"فاتح كان مصابا بمس من الجن و سقوطه غير إرادي" أكد السيد هلال عبد الغني والد الشاب فاتح الذي توفي قبل ثلاثة أسابيع على إثر سقوطه من أعلى جسر باب القنطرة بقسنطينة، أن ابنه لم ينتحر بل هوى بطريقة غريبة سببها، كما قال، إصابته ب "مس من الجن" كان يعاني منه منذ نحو 9 أشهر، و هي رواية قرّر الأب المفجوع زيارة "النصر" لسرد تفاصيلها المأساوية. و يستذكر الأب ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم و الدموع لا تكاد تفارق عينيه المتعبتين، قائلا: "طلبت من ابني فاتح صبيحة 29 ديسمبر الفارط الخروج لشراء الخبز و أعطيته مبلغ 200 دينار، لكني كنت مترددا و كأن قلبي أنبأني بما سيحدث، حيث خرج من المسكن العائلي بحي سيدي مبروك السفلي و شرب القهوة في المقهى المجاور مع أصدقائه، قبل أن يختفي عن الأنظار". و يصف الأب الذي أعطانا صورة ابنه بيدين لم تتوقفا عن الارتجاف من شدة ألم الفراق، كيف أن قلبه كان مقبوضا منذ خروج وحيده فاتح، خصوصا و أنه بدا مضطربا في الأربعة أيام التي سبقت الحادثة و شاهده يقرأ سورة الفاتحة و يردد في ذلك اليوم كلاما غريبا عن قطة سوداء، و هي حالة يؤكد السيد عبد الغني أن سببها اضطرابات نفسية بدأت بعد فترة قصيرة من إنهائه الخدمة العسكرية، و تبين له فيما بعد أنها راجعة إلى مس من الجن ازداد حدة قبل تسعة أشهر بكثرة الانطوائية و الشرود، و جعل العائلة تدخل في رحلة بحث من أجل رقية فاتح الذي "تنتفخ بطنه بشكل غريب خلال كل عملية رقية". رحيل فاتح الذي غيّبه الموت عن عمر يناهز27سنة، زاد من قلق أفراد العائلة وجعل الأب يتصل به عدة مرات في هاتفه النقال دون أن يجيب، لكنه لم ييأس و عاود الكرة، قبل أن يرد أحدهم في الساعة الثالثة عصرا و يسمع ضوضاء كبيرة اعتقد للوهلة الأولى أن مصدرها مركزا للشرطة، و هو موقف لم يكد الأب يستوعبه حتى يسمع بعده بدقائق قليلة صراخا بالقرب من المنزل و أصواتا تردد '"فاتح..فاتح!" دفعته للخروج لمعرفة ما يحدث، ليصادف أحد الجيران الذي طلب منه التحلي بالشجاعة، غير أنه لم يستطع فهم شيء و لم يستفق من الكابوس إلا بعدما شاهد فلذة كبده في مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي. و يؤكد الوالد المفجوع أن إحدى الجارات شاهدت فاتح مارا في الطريق المؤدية نحو المستشفى الجامعي بالقرب من جسر باب القنطرة، قبل أن تتفاجأ به "يُرفع" بطريقة تحاكي الخيال و يسقط من أعلى الجسر و هي رواية، و بالرغم من غرابتها، اقتنع الأب بحدوثها و ذكر لنا أن سببها المس الشيطاني الذي كان يشكو ابنه منه. و يؤكد السيد عبد الغني الذي زار أمس مقر جريدة "النصر" لتوضيح ما روج في وسائل إعلام ذكرت أن ابنه الوحيد انتحر، أن فاتح كان محبوبا من طرف جميع الجيران و الأقرباء الذين صدموا لدى سماعهم الحادثة، و أضاف أنه كان متزنا و يزاول عمله بصفة طبيعية في ورشات بالعلمة و قسنطينة على اعتبار أنه متحصل على شهادة تقني سامي في الإلكتروميكانيك، مبديا أسفه الشديد لما قيل بأنه قد عثر عليه أشلاء و ترويج إشاعات عمقت جرح أفراد الأسرة، خصوصا الأم و أخته المتزوجة، اللتين زاد وضعها الصحي تأزما، حيث أكد أن فاتح لم يتعرض سوى لإصابة خطيرة على مستوى الرأس كانت سببا في وفاته.