بلخادم ينوي تنظيم تصويت بالثقة على نفسه في دورة اللجنة المركزية شرع أمين عام جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم في اتصالات ولقاءات مع أعضاء في اللجنة المركزية تحسبا لاجتماع مصيري للجنة مقرر أيام 29 جانفي و 1 و 2 فيفري ويلتقي اليوم أيضا منتخبي وإطارات الحزب ببعض ولايات الوسط في سلسلة ندوات تتوج بندوة وطنية لاحقا. و أفادت مصادر من الحزب أن الأمين العام لجبهة التحرير ، كثف في الأيام الأخيرة لقاءاته بأعضاء اللجنة المركزية ، في عملية "لوبينغ" وحشد تأييد لشخصه قبل موعد الدورة التي يتوقع أن يتم فيها الاستفتاء بخصوص بقائه في منصبه أو رحيله. و قال مناصرون لبلخادم أنه ينوي طلب ثقة أعضاء الهيئة التي تحوز على سلطة تعيين أمين عام الحزب، رغم معارضة تيار من أنصاره ، لهذه الخطوة التي قد تكلفه غاليا، أي منصبه، وخصوصا أن التصويت السري يرفع الحرج عن بعض المحسوبين عليه، و الذين، يرغبون فعلا في رحيله.و أعلن المحافظون أول أمس تمسكهم ببلخادم، و واستمراره في منصبه لمدة خمس سنوات، في تأويل ذاتي لأحكام القانون الداخلي للهيئة. ورفض بلخادم نصيحة بالاكتفاء بتغيير جذري للمكتب السياسي، متمسكا بخيار اللجوء إلى الصندوق للحسم في الخلاف القائم مع"دعاة الشرعية التاريخية" في الحزب، وبعض من القيادات الشابة التي تسعى لرحيل الحرس القديم من الجبهة. ويقول مقربون من أمين عام الأفلان، أن قرار تعيين اثنين من خصومه في مجلس الأمة، وهما صالح قوجيل مؤسس الحركة التقويمية، و الهادي خالدي الذي أشهر معارضته لبلخادم قبل سنتين، وجرى تجميد عضويته تبعا لذلك في المكتب اللجنة المركزية، رسالة مباشرة لا تحتاج إلى الاجتهاد أو التأويل، حيث توحي بوجود عدم رضا لرئيس الحزب عن أوضاع الافالان و طريقة أمينه العام في تسيير أزمته المزمنة. و وفق هذه الرؤية فان بلخادم يريد أن يختبر إن كان لا يزال يحظى بالثقة، ليس على مستوى الحزب فقط بل على مستويات أعلى، و في حالة تمتعه بالثقة فإنه يأمل في دعم وضغط على معارضيه وخصوصا قدامى الحركة التصحيحية الذين يشكلون الأغلبية في الهيئة. لكن الحركة التقويمية ترى أن قبول بلخادم اللجوء إلى الصندوق، أمر مستبعد، ووفق رأي قيادي فان الأمين العام يحضر الأجواء لتفجير اللجنة المركزية مثلما فعل في جوان الماضي. و قال القيادي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الأمين العام التزم بعهود ولم يف بها ومنها التصويت السري على الثقة فيه قبل دورة اللجنة المركزية جوان لكنه تراجع عنه عشية الدورة ، و فرض بالقوة التصويت برفع الأيادي على استمراره في مهامه. و يشتبه خصومه في أن الندوات الجهوية لإطارات الحزب، أي منتخبين وأعضاء لجنة مركزية محاولة من بلخادم حشد الصفوف ، في إطار خطة لخلط الأوضاع في الحزب، وتمهيد الأجواء لعقد مؤتمر استثنائي، يكون المنتخبون هم المندوبون. وبالموازاة مع تحركات بلخادم باشر خصومه أيضا تحركاتهم للملمة صفوفهم، وتوحيد الكلمة من خلال دورة اللجنة المركزية ، وقطع الطريق أمام تراجع بعض المعارضين، وخصوصا بعد"توبة" بعض منهم تم ترشيحهم في الانتخابات المحلية وانتخابات مجلس الأمة ومنهم أمين محافظة الحراش الأسبق محمد زبيري الذي كان من أول الثائرين ضد بلخادم ، قبل أن يعقد صفقة و يعود إلى الصف، و يضمن عضوية مجلس الأمة بالعاصمة.