الجيش يحرر أكثر من 600 رهينة ويقضي على 18 إرهابيا مصادر رسمية: الارهابيون كانوا مصممين على قتل الرهائن وتدخل الجيش جنب وقوع كارثة مكنت العملية التي نفذتها وحدات خاصة للجيش الوطني الشعبي أول أمس الخميس ضد الجماعة الارهابية التي احتجزت رهائن بالموقع الغازي لتيقنتورين بعين أمناس من تحرير ما يقارب 100 رهينة أجنبية و573 جزائريا حسب حصيلة رسمية مؤقتة أعلن عنها أمس. و تمت الإشارة إلى أن أكثر من نصف عدد الرهائن الأجانب المقدر عددهم ب132 رهينة قد تم تحريرهم حيث تم القضاء على 18 إرهابيا، و قتل في العملية 12 عاملا جزائريا وأجنبيا، ولم يتم تحديد جنسيات الضحايا الأجانب بعد. الحصيلة نقلتها وكالة الأنباء عن مصدر أمني، أكد أن العملية التي أطلقها الجيش الخميس تواصلت أمس، حيث حاولت القوات الخاصة التوصل إلى «حل سلمي» قبل القضاء على المجموعة الارهابية التي تحصنت بمصنع تكرير النفط وظلت تحتجز بعض الرهائن. وفي الرواية الرسمية التي قدمها المصدر الأمني لوكالة الأنباء الجزائرية فإن المجموعة الارهابية التي شنت الاعتداء على الموقع الغازي تتكون من حوالي 30 إرهابيا، وكانت مدججة بالأسلحة لا سيما بالصواريخ وقاذفة صواريخ وأسلحة حربية أخرى، وأشار ذات المصدر أن تدخل الجيش جاء بعد تأكده من تصميم الإرهابيين على قتل الرهائن، بعدما تبين لهم أن خطتهم في نقل الرهائن وممارسة ضغوط على الدول المشاركة في الحرب على مالي والمجتمع الدولي، قد فشلت. وأضاف أن العملية مكنت من تفادي مجزرة حقيقية فضلا عن تدمير محطات للغاز. ومعلوم أن جماعة مختار بلمختار الذي يقود تنظيم «الموقعون بالدماء» تبنت العملية الإجرامية، ولم تشر المصادر الرسمية إلى مطالب الخاطفين لكنها أكدت أنهم عبروا عن رغبتهم في الخروج بالرهائن الأجانب من التراب الجزائري و تحويلهم إلى مالي بغرض ممارسة ما وصفه المصدر الأمني «بالضغوط القاسية». قرار الهجوم سيد والعواصم المعنية تفهمت ودعمت الجزائر و كشف مصدر أمني أمس الجمعة أن العملية التي قامت بها الوحدات الخاصة الجزائرية مكنت من تفادي مجزرة حقيقية في حق مئات الرهائن فضلا عن تدمير المحطات الغازية. في حين أكد مصدر حكومي أن هجوم الجيش مكن من تجنب «كارثة حقيقية» وحال دون وقائع خسائر بشرية ومادية جسيمة. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصدر أمني قوله أن المجموعة الإرهابية التي كانت تتكون من حوالي 30 إرهابيا «كانت مصممة على فعلها الإجرامي» بعدما تأكدت من فشل خطتها التي كانت تتمثل في تحويل الرهائن إلى مالي من أجل ممارسة ضغوطات وصفها المصدر بالقاسية على «البلدان المشاركة في محاربة الإرهاب في مالي وكذا على المجتمع الدولي». مشيرا ان المجموعة وبعد فشلها اعتزمت «القضاء على الرهائن الأجانب من أجل تضخيم تأثيرها على المجتمع الدولي». وأكد مصدر حكومي، من جهته، للوكالة أن المجموعة المتكونة من عناصر متعددة الجنسيات كانت تهدف إلى اختطاف أكبر عدد من الرهائن الأجانب وإحداث أكبر قدر من الخسائر المادية والبشرية، ولفت المصدر إلى أن المجموعة كانت مزودة بترسانة حرب حقيقية تشمل صواريخ وقاذفات صواريخ وقنابل يدوية وبنادق رشاشة ومسدسات رشاشة. وفي رد على التساؤلات التي أثيرت بشأن سرعة التدخل، بين المصدر الأمني، أن «القوات الخاصة الجزائرية التي حاصرت الأماكن طيلة صبيحة الخميس حاولت التوصل إلى حل سلمي غير أن الارهابيين استنادا إلى معلومات تلقوها قرروا القضاء على كل الرهائن وارتكاب مجزرة حقيقية بالموقع الغازي». وعليه يضيف المصدر « قررت القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي التي تتمتع بخبرة واحترافية عاليتين حسبما سجلته الأوساط المهنية الدولية، الهجوم برا بهدف القضاء على هذه المجموعة التي كانت تستعد للفرار مع الرهائن والتي كانت على وشك أن تحدث كارثة».وأشار المصدر إلى أن التدخل تم في «ظروف جد معقدة» ومكن من تفادي مجزرة حقيقية». وتأتي تصريحات المصدرين الأمني والحكومي بعد تصريحات لوزيري الاتصال والداخلية، حيث قدم وزير الاتصال محمد السعيد في اليومين الماضيين الحصائل المؤقتة العملية التي كانت جارية في الميدان، مشيرا إلى أن العملية هدفها إضعاف الجزائر سياسيا واقتصاديا وإقحامها في الحرب الدائرة في مالي مجددا موقف الجزائر الرافض للتفاوض مع الارهابيين أو الرضوخ والمساومة، كما انه لن تقبل بأن تقحم في نزاع دائر خلف حدودها. وفي تعليق المصدري الحكومي على العملية والذي نقلته وكالة الأنباء الجزائرية تمت الإشارة إلى أن الرد بإطلاق هذه العملية كان «السبيل الوحيد وإن لم يكن يخلو من الخطر على غرار ما يحدث في أي مكان آخر للتقليل أو إفشال النوايا الخبيثة للتنظيم الارهابي متعدد الجنسيات». وسجلت الجزائر هنا أن عمليات تحرير الرهائن لم تعرف أبدا نجاحا كليا ودون خسائر خصوصا حين يتعلق الأمر بظرف معقد كما هو الشأن باعتداء تمنراست حيث كان مسرح العمليات في قلب الصحراء وقرب منشأة غازية فضلا عن العدد الكبير للعمال المحتجزين واستعمال الأحزمة الناسفة والأسلحة الحربية. المصدر الحكومي الذي قال أن قرار شن الهجوم سيد حرص على التأكيد بأن الجزائر ظلت على تواصل بالعواصم التي لديها رعايا في المنشأة الجزائرية. مسجلا ان العواصم المعنية أبدت تفهمها بل دعمها للموقف الجزائري واعتبرته اسهاما في تأمين العالم من التهديد الارهابي». تجدر الإشارة إلى أن العملية التي باشرها الجيش تواصلت إلى وقت متأخر من مساء أمس بغرض تحييد ما تبقى من العناصر الارهابية بالمنشأة الغازية.