الأنصار يثبتون بلخادم والخصوم يتوعدون بتنصيب قيادة موازية انطلقت مساء أمس أشغال الدورة العادية للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني بصعوبة كبيرة وسط فوضى عارمة ومشادات بين مناصري بلخادم وخصومه في قاعة فندق الرياض بسيدي فرج غرب العاصمة، قبل أن يقوم أحد المؤيدين بإعلان تثبيت بلخادم على رأس الحزب لعهدة جديدة بتقديم عريضة تحمل 221 توقيعا من الأعضاء الحاضرين وعليها ختم محضر قضائي. لم يتمكن الأمين العام للأفلان من افتتاح أشغال اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني طيلة نهار أمس سوى بعد الساعة الخامسة مساء عندما دخل أنصاره إلى قاعة الفندق من جديد وقاموا بطرد الخصوم من المنصة بقوة بعدما احتلها هؤلاء منذ الصبيحة، قبل أن يدخل بلخادم ماسكا المكرفون ليعلن عن افتتاح أشغال دورة اللجنة المركزية. وفي تلك الأثناء قام أحد الحضور من مؤيدي الأمين العام الحالي - حسب ما تسرب لنا من القاعة - بتقديم عريضة تحمل توقيع 221 عضو من أعضاء اللجنة المركزية 333 عضوا بعد تسجيل وفاة 6 أعضاء و عضوين (2) معنيين بحالات التنافي و كذا عضوين (2) تم تجميد عضويتهما بعد إقصائهما بالإضافة إلى 8 أعضاء ترشحوا في الانتخابات التشريعية الأخيرة في قوائم أخرى ، ليؤكد من خلالها بأن أغلبية أعضاء اللجنة يزكون بقاء بلخادم على رأس الحزب، ليتم بعدها مباشرة الإعلان عن رفع الجلسة على أن تستمر الأشغال صبيحة اليوم السبت. وحسب مصادرنا فإن أعضاء لجنة العقلاء الخمسة الذين كانوا قد دخلوا في مفاوضات ماراطونية مع بلخادم منذ صبيحة أمس من أجل محاولة إزالة حالة الانسداد بين الطرفين منذ الصبيحة لم يتم إيجاد أثر لهم داخل القاعة أين انعقدت أشغال اللجنة في جلسة مغلقة وأن موقفهم مما حدث في آخر لحظة يبقى مجهولا. وكان خصوم الأمين العام الحالي عبد العزيز بلخادم قد تسببوا في تعطيل انطلاق الأشغال التي كانت مقررة في صبيحة أمس بعد أن تمسكوا بالتصويت السري على القرارات التي ترفع للجنة المركزية في الوقت جدد فيه مناضلون آخرون دعمهم للقيادة الحالية للحزب و الخيارات التي اتخذها مكتبه السياسي، وأصروا على أن لا تنطلق الأشغال إلا في حالة تبني هذا النمط من التصويت. وساد ت فوضى منذ الساعات الأولى من صباح أمس أمام مدخل فندق الرياض خصوصا قبيل وصول الأمين العام عبد العزيز بلخادم، الذي سبقه إلى المكان خصومه وعلى رأسهم وزير التكوين المهني الهادي خالدي، محمد الصغير قارة اللذان منعا من دخول القاعة بتعليمات من قيادة الأفلان باعتبارهما مقصيين من عضوية اللجنة المركزية، ونشبت مناوشات بين أنصار بلخادم وأعضاء اللجنة المركزية المقصيون الذين منعوا من دخول القاعة بتعليمات صارمة أعطيت لأعوان الأمن من طرف قيادة الأفلان. وقد تأزمت الأمور برشق موكب بلخادم بالحجارة وقارورات الماء وتعالت أصوات تناديه بالاستقالة والرحيل من على رأس حزب جبهة التحرير الوطني، ليرد أنصار بلخادم بالمثل ورشقوا سيارات كل من الهادي خالدي و محمد الصغير قارة متسببين في تكسير الضوء الأمامي لإحداها. وأصر خصوم بلخادم على ضرورة إرجاع الأعضاء الذين تم إقصاؤهم إلى اللجنة المركزية و السماح لهم بحضور أشغال الدورة العادية للجنة المركزية للحزب، و القبول باللجوء إلى الصندوق لاختيار طريقة التصويت على الأمين العام ، وهو ما تمسك بلخادم برفضه. واتهم الخصوم بلخادم بتوظيف شباب "بلطجية" لإسكات صوت المعارضة داخل الأفلان، وفي هذا الصدد قال وزير التعليم والتكوين المهنيين الهادي خالدي في تصريح للصحافة خارج قاعة الاجتماعات، إن أيام بلخادم على رأس الأفلان '' قليلة '' وأن موعد رحيله قد اقترب. وفي المقابل وبعد أن تعذر عليه دخول القاعة التي احتل منصتها خصومه في اللجنة المركزية اجتمع بلخادم بلجنة العقلاء التي تضم كلا من عبد القادر حجار، عبد الرزاق بوحارة، محمد بوخالفة ومحمد قزان، في جلسة مغلقة للنظر في التطورات الأخيرة ومناقشة طريقة الخروج بحل توافقي يرضي جميع الأطراف. وفي هذه الأثناء خرج محمد بورزام منسق مبادرة سحب الثقة من بلخادم، وتقدم نحو سياج الجدار المحيط بالفندق وقال للصحافة أن المعارضة مصرة على مطلب تحكيم الصندوق كآلية للفصل في النزاع القائم، معتبرا ذلك مطلب أغلبية أعضاء اللجنة المركزية، مشيرا إلى أن البيان الصادر عن المكتب السياسي مساء الأربعاء الماضي كان بقرار من بلخادم و لم يكن محل إجماع أعضاء المكتب السياسي، وذكر بأن أن الفقرة الرابعة من المادة 13 من القانون الأساسي للحزب تنص على آلية رفع الأيدي في الحالات العادية، أما فيما يتعلق في بعض الحالات الخاصة فيتم اللجوء إلى الصندوق من جهته صرح بوجمعة هيشور عضو اللجنة المركزية و المعارض للقيادة الحالية للحزب للصحافة بعد منتصف النهار أن الأمر يتعلق "بمعركة إجراءات التي حدثت حاليا" مؤكدا أن بلخادم مجتمع منذ أكثر من ثلاث ساعات مع "لجنة العقلاء''، مشيرا إلى أنه "لم يتم التوصل إلى أي تفاهم إلى حد الآن حول مصير دورة اللجنة المركزية خاصة ما تعلق بنظام الانتخاب الذي سيعتمد من أجل الفصل في مسائل و قرارات الدورة". وأوضح في هذا الصدد أن الأمر يتعلق "بالتوصل إلى وفاق من أجل الخروج من حالة الانسداد" مشيرا إلى ثلاث احتمالات و هي "الانتخاب السري أو استقالة الأمين العام للحزب".أو قيام لجنة العقلاء في حال فشلها في مفاوضاتها مع بلخادم بإعلان شغور منصب الأمين العام وتنصيب هيئة قيادية مؤقتة قبل الذهاب إلى مؤتمر استثنائي من أجل انتخاب قيادة جديدة''. وفي تعليق على مجريات اللجنة المركزية قال بوجمعة هيشور للنصر أن المعارضين لبلخادم مصرون على تنصيب قيادة موازية ويرفضون رفضا قاطعا العمل تحت قيادته. ع.أسابع