قال وسط ميدان المنتخب الوطني ونادي ''بورتسموث'' الإنجليزي، حسان يبدة، أن الإصابات الكثيرة التي تلاحق زملاءه في المنتخب هي نتيجة الإرهاق الشديد الذي أصابهم وعدم استفادتهم من الراحة منذ منتصف العام الماضي. والتي حتمت على اللاعبين رمي كل ثقلهم في اللقاءات التصفوية المؤهلة إلى المونديال وكأس أمم إفريقيا، وما تلاها من مجهودات بدنية كبيرة في أنغولا. وأكد يبدة في حديثه لموقع ''CNN'' بالعربية، أنه يجتهد ويعمل بجدية كبيرة مع ناديه بغية الرفع من مستواه وتسجيل ظهور قوي في المونديال. أما عن منافسي الجزائر في المونديال، سلوفينيا، انجلتر والولاياتالمتحدةالأمريكية، فاعتبر يبدة أن كرة القدم ليست علما دقيقا، بل من يجتهد ويكون أحسن تركيزا ورغبة في الفوز، ستكون له الكلمة في الأخير.. ما تعليقك على حالة المنتخب في الآونة الأخيرة مع الإصابات التي تلاحقه؟ يؤسفني حقا أن تكون جميع عناصر المنتخب مصابة في الفترة الحالية، وهذا أمر يحبط قليلا من معنويات الطاقم الفني، خاصة حينما يرى أن التشكيلة تعاني من الإصابات ومبتعدة عن المنافسة، ولكن يبقى دائما الأمل قائما في عودتنا السريعة إلى الميادين والمنافسة، وهذا ما سنحاول تداركه في المدة القادمة. كلاعب لعب مع المنتخب الفرنسي، ما الذي تقوله للاعبين الجزائريين المترددين في تلبية دعوة المنتخب واللعب للجزائر؟ أريد أن أقول لكل هؤلاء أنهم لا يفقهون شيئا ولا يعرفون ما هو المنتخب الوطني بحماسه وجمهوره المتشبع بالروح الأخوية والجماعية التي نعيشها، وهي كلها مميزة ورائعة. فحينما نتحدث عن الحيوية في المجموعة فلا يوجد مثيل لها، وحتى العمل والظروف التي تضعنا فيها الإتحادية، فهي كلها مميزة وجميلة جدا، ومخالفة تماما عما نسمعه من هنا وهناك عن المنتخب، وحالة الفوضى التي تسوده. ولهذا أقول أنه يجب التنقل إلى المنتخب ليعرف كل واحد ويعيش ما عشته أنا، فالمنتخب منضبط ويسير كما ينبغي، بل هو منضبط لدرجة كبيرة من الإحترافية، وكل وسائل العمل والراحة متوفرة للاعبين. وفوق هذا فحينما تلعب أمام أبناء بلدك وعائلتك وأعمامك وأخوالك وجيرانك فهذا يمنحك شعورا بالفخر والإعتزاز. وهل ترددت أنت في اللعب للجزائر وتلبية دعوتها؟ لا، لأن وضعي كان متوقفا على قوانين ''الفيفا'' الخاصة باللاعبين الذين سبق لهم تقمص ألوان منتخب آخر، وكانت القوانين لا تسمح من قبل بتغيير المنتخب. ولكن بعد صدور ''قانون البهاماس'' الخاص بهذا البند، لم أتردد ولو للحظة في قبول دعوة المنتخب الوطني. اللاعبون، المدرب ورئيس الإتحاد الجزائري يعرفون جيدا ما أقول، والسبب الوحيد الذي جعلني آخذ بعض الوقت للإلتحاق بالمنتخب هو ما حدث لي مع النادي الذي كنت ألعب له ''بنفيكا''، والذي تردد كثيرا في إعارتي. ولكن بعد أن سويت الأمر والتحقت ببورتسموث، وفي أول فرصة بعدها التحقت بالمنتخب، واليوم أنا مع ''الخضر'' وأفتخر وأعتز بجزائريتي، واللعب لبلدي وتمثيل الألوان الوطنية. اعتزازك تقابله مسؤولية كبيرة تنتظرك في نهائيات كأس العالم، ما تعليقك عنها؟ بكل صراحة، حينما أكون مع منتخب بلادي تغمرني سعادة لا توصف، بل أعيش تلك اللحظات وكأنني في حلم لا أريده أن ينتهي. وعليه أقول شرف كبير جدا بالنسبة لي أن أكون عنصرا من المنتخب الوطني، وحاضرا لحظة عزف النشيد الوطني، التي لم ولن أنساها طيلة حياتي في كل مرة نخوض فيها لقاءا كبيرا. ومناسبة كأس العالم ستكون فرصة لجميع العرب والعالم ليدركوا أن ''محاربي الصحراء'' في جنوب أفريقيا ليشرفوا العرب ويقدموا عروضا كروية جميلة وفي مستوى الحدث العالمي. مع كثرة الإصابات التي تلاحقك، هل ترى أن فترة الإستعداد للمونديال ولعب مبارتين فقط كافية لمثل هذا الحدث العالمي؟ بكل صراحة هي لا تكفي للمنتخبات التي لم تنظم معسكرات تدريبية مغلقة وطويلة، ولم تلعب ستة لقاءات في منافسة كبيرة. أما بالنسبة لنا فالتوفيق كان من عند الله، وهو من منحنا القوة والعزيمة لبلوغ الدور نصف النهائي، ولعب المباراة الترتيبية أمام نيجيريا في نهائيات كأس أمم أفريقيا، وعليه أقول أن الفترة القادمة لن يحتاج فيها المدرب الوطني، رابح سعدان، لمعرفة مستوى المنتخب أو يجرب لاعبا أو آخر، بل مهمته ستكون مضبوطة، تكتيكية بالدرجة الأولى، طالما أن الفريق، كما قلت لك، كسب الإنسجام اللازم وصار يلعب بتلاحم كبير وبروح جماعية بقيت جميع المنتخبات تشيد بها، وكل ما أتمناه هو أن يستعيد جميع زملائي عافيتهم ويعودون إلى سابق قوتهم وهذا طبعا لا أشك فيه، لأن ثقتي بالجميع كبيرة. وكيف تبدو لك لقاءات المونديال، سواء مع سلوفينيا، إنجلترا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ بطبيعة الحال هي منتخبات كبيرة وقوية وعالمية، ستكون فيها إنجلترا المرشح الأول للظفر بتأشيرة التأهل إلى الدور الثاني، وهذا ليس كلامي وحدي فقط، وإنما كلام المتتبعين والمحللين أيضا، بل يرشحونها لتنشيط الدور النهائي، ولكن ستكون لنا فرصة، حسب هؤلاء، للتنافس مع سلوفينيا والولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل الظفر بالتأشيرة الثانية. ولكن يبقى أهم ما يجب عليّ أن أشير إليه هنا، هو أن كرة القدم ليست علوما دقيقة، بما أن إنجلترا قوية فهي من ستفوز وتسيطر على المجموعة، بل في كرة القدم كل شيء وارد، خاصة إذا ما تحلينا بروح المسؤولية وعزيمة شديدة لتشريف العرب وتمكين الجزائر من استعادة أمجادها وقوتها في المحافل الدولية والعالمية. ولهذا أقول أننا سنكون في جنوب أفريقيا أمام حدث تاريخي لا يجب أن ندعه يمر من دون أن نترك بصماتنا عليه. النقاد يقولون إنه بدلا من أن ينظر سعدان إلى منافسي الجزائر قبل شهرين على انطلاقة المونديال، راح في رحلة معاينة للاعبين في أوروبا، ما تعليقك؟ المدرب يعرف جيدا ما يفعله، فمنافسونا كإنجلترا أو الولاياتالمتحدة أو حتى سلوفينيا لم يعودوا كما في السابق يخفون أوراقهم، بل مع الإحترافية الكبيرة الموجودة في أوروبا، والبطولات التي يلعب لها كل عنصر في هذه المنتخبات الثلاثة مع أنديتهم في إنجلترا، ألمانيا، فرنسا إيطاليا وإسبانيا، لا يجعل المدرب بالضرورة أن يبقى دائما يتابع أخبار منتخباتهم، بل همه ينحصر في اللاعبين والثغرات التي يجب أن تسد قبل السفر إلى جنوب أفريقيا. وفي هذه النقطة فأنا وبكل حيادية أقف إلى جانب سعدان، وأوافقه على العمل الذي يقوم به، لأن العمل الذي ينتظرنا كبير والمسؤولية ستكون أكبر. هل يمكن أن توضح أكثر؟ في الوقت الحالي المنتخب يعاني من إصابات كثيرة في التعداد، ومن الصعب جدا المراهنة على لاعبين يشتكون الإصابة أو قلة المنافسة وترمي بهم في لقاءات كبيرة في منافسة عالمية، وإذا كانت المنافسة يمكن تداركها فالإصابة لا أعتقد ذلك، بل ستكون في حد ذاتها مغامرة كبيرة، سواء من اللاعب أو من المدرب، لأننا في جنوب أفريقيا لن نكون في رحلة سياحية، بل من أجل هدف واحد، تشريف الجزائر والعرب، وعليه فسعدان يعرف جيدا ما يقوم به.