لا وجود لتكتلات داخل المنتخب وكل ما في الأمر أن الحظ خاننا أبدى اللاعب حسان يبدة تأثره الشديد بفشل المنتخب الوطني في الفوز على تانزانيا في مباراة الجمعة الماضي، لكنه و مع ذلك كشف عن تفاؤله الكبير بقدرة " الخضر " على التدارك، و النجاح في الظفر بتأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، كما تحدث يبدة في دردشة أجرتها معه " النصر " على هامش المقابلة بالبليدة عن مسيرته الإحترافية و إنتقاله إلى نادي نابولي الإيطالي. ما تعليقك الشخصي على نتيجة التعادل المسجلة ضد تانزانيا؟ الحقيقة أننا كنا نعلق آمالا كبيرة على هذا اللقاء لتحقيق الإنطلاقة الجديدة للمنتخب، لأننا لم نتمكن من إحراز أي إنتصار منذ فترة طويلة، و الأنصار أصبحوا يطالبون بالفوز، و قد كنا مطالبين بذلك أكثر من أي وقت مضى، بحكم أن هذه المباراة تندرج في إطار التصفيات الإفريقية، و المنتخب الجزائري يبقى المرشح الأول لكسب الرهان في مجموعته، سيما بعد المشاركة في المونديال الأخير، و عليه فإن التعادل المسجل لا يتماشى و الغايات التي كنا نرجوها، كما أننا خيبنا آمال جمهورنا الوفي الذي وقف إلى جانبنا إلى غاية آخر لحظة من عمر المقابلة. و هل كنتم تنتظرون إقبالا جماهيريا بذلك الحجم ؟ ما عساني أقول في هذا الشأن سوى أن ثقتنا في جمهورنا كانت كبيرة، رغم الإنتقادات التي كانت قد وجهت للاعبين بعد اللقاء الودي الأخير ضد الغابون، و قد وقفنا على ذلك بمجرد دخولنا إلى ملعب تشاكر على متن الحافلة، حيث وجدنا المدرجات مكتظة عن آخرها، و الكل يهتف " وان، تو، ثري، فيفا لالجيري "، و هو التجاوب الجماهيري الذي زاد من إصرارنا و عزيمتنا على رفع التحدي و صنع أفراح كل الجزائريين بالفوز على تانزانيا..كما أن التشجيع الإستثنائي الذي حظينا به لحظة نجاح الضيوف في تسجيل هدف السبق كان دليلا قاطعا على وفاء الجمهور للمنتخب، رغم أن النهاية كانت على وقع وابل من السب و الشتائم للشيخ رابح سعدان، لكن و رغم ذلك فإن الجماهير تبقى دوما إلى جانب المنتخب، و الحقيقة أننا لم نكن في مستوى تطلعات كل الجزائريين، بعد فشلنا في تحقيق الإنتصار. برأيك ما سر تراجع مردود المنتخب منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا الماضية؟ ليس هناك أي سر، فالأجواء السائدة وسط المنتخب تبعث على الكثير من الإرتياح و التفاؤل، و لا شيء تغير مقارنة بما كنا نعيشه في تصفيات المونديال، لأن الأجواء أخوية و حميمية بيننا كلاعبين و طاقم فني، و لا وجود للإنقسامات و التكتلات التي طالما تحدث عنها الشارع ، كوننا نبقى مجموعة متماسكة و منسجمة لا تختلف عن العائلة الواحدة، و نعمل من أجل هدف واحد، و هو السعي لتشريف الألوان الوطنية، رغم أن مشكل الإصابات كان قد ألقى بظلاله على المنتخب في مرحلة التحضير لمونديال جنوب إفريقيا، أما الآن فإنه لا يوجد أي مبرر للتعثر المسجل أمام تانزانيا، و لو أن الحظ أدار بظهره لنا، على إعتبار أننا فرضنا سيطرتنا المطلقة على مجريات اللعب، لكن من دون النجاح في ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف. لكن خط الهجوم يبقى عقيما و عجز عن إستغلال الكثير من الفرص المتاحة له ؟ مشكل خط الهجوم يبقى مطروحا منذ فترة طويلة، لأننا لم نتمكن من إحراز أي إنتصار منذ المقابلة الودية ضد الإمارات العربية المتحدة، و كان هذا العامل سببا رئيسيا في إقصائنا من الدور الأول في المونديال، إلا أن ذلك لا يلقي بالمسؤولية على عاتق جبور، غزال و زياية لوحدهم، فالمسؤولية مشتركة بيننا كلاعبين، إذ أتيحت لي شخصيا ثلاث فرص سانحة للتهديف في اللقاء ضد تانزانيا، غير أنني فشلت في هز الشباك بسبب نقص التركيز، و البحث عن هدف التفوق، و بالتالي فغنني أؤكد بأن التراجع الملحوظ في النتائج إنعكس بصورة مباشرة على معنوياتنا، و جعلنا نعيش تحت تأثير ضغط نفسي كبير، خوفا من تواصل سلسلة التعثرات، الأمر الذي أثر على العطاء الجماعي للتشكيلة، و ألقى بظلاله على مردود خط الهجوم، بصرف النظر عن الدفاع الذي أصبح يتلقى أهدافا نتيجة هفوات فردية في المراقبة. و بعد هذا التعادل كيف ترى الحظوظ في التأهل إلى "الكان"؟ تعادلنا هو الأول بملعب البليدة مما جعل الأنصار لا يتقبلونه، كونهم تعودوا على عدم تضييع أية نقطة داخل الديار، لكن هذا التعثر ليس نهاية العالم، لأننا بذلنا كل ما في وسعنا من أجل إحراز النقاط الثلاث غير أن الحظ حال دون ذلك، و نحن مصممون على رد الإعتبار و العودة بإنتصار من جمهورية إفريقيا الوسطى في شهر أكتوبر القادم يسمح لنا بإستعادة ثقة جماهيرنا، و كذا الثقة في النفس و الإمكانيات تحسبا لما تبقى من مشوار التصفيات.. من هذا المنطلق فإنني أؤكد بأن الأمل يبقى قائما، و سنعمل على تجاوز هذه المرحلة، لأننا على يقين بأننا المنتخب الأقوى في هذه المجموعة، و سنعمل على الفوز على تانزانيا في مباراة العودة للتأكيد على أن نتيجته في الجزائر ليست سوى نتيجة سوء الحظ. تبدي الكثير من التفاؤل بخصوص القدرة على التأهل. فما سر ذلك ؟ العزيمة الكبيرة التي يتسلح بها اللاعبون لرد الإعتبار في أسرع وقت ممكن تبقى العامل الأساسي الذي يدفعني إلى إبداء الكثير من الإرتياح و التفاؤل، مادام الجميع يعترف بقوة المنتخب الجزائري، و الظرف الراهن ما هو سوى فترة فراغ نمر بها، و عودتنا إلى الواجهة ستكون قوية بداية من اللقاء المقبل ضد إفريقيا الوسطى، لأننا عقدنا العزم على عدم تفويت الفرصة، كون تواجدنا في نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة يبقى ضرورة حتمية، لتفادي نكسة جديدة قد تعود بالكرة الجزائرية إلى نقطة الصفر. و ماذا عن صفقة إنتقالك إلى نادي نابولي الإيطالي ؟ أنا فخور بتقمص ألوان هذا النادي العريق في إيطاليا، كيف لا و قد لعب له أسطورة من حجم الأرجنتيني مارادونا، لكن المهم بالنسبة لي في جميع الحالات أنني نجحت في تجنب الموسم الأبيض، لأن إدارة نادي بنفيكا البرتغالي عرضت عقدي للبيع، و لم أتمكن من التوصل إلى إتفاق مع مسؤولي النادي بعد العروض الكثيرة التي تلقيتها من إسبانيا، فرنسا و إيطاليا، و الحقيقة التي لا أخفيها عليكم أن مصيري كان على كف عفريت قبيل إنقضاء فترة الإنتقالات بخمسة أيام، ليتم التوصل إلى أرضية تفاهم بين ناديي نابولي و بنفيكا، و هو الإتفاق الذي جعلني أرتاح من الناحية النفسية، و ألتحق بتربص المنتخب بمعنويات مرتفعة، إذ أنني تدربت مع فريقي الجديد و حظيت بإستقبال حار من المناصرين و المسيرين على حد سواء، و أنا أنتظر الفرصة لخوض أول مقابلة رسمية لي مع هذا النادي في بطولة قوية على الصعيد العالمي. و هل من كلمة ختامية لهذه الدردشة الشيقة ؟ لقد تأثرنا كلاعبين بالتعثر المسجل ضد تانزانيا، لأننا فشلنا في تحقيق الأمنية التي كانت يرجاها كل جزائري، لكننا و مع ذلك نطمئن أنصارنا بأن الحديث عن الفشل في التأهل سابق لأوانه، و مشوار التصفيات لا يزال طويلا و شاقا، و نحن عودناهم على رفع التحدي في المواعيد الحاسمة، بعدما حولنا حلم التأهل إلى " الكان " إلى إنجاز تاريخي بالتواجد مع العمالقة في المونديال، إضافة إلى النتيجة المستحقة المسجلة ضد منتخب إنجلترا في جنوب إفريقيا، و عليه فإنني استغل هذه الفرصة لأطلب من جمهورنا ضرورة وضع الثقة في اللاعبين لتمكينهم من تجاوز مرحلة الإحباط النفسي، لأننا ننتظر بفارغ الصبر لحظة إنفراج الأزمة لإعادة سيناريو التصفيات الماضية، و ما عايشه الجزائريون من أفراح، كوننا مجموعة متكاملة نضع المصلحة الوطنية في المقام الأول.