مع بقاء سعدان وتدعيم طاقمه بالكفاءات أعرب اللاعب الدولي السابق نور الدين قريشي عن استعداده لتدعيم العارضة الفنية للمنتخب الوطني في حال ترك سعدان الأبواب مفتوحة أمام أصحاب النوايا الحسنة، قريشي في حوار خص به النصر قال بأن بقاء سعدان مدربا للخضر قد لا يجد الإجماع، معربا عن أمله في أن يحفظ الدرس جيدا من أجل انطلاقة جادة تحسبا لتصفيات " كان 2012" ، وبعيدا عن حالة الشك والخوف التي ظلت تلاحق المنتخب الوطني منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا بتونس عام 2004 . كما ألح على ضرورة استخلاص العبر من تجارب الماضي وحفظ الدرس جيدا، ثم التفكير بتأني قبل الحسم في أمر الجهاز الفني الوطني. *ما تعليقك على قرار رئيس "الفاف" القاضي بتجديد الثقة في سعدان إلى غاية 2012 ؟ أعتقد أنه من الخطأ اتخاذ مثل هذا القرار قبل دراسة الحصيلة الإجمالية للطاقم الفني الذي انتهت عهدته .فمن المفارقات أن مدربين كبار وذوي سمعة عالمية قادوا منتخباتهم لثمن النهائي في مونديال جنوب إفريقيا وبمجرد أن فشلوا في تخطي هذا الدور لم يتوانوا في تقديم استقالتهم، لكن العكس حدث في الجزائر باستقبال ثعالب الصحراء كالأبطال والإبقاء على نفس الطاقم الفني رغم معارضة الرأي العام الرياضي وأهل الاختصاص، بالنظر للحصاد الهزيل للخضر الذين حصدوا الأشواك ولم يحققوا الأهداف المسطرة. فلماذا تزكية الإخفاقات والنكسات. *نفهم من كلامك أنك من التيار الرافض لعودة سعدان؟ أنا لست ضد سعدان كشخص بل أرفض تزكية بقائه لأنه من الأحسن فسح المجال لكفاءات أخرى قد تحدث "الديكليك" وتخلق تقاليد جديدة وثقافة مغايرة، من حيث طريقة العمل والتسيير والإشراف على المنتخب الوطني، الذي يبقى اليوم بحاجة إلى تكاثف الجهود ومساهمة كل الأطراف. أرى أنه من اللائق بل من الضروري استشارة أهل الاختصاص وتقييم حصيلة الطاقم الفني قبل اتخاذ أي قرار. *ومن هو الرجل الذي تراه مناسبا لقيادة الخضر؟ أقترح الإطار الجزائري الذي أثبت كفاءته، مع ضرورة دعمه بمساعدين في نفس المستوى. لا مانع في الإبقاء على سعدان شريطة تعزيز الجهاز الفني بوجوه أخرى أكثر قدرة وتحكم، وببرنامج عمل طموح بعيدا عن الشعارات والوعود التي لم تجن منها الكرة الجزائرية شيئا. *وهل أنت مستعد للعمل مع طاقم الشيخ سعدان؟ لقد عبرت عن هذه الرغبة في وقت سابق لكن سعدان رفض الفكرة والأكثر من ذلك صد جميع الأبواب في وجه الكفاءات المحلية. أنا اليوم مستعد لوضع تجربتي تحت تصرف المنتخب الوطني بحكم أنني تقني وأملك الشهادات اللازمة. وأنا على يقين من أنني سأعطي الإضافة المرجوة. *تردد اسمك في الكثير من المرات فهل تلقيت عروضا رسمية من "الفاف" ؟ صراحة لم يتصل بي أي مسؤول ولم أتلق أي عرض رسمي، رغم ما تداولته وسائل الإعلام حول نية "الفاف" في طلب خدماتي، ومع ذلك لم أغلق باب الأمل ولو أن إصرار سعدان على الاحتفاظ بطاقمه قد يجعل هذه الآمال تتبخر. *وماذا لو اقترحت عليك "الفاف" منصب مناجير عام بالمهجر؟ أنا رجل ميدان وتقني لا أرغب في العمل الإداري. لكن في حال وجود اقتراح من هذا القبيل سأدرس الفكرة وقد لا أمانع، لكن مقابل شروط . *كيف تقيم المشاركة الجزائرية في المونديال؟ أرى أن التشكيلة الوطنية ضيعت فرصة سانحة للذهاب بعيدا في دورة جنوب إفريقيا. فالخسارة أمام سلوفينيا التي رسمت إقصاءنا كان بإمكاننا تفاديها. لقد لعبنا في تصوري بنصف إمكانياتنا ولم نطرح كل أوراقنا، ما جعلنا نرهن حظوظنا منذ البداية، في وقت كانت بقية المنتخبات في متناولنا بدليل أنها فشلت جميعها في المرور إلى أبعد من الدور الثاني. *أهل الاختصاص أجمعوا على أن الجزائر ربحت فريقا مستقبليا فما رأيك؟ بالتأكيد الجزائر كسبت فريقا شابا يملك مستقبلا واعدا، لكن يجب أن لا نسقط في نفس أخطاء 2004 أين قال المدرب سعدان بعد خروجنا من دورة تونس على يد المغاربة بأننا كسبنا فريقا قويا، لندخل فيما بعد في حلقة مفرغة ونفق مظلم لم نخرج منه لحد الآن. وعليه لا بد من الاعتناء بالتشكيلة الحالية والمراهنة على عامل الاستقرار بعيدا عن كل الحسابات الضيقة. وبكل تواضع يمكن القول بأن الجيل الحالي يعد الأحسن على الإطلاق منذ الثمانينيات . *ما هي تصوراتك لمستقبل الخضر؟ إذا ما أحسنا استغلال الطاقات الشابة والمواهب، ومنحها الفرصة لتفجير طاقاتها وتنمية قدراتها، فبكل تأكيد المنتخب الوطني سيدخل عهدا جديدا. كما أن المراهنة على الاستقرار في التعداد سيساعد كثيرا على الإقلاع والتخلص من بعض العادات التي أضرت بالكرة الجزائرية. ورغم ذلك أنا متفائل بمستقبل يكون في مستوى تطلعات الكرة الجزائرية.