تركيب أول بيت فلاحي متعدد القبب بولاية جيجل يتطلع الفلاحون بولاية جيجل إلى الإستثمار في الجيل الجديد من البيوت الفلاحية المتعددة القبب بعد أن تأكدوا من نجاح أول فلاح بالولاية في جني ثمار هذه التقنية التي تضاعف الإنتاج ب 10 مرات مقارنة بالبيوت البلاستيكية القديمة التي صارت تقليدية مقارنة مع التقنية الجديدة في الزراعات المحمية التي توفر مناخا اصطناعيا بداخلها يسمح للنبات بالنمو في الظروف المثالية التي يحتاجها وينضج مبكرا قبل أكثر من شهر عن غيره من الغلال في البيوت البلاستيكية القديمة. روبورتاج : م/ بن دادة فرصة الحديث مع رئيس الغرفة الفلاحية بولاية جيجل السيد يوسف خن مكنتنا من الوقوف على تطور الفلاحة بهذه الولاية التي تفتقر إلى مساحات شاسعة مما يتطلب استغلال المساحات الموجودة و المتميزة بخصوبتها شأنها شأن باقي السهول الساحلية بالجزائر أحسن استغلال باستعمال الزراعة المكثفة والمحمية التي اعتاد فلاحو الولاية على ممارستها بطريقة البيوت البلاستيكية. لكن مع التطور الكبير المسجل في الزراعات المحمية بالعالم وحتى لدى جيراننا بالشرق والغرب وانتقالهم إلى التوسع في الإستثمار في البيوت الفلاحية المتعددة القبب التي تضاعف الإنتاج على الأقل بخمس مرات في نفس المساحة مقارنة بالبيوت البلاستيكية المعروفة عندنا ما كان لنا أن نبقى نتفرج على هذه النتائج وهي في متناولنا و قد ظهرت بالجزائر مؤسسات تملك خبرة تركيب هذه البيوت. رئيس الغرفة الفلاحية بجيجل يؤكد لكل من له علاقة بالفلاحة عبر الولاية أن الإستثمار في هذه البيوت مدر لأرباح كبيرة وأن النجاح مضمون خاصة بعد التجربة التي خاضها الفلاح بوشمال بلقاسم الذي أنجز أول بيت فلاحي متعدد القبب بولاية جيجل وصار بالتالي نموذجا ملموسا لكل راغب في الحذو حذوه. النجاح مضمون ولا مجال للتردد انتقلنا إلى مزرعة السيد بوشمال الواقعة غرب بلدية جيجل بحوالي ثلاثة كيلومترات رفقة رئيس الغرفة الفلاحية الذي يتشوق لرؤية العشرات ولم لا المئات من هذه البيوت عبر ولايته حتى تكون نموذجا لفلاحي الجزائر عامة لأنه يتحسر عندما يرى أن جزء كبيرا من طعامنا يأتي من الخارج بينما المفروض أننا نحن الذين نصدر الغذاء للعالم. صاحب المزرعة حذر الذين يريدون خوض التجربة من التردد ، رغم أن الإستثمار ثقيل ويكلف البيت الواحد مليار سنتيم على الأقل دون تجهيزات الغاز والتدفئة وتصل الكلفة الكاملة في حالة وجود كل التجهيزات إلى مليار و 270 مليون سنتيم . البيت المتعدد القبب يوفر كل ظروف العمل المريحة تبلغ مساحة بيت واحد متعدد القبب 2000 متر مربع وهذا يساوي مساحة خمسة بيوت بلاستيكية قديمة كما أنه أكثر ارتفاعا مما يسمح بتمدد سيقان النباتات في الفضاء وإعطاء المزيد من الثمار . النبتة الواحدة من الطماطم مثلا تعطي 12 عنقودا من الثمار. ونظرا لكون جدران البيوت المتعددة القبب عمودية ومرتفعة فإن هذا يسمح باستغلال المساحات القريبة من الجدران براحة تامة مع استعمال الجرار إذا تطلب الأمر ذلك. والعكس يحدث في البيوت البلاستيكية التي يصعب بها العمل في الجزء المقوس منها إضافة إلى ضياع تلك المساحات الهامة الموجودة بين هذه البيوت بعرض مترين وطول 50 مترا. من مزايا هذه البيوت أنها مجهزة بنوافذ التهوية تعمل أوتوماتكيا في حالة ازدياد سرعة الريح فتغلق تلقائيا . كذلك يمكن استعمال الأدوية مع مياه السقي التي تتم بطريقة التقطير. إضافة إلى حماية كاملة للنباتات من الحشرات الخارجية لأن البيوت مجهزة بشبكة رقيقة لا تسمح بدخولها. وأفضل المميزات أن البيوت عندما تكون مجهزة بالغاز ونظام التدفئة يمكن تكوين مناخ مثالي بها للنبات مما يسرع من عملية النمو. وحتى لو كانت هذه البيوت بعيدة عن شبكة الغاز الطبيعي فإن سوناطراك تقترح على المزارعين خزانات غاز البروبان كبيرة الحجم بإمكانها تلبية حاجة الإستهلاك على امتداد كل الموسم. عن فكرة السبق الذي حققه في إنجاز أول بيت متعدد القبب بولاية جيجل قال أنه جاء بها من ولاية قالمة عند زيارته لأحد مزارع المستثمر بن عمر حيث أقتنع بضرورة استعمالها وبالفعل بحث عن طرق الحصول عليها فوجد أن حوالي 8 شركات خاصة توجد بالجزائر يمكنها القيام بتركيب هذه البيوت واختار واحدة منها استطاعت أن تنهي العمل خلال شهرين حيث كلفه إنجاز بيت واحد مليار سنتيم تحمله كله على عاتقه دون أي دعم من الدولة. وقد شرع في الإنتاج بهذا البيت خلال سنة 2011 وحقق نتائج هامة بحيث استطاع أن يسوق مادة الطماطم مثلا في شهر ديسمبر دون أي منافس له لأنه الوحيد الذي أدخل الطماطم إلى سوق شلغوم العيد بولاية ميلة. ولهذا وبعد أن لمس النتائج الجيدة لهذه البيوت فإن السيد بوشمال ينوي إنجاز بيت ثان خاصة بعدما علم بوجود أنواع مختلفة من الدعم الذي تقدمه الدولة لمن يستثمر في هذا المجال. جيجل تستهدف إنجاز 5 هكتارات من " القبب " أكد مدير المصالح الفلاحية لولاية جيجل السيد مجيد شنافي أن هدف مديرية الفلاحة حتى 2014 هو مرافقة المستثمرين لإنجاز 5 هكتارات من البيوت المتعددة القبب مع العلم أن 25 بيتا بلاستيكيا قديما تغطي واحد هكتار و أن 5 بيوت من النوع الحديث تغطي هكتارا بمعنى أن الهدف المسطر يشمل إنجاز 25 بيتا متعدد القبب . في حين يوجد بالولاية حاليا 18900 بيت بلاستيكي قديم ، ينتظر أن يتحول الكثير منها نحو البيوت الجديدة بعدما يلمس أصحابها النتائج الكبيرة التي يمكنهم تحقيقها في حالة التحول نحو البيوت الجديدة. هذا التحول سيصبح حتميا بعدما تكثر البيوت الحديثة تحت تأثير عامل المنافسة ليس فقط في ولاية جيجل و إنما عبر التراب الوطني لأن الذي يحقق مردودية مضاعفة بحوالي عشر مرات ويقدم غلتين في الموسم الواحد مثلما يؤكد مدير الفلاحة سيقدم أسعارا لا يمكن منافستها من المنتج الضعيف المردودية. تتنوع المنتجات الفلاحية المحمية تحت البيوت البلاستيكية بولاية جيجل ونلاحظ حاليا حسب إحصائيات مديرية الفلاحة أن الفلفل بنوعيه يحتل الصدارة من حيث المساحة المزروعة إذ يتربع على 370 هكتارا ، ثم تأتي الفرولة بمساحة 152 هكتارا ، ثم الطماطم بمساحة 110 هكتارا، ثم الجريوات ( القرعة ) بمساحة 53 هكتارا، ثم الخيار بمساحة 43 هكتارا، وأخيرا الباذنجان بمساحة 13 هكتارا. ولاية جيجل حققت خلال الموسم الماضي 2011 / 2012 منتوجا في ميدان الخضر يساوي 1.5 مليون قنطار منها 500 ألف قنطار جاءت من الزراعات المحمية مما يؤكد مكانتها في ولاية جيجل. فيما بلغت مردودية الطماطم وحدها في العام الماضي 1000 قنطار في الهكتار في بيوت بلاستيكية تقليدية و المردودية مرشحة للمضاعفة حسب نفس المصدر بعشر مرات داخل البيوت الفلاحية المتعددة القبب. دعم الدولة يشجع على الإستثمار الفلاحي أوضح مدير المصالح الفلاحية لولاية جيجل أن وجود عدة أنواع من دعم الدولة للاسثمار الفلاحي يشجع الفلاحين على التحول نحو التقنية الجديدة المتمثلة في البيوت الفلاحية المتعددة القبب. وفي هذا الشأن ذكر قرض التحدي الذي يعفي الفلاح من التسديد لمدة ستة أشهر قبل أن يشرع في تسديد الأقساط و هو معفي كذلك من دفع أي فائدة خلال السنوات الثلاث الأولى لأن وزارة الفلاحة هي التي تدفع الفائدة لبنك البدر وفق الإتفاقية الموجودة بينهما. ولهذا فالمستثمر يقدم ملفه لمديرية الفلاحة التي توافق عليه مما يسمح لصاحبه بالتوجه إلى بنك البدر للحصول على تمويل مشروعه. و بإمكان المستثمر كذلك أن يستفيد في إطار المرافقة من قرض الرفيق وهو قرض موسمي يمول البذور و الأسمدة و الأدوية. كما يمكنه كذلك الإستفادة من دعم السقي بالتقطير المقدر بنسبة 30 بالمائة. ولهذا يقول مدير الفلاحة أنهم يعلقون آمالا عريضة على البيوت المتعددة القبب كما لمسوا تجاوبا واسعا من الفلاحين الذين تقوم بتحسيسهم الغرفة الفلاحية باستمرار و تحثهم على هذا التوجه وهو يتوقع أن تزول تدريجيا هيبة الفلاحين من هذا الإستثمار الثقيل مقارنة بالقدرات المحدودة للكثير منهم. وأشار إلى أن المستقبل للبيوت الجديدة الموجودة حاليا بأعداد محدودة في ولايات قليلة. وقال مثلا أن أسبانيا التي تعد رائدة في الزراعات المحمية تخلت عن البيوت التقليدية نحو البيوت المتعددة القبب خاصة وأن هذه التقنية تسمح في مجال وقاية النباتات بالتحكم الكامل في الوضع.