الفرنسيون يسيطرون على مطار غاو و حركة "ميجاو" تريد التفاوض قالت قيادة أركان الجيوش الفرنسية مساء أمس أن عناصر من القوات الفرنسية المنتشرة في مالي دخلت في مناوشات متفرقة مع عناصر إرهابية في محيط مدينة غاو التي سيطرت فرنسا على مطارها و قامت بتأمين جسر واباري الحيوي بالقرب منها لضمان سلامة وصول عناصر القوة الإفريقية من تشاد و النيجر. بيان القيادة العسكرية الفرنسية ذكر أن "المناوشات يقوم بها عدد من المسلحين بصورة متقطعة و لم تكن هناك معارك بالمعنى المتعارف عليه، و لكن عناصر مسلحة كانت من حين لآخر تطلق النار على مواقع لجنودنا، ثم تسارع الى الاختباء في المناطق العمرانية و الأحياء السكنية بمدينة غاو و ضواحيها". و قد سيطرت القوات الفرنسية على مطار مدينة غاو معقل جماعة التوحيد و الجهاد في غرب افريقيا "ميجاو" التي أعلنت عن استعدادها للتفاوض مع الفرنسيين بشأن مصير أحد الرهائن الفرنسيين لديها من بين سبعة فرنسيين تحتجزهم الجماعة منذ شهور في شمال مالي، و قال مصدر عسكري فرنسي أن طائرتين فرنسيتين حطتا بمطار غاو و يقوم الجنود الفرنسيون بالإسراع في تأمين أحياء المدينة الثمانية لتجنب وقوع خسائر. و يبعد المطار بست كيلومترات عن مدينة غاو التي سيطرت عليها جماعة التوحيد و الجهاد الإرهابية منذ تسعة أشهر. وكانت الطائرات الفرنسية قد قصفت مواقع للجماعة في مدينة غاو باستمرار منذ بداية عملية "سرفال". في تطور لافت قالت جماعة التوحيد و الجهاد في غرب افريقيا أنها مستعدة للتفاوض مع باريس في موضوع احد الرهائن الفرنسيين محتجز لديها منذ شهرين، و نقلت و كالة "فرانس براس" عن الناطق باسم الجماعة الإرهابية المدعو وليد ابو صحراوي قوله أن "التوحيد و الجهاد تريد التفاوض حول إطلاق سراح الرهينة جيلبيرتو"، في إشارة إلى جيلبيرتو رودريغيز ليال الذي تم اختطافه في نوفمبر 2012 في غرب مالي، و أضاف الناطق باسم "ميجاو" ان الحركة تريد التفاوض، أما بشأن الحرب فيمكن التفاهم فيما بيننا نحن المسلمين" على حد تعبيره المنقول عن الوكالة الفرنسية التي تم الاتصال بها، و فسرت مصادر متابعة عرض الحركة التفاوض بأنه إشارة تجاه حكومة باماكو لفتح باب الحل السياسي للأزمة ، و هي الإشارة التي بعثت بها الحركة بعد يوم واحد من إعلان فريق من حركة أنصار الدين الانفصال عن الحركة التي تحالفت مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي و قبوله بالشروع في مفاوضات مع الحكومة المالية حول الوضع في مناطق الشمال. و قد جاء رد باريس على عرض التفاوض حول مصير الرهينة جيلبيرتو على لسان الوزير الأول الفرنسي جان مارك أيرو من الشيلي بقوله ان فرنسا لا تريد الدخول في منطق الابتزاز و المساومة حول مصير الرهائن المحتجزين من قبل الجماعات الإرهابية، و قال أن هذا العرض ليس في منظورنا للقضية و لا هو في منظور الماليين و بقية الشركاء الأفارقة دون تفاصيل أخرى. و قد اعتبرت مصادر من محيط وزارة الدفاع الفرنسية تقديرات جريدة "لوموند" القائلة بوقوع مئات القتلى في صفوف المقاتلين الإسلاميين غير بعيدة عن الحقيقة منذ بداية التدخل الفرنسي العسكري في مالي. بالموازاة مع ذالك تقدمت عناصر من القوتين التشادية و النيجيرية عبر النيجر إلى نقطة قريبة من الحدود مع مالي من الشمال الشرقي و قد وصلت القوات التشادية و قوامها الفي جندي إلى منطقة أوعلام أين تتمركز القوات النيجيرية الثقيلة التسليح الموجهة لمهمة "ميسما" .و قد نقل صحافين رؤيتهم لرتل من الجنود التشاديين على متن دبابات و سيارات رباعية الدفع تعلوها رشاشات آلية يتحرك من مقر لجندرمة النيجر في ضواحي العاصمة نيامي باتجاه أوعلام، بينما عادت قوات النيجر التي كانت مرابطة في البلدة الى نيامي ربما لنقلها جوا من مطار عاصمة النيجر مباشرة إلى غاو حسب مصادر أمنية محلية. على جبهة اخرى اعتقلت موريتانيا أحد قادة حركة انصار الدين أحمدو أغ عبدالله بعد توقيفه في بلدة باسيكونو شرق موريتانيا قبل يومين حسب مصادر أمنية موريتانية ذكرت ان المعني يخضع للتحقيق و الاستجواب من طرفها، و كان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد صرح في خطاب له بمدينة تيشيت القريبة من الحدود مع مالي أن نواكشوط قامت منذ مدة بتنفيذ هجمات على مواقع للإرهابيين في معسكراتهم بشمال مالي و أنها لن تسمح لهم بدخول أراضيها و تهديد سلامتها و أمنها.