أدعو المسؤولين للتكفل بالفنانين و أحذر الشبان من التدخين رغم ملامحه المتعبة و حالته المتدهورة وافق الممثل محمد حزيم الذي يرقد منذ مدة بمصلحة الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي بوهران، التحدث إلى النصر وطابور الأهل والأصدقاء والأحباب أمام باب غرفته ينتظرون دورهم للاطمئنان على صحته، حيث أبى إلا أن يكمل الحوار رغم نوبات الألم التي كانت تنتابه من حين لآخر . كيف يشعر مريضنا اليوم؟ - حالتي الصحية مستقرة حاليا، وأنا أتابع العلاج بمصلحة الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي بوهران ،وقد طمأنني الأطباء... تعرّضت لنوبات متكررة لكن للأسف تهاونت و لم أذهب لرؤية الطبيب إلا بعد تأزم حالتي... تابعت العلاج عند أخصائيين خواص في البداية... أعلم أن التدخين سبب ما أعانيه اليوم، و أوجه نداء لكل الشباب والمدخنين بأن يتوقفوا عن السيجارة لأنها تعرض حياتهم للخطر. هل اتصل بك مسؤولو الثقافة ؟ - لحد اليوم لم يتصل بي أحد من الوزارة لكنني تلقيت مكالمات من عند المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف وزارني المدير الولائي لذات الهيئة بوهران إلى جانب مديرة الثقافة، و رئيس المجلس الشعبي الولائي وبعض أعضاء المجلس الولائي. وماذا عن الأسرة الفنية؟ - ما أثلج صدري هو مكالمة الفنان كمال ديناميت، لم أكن أتوقعها إلى جانب فريد الروكي، هذان الزميلان تعاملت معهما منذ مدة بعيدة و تذكرهما لي في المرض أثر في كثيرا...و نفس الشيء عندما رأيت تردّد الأصدقاء الفنانين على غرفتي يوميا، كل ذلك خفف عني إلى حد كبير و كان ينسيني مرة على مرة آلامي. بدأت الفن صغيرا وأنت اليوم في 61 سنة من العمر.. ماذا قدم لك الفن ماديا؟ - ماديا الفن لا يقدم الكثير خاصة مع انعدام القانون الأساسي للفنان، حاليا أنا أعيل عائلتي من شبه منحة تقاعد من عملي في نفطال سابقا لأنني لم أكمل سنوات الخدمة القانونية، وأدعم دخلي من العمل الفني خاصة في السنوات الأخيرة عن طريق العمل مع الخواص وتسجيل الأقراص المضغوطة. بالحديث عن هذا النوع من التسجيلات هل حزيم مقتنع بها؟ - صراحة لست مقتنعا بهذا الأسلوب في العمل لأنه لا يمكنه تعويض الفن في التلفزيون أو المسرح، لكنه يبقى حتمية مادية ، رغم أن الفنان لا يربح منه كثيرا ، لاسيّما في بلادنا لأن الأقراص في معظم بلدان العالم تسوّق بينما عندنا يستفيد منها المختصون في القرصنة الفنية . الفن موهبة بدأت معك منذ الصغر، حدثنا عن ذلك ؟ - منذ كان عمري 14 سنة وأنا أمارس الفن ،بدأت بالمسرح وعملت عدة مسرحيات فوق خشبة معسكر ووهران ، ثم انتقلت سنة 1974 للتلفزيون وبدأت بتسجيل حصص فكاهية ومسلسلات وأفلام لغاية ما قيل لنا أن الإنتاج متوّقف بمحطة وهران . بالإضافة لدراستي للموسيقى في المعهد البلدي. بعدها توجهت نحو الخواص؟ - قبل الخواص،اتصل بي مخرج حصة الفهامة وعملت معه،كما عملت مع المخرج طيطاش ومع محطة قسنطينة أيضا قدمت عدة أعمال ،ثم توجهت للعمل مع الخواص . بلا حدود ..أسعدت وأضحكت الجزائريين في سنوات الإرهاب، كيف كنتم توصلون رسائلكم في تلك الظروف ؟ - سؤال مهم ،لأننا أضحكنا الجزائريين عندما كانت الدموع لا تتوّقف حزنا على فقيد أو قتيل، لم يكن الأمر سهلا تحدينا الواقع وشرّفنا الجزائر حتى في أمريكا آنذاك عملنا في عدد من الولاياتالأمريكية وصادفنا 5 جويلية كنا في بوسطن، و رفعت العلم الجزائري في القاعة احتفالا بالمناسبة العزيزة على قلوبنا. سمعنا أنكم تلقيتم تهديدات إرهابية آنذاك؟ - نعم هذا صحيح، كانوا يوميا يبعثون لي رسائل تهديد شفهية خاصة، لكن لم نرضخ لتهديداتهم ومطالبهم لنا بالتوّقف عن العمل. هل يتذكر حزيم مواقف طريفة حدثت له خلال مشواره الفني؟ - يصعب علّي تحديد أهمها لكثرتها...لأنني معروف بخروجي عن النص دائما...فأنا أرتجل كثيرا،مثلا مرة كنت مع بادي في إحدى حصص الفهامة وكان يجب أن أقطع الطريق بطريقة مضحكة لكن لم يعجبني النص، فقلت له أتركني أقوم بالدور كما أريد فاندهش للأداء وشجعني على مواصلته، أنا لا أقبل أي دور و أرفض أن يتحكم المخرج في إبداعي. هذا ما أنجزته سابقا، لكن ماذا كان حزيم يحضر قبل المرض ؟ - كنت أحضر لمسلسل رمضاني مع التلفزيون الجزائري كما اتصل بي بادي مخرج الفهامة من أجل حصص فكاهية رمضانية ،ولكن المرض سبقني . ما الرسالة التي تريد أن ننقلها لك؟ - أولا تحذير الشباب من التدخين ، و نداء لكل المسؤولين في بلادي للتكفل بالفنانين وضمان مستقبلهم كتأمينهم اجتماعيا وضمان حق التقاعد لضمان العيش الكريم.