذات المصدر أن الضحية يعتبر الثاني بعد وفاة أخيه البالغ من العمر 30 سنة. وكان المدير الولائي للصحة بالمسيلة قد أعطى، وفق هذا المصدر، تعليمات لمحاربة هذا المرض المعدي والأكثر خطورة على الأطفال خصوصا وذلك من خلال توفير كافة الوسائل اللازمة بدءا من الكشف المبكر والتكفل العلاجي بالمرضى. ويأتي تسجيل هذا العدد من الوفيات بمرض التهاب السحايا بعد أسابيع قليلة فقط من تسجيل عدة حالات إصابة بالتهاب السحايا لدى مرضى عالجوا لدى العيادة الخاصة »أمينة« بالبليدة، وهو الأمر الذي أدى إلى وفاة مصابين اثنين وإصابة امرأة أخرى بالإعاقة جراء هذا المرض. وقد أدت هذه الوضعية إلى غلق وقائي للعيادة الخاصة المشار إليها من أجل تطهيرها ومعرفة أسباب المرض المباشرة التي أدت إلى تسجيل إصابات، من جهته أكد مرابط الياس رئيس النقابة الوطنية للأطباء الممارسين في الصحة العمومية، أن آخر حصيلة لديه تفيد بتسجيل 14 إصابة، كما أوضح أن مرض التهاب السحايا المعروف ب »المينانجيت«، ليس واحدا على اعتبار أن هناك التهابات فيروسية وأخرى جرثومية وأن مرض التهاب السحايا الذي سجل في البليدة كان جرثوميا. وقال إن مثل هذه الأمراض تكون ضمن دورات وبائية كل عشر سنوات، وهي دورات تخص بعض الأمراض التي تنتقل عبر المياه أو العدوى. ويشار إلى أن التهاب السحايا أو الحمة الشوكية، هو التهاب الأغشية الدماغية »السحايا« المغلفة للدماغ والحبل الشوكي، على الرغم من أن غالبية أسباب الإصابة تكون عدوية بمعنى جرثومية، فيروسية، فطرية وطفيلية وتشبه أعراض هذا المرض في البداية أعراض الرشح العادي، ثم يتبعها صداع وحمى تسمى الحمى المخية الشوكية أو حمى البقع وتشنج في عضلات الرقبة والظهر.يصاب الإنسان أحيانا في الحالات الشديدة بفقدان السمع وفقدان الوعي ومن ثم الموت. وتحدث العدوى عن طريق استنشاق رذاذ الهواء الملوث بالبكتيريا، حيث تدخل بداية إلى الجهاز التنفسي وتتكاثر، ومن ثم تنتقل عن طريق الدم إلى الجهاز العصبي، وبالتحديد إلى أغشية الدماغ.