أتشرف بتدريب الخضر ولو أنني لم أتلق أي عرض رسمي عبر المدرب الصربي وحيد حليلوزيتش عن استعداده لتدريب المنتخب الجزائري وخلافة رابح سعدان معتبرا الاشراف على الخضر شرف كبير بالنسبة إليه رغم أنه لم يتلق أي عرض رسمي. وقال حليلوزيتش في حوار خص به النصر من ليل الفرنسية أن احتكاكه بالكرة الإفريقية من خلال إشرافه على فيلة كوت ديفوار يعد عاملا مساعدا على التأقلم السريع مع المحيط العام و أجواء المنتخب الوطني مضيفا أنه يتذكر دوما اللقاء المرجعي لمحاربي الصحراء في ربع النهائي لكان 2010 بأنغولا أمام فريقه السابق والقوة الذهنية التي تحلى بها رفقاء بوقرة ولو أنه يدرك بأن الجزائر كانت سببا في تنحيته من العارضة الفنية للفيلة. كيف تلقيت استقالة المدرب رابح سعدان؟ صراحة تفاجأت بهذا القرار الذي لا يخدم المنتخب حيث تمنيت بقاءه ولو أنني أتصور الضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها. وأعتقد بأن رحيل سعدان كرس قناعتي الشخصية بأن النتائج الفنية هي التي تحدد مستقبل أي مدرب ليس فقط في القارة الإفريقية بل على مستوى مختلف بقاع العالم، ما يجعلني أجزم بأن المدرب الجزائري عاش نفس السيناريو الذي تعرضت له مع منتخب كوت ديفوار. وهل تعتقد بأن التعادل أمام تنزانيا السبب الوحيد في رحيله؟ هي تراكمات تمتد جذورها من كأس أمم إفريقيا بأنغولا مرورا بالمونديال وصولا إلى بداية التصفيات لكان 2012 . لتأتي مباراة تنزانيا التي فجرت الوضع وزادت من حدة الحملة التي كانت تستهدفه. وقد تمنيت لو استقال مباشرة بعد نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا للخروج من الباب الواسع وعدم منح الفرصة للمتربصين به. لذلك أرى بأن استقالته ناجمة أساسا عن شعوره بأنه لم يعد يحظى بالإجماع وبالتالي غير مرغوب فيه، ولا أبالغ إن قلت بأنه حتى في حالة فوز الجزائر على تنزانيا فإنه سيتخذ نفس الفرار ما دامت الجماهير مدعمة ببعض الأطراف مصرة على الإطاحة به. صراحة ألا ترى بأن مستوى الفريق في تراجع؟ هناك عوامل لم تساعد سعدان على التحكم في الأمور ومن ثمة الحفاظ على ديناميكية فريقيه وحرارته. فنقص المنافسة لجل اللاعبين ولعنة الإصابات إضافة إلى بعض الخلافات الداخلية حسب ما هو متداول في الصحافة الجزائرية جعلت المستوى العام للخضر يسجل ترتجعا كبيرا. لكن بشيء من الصبر والعمل المتواصل كان بإمكان سعدان تدارك الأمر واستعادة روح الفريق ومكانته. على ضوء هذه المعطيات هل تعتقد بأن الجزائر قادرة على تجاوز محنتها والتأهل لكان 2012 ؟ كل شيء مرتبط بموقف المشرفين على الكرة الجزائرية والإسراع في إعادة الاستقرار والسكينة للمنتخب. معنى هذا أن بقاء شغور العارضة الفنية لا يخدم الفريق مما يستوجب في نظري ضبط الأمور وترتيب البيت قبل مواصلة التصفيات.وفي كل الحالات أن على يقين من أن الجزائر بإمكانها النهوض والاستفاقة وتجاوز هذه المرحلة الصعبة،لأن ما وقفت عليه في أنغولا بمناسبة كان 2010 من حرص واهتمام وإحاطة دائمة بالخضر من قبل القائمين على الكرة الجزائرية يجعلني أتفاءل بعودة الهدوء وتغلب الجزائر على متاعبها وبالمرة تحقيق طموحاتها المتمثلة في التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 . بعد طي صفحة سعدان من تراه مناسبا لخلافته؟ يجب التفكير في مدرب كبير يكون في مستوى سمعة الكرة الجزائرية وبإمكانه تثمين المكاسب المحققة والعودة بالفريق إلى واجهة الأحداث. وأعتقد بأن روراوة رجل محنك لا يمكن أن تخفى عليه مثل هذه الأمور وهو بصدد البحث عن البدائل التي يراها مناسبة لتطلعات الأنصار. ولا يمكن لي معارضة خياراته كونه يعي ما يفعل ولا يبحث عن شئ آخر مصلحة فريقه. لو طلبت الفاف خدماتك هل أنت مستعد ؟ انه شرف كبير أن أقود المنتخب الجزائري الذي أكن له كل الاحترام والتقدير. ورغم أنني لم أتلق أي عرض إلا أن طموحي كبير في خلافة سعدان بحكم احتكاكي بالكرة الإفريقية ومعرفتي بشؤون وخبايا هذه اللعبة بالقارة السمراء.وعليه أنا مستعد لتلبية الدعوة وأملك القدرة اللازمة لإعادة هيبة وسمعة المنتخب الجزائري . تعدد الأسماء المقترحة هل سيسد الطريق أمامك لتحقيق رغبتك؟ لقد اطلعت عبر الصحافة الالكترونية على تحاليل ومقترحات حول خليفة سعدان وأسعدني كثيرا وجود اسمي ضمن المرشحين لتدريب الأفناك. فتعدد الأسماء لا يحرجني ولا يخرجني من السباق بل يجعلني أحلم بقيادة منتخب كبير له نجوم وفرديات لامعة. أنا واثق من قدراتي وكفاءتي في تحمل المسؤولية ولو طلب مني العمل في الجزائر لن أتردد في إبداء موافقتي. ما هي قراءتك للتعثر الجماعي لمنتخبات شمال إفريقيا في أول خرجة لها؟ لا يمكن القياس على المباراة الأولى لأن الفرق الكبيرة عادة مع تتعثر في بداية التصفيات قبل أن تستعيد توازنها وقوتها. فالجزائر كانت ضحية ظروف معينة خدمت منافسها تنزانيا،أما المغرب وتونس فإنهما يعيشان مرحلة انتقالية تتطلب الكثير من الوقت والعمل الجاد المتواصل لبلوغ الأهداف المسطرة وما تعثرهما في ديارهما إلا دليل على معاناتهما النفسية. فيما تفاجأت بنتيجة مصر أمام سيراليون حيث خرجت بقناعة واحدة وهي أن الخريطة الكروية بالقارة السمراء مرشحة لأن تعرف تغييرات في ظل استفاقة بعض المنتخبات وتراجع البعض منها لغياب الخلف.