الولاية تقرر تعبيد طرقات إقليم الإسكيمو بقالمة قرر والي قالمة فتح و تعبيد المسالك الجبلية المؤدية إلى إقليم الإسكيمو الواقع بالمرتفعات الغربية للولاية منهيا بذالك مأساة إنسانية استمرت سنوات طويلة بواحدة من أصعب الأقاليم و أشدها قساوة على بقايا السكان الذين صمدوا طويلا فوق الأرض و رفضوا المغادرة حتى خلال مرحلة تردي الأوضاع منتصف التسعينات و حدوث هجرة جماعية نحو المدن و القرى. القرار اتخذ خلال الزيارة التي قامت بها السلطات الولائية إلى المنطقة أول أمس الثلاثاء و قال والي الولاية أمام سكان الإقليم الذين قطعوا مسافات طويلة مشيا على الأقدام لاستقباله عند نهاية الطريق المعبد بمشته دحمون"كنت أود الوصول إليكم اليوم حيث تسكنون لكن وضعية المسلك الجبلي لا تسمح بالعبور و أعدكم بأنني سأكون هناك قريبا بعد فتح الطريق ، مبروك عليكم أضن أنكم اليوم سعداء بعد أن رأيتكم تبكون قبل سنة مازلت أتذكر ذالك و لذا عدت إليكم لأبشركم بأن الطرقات المعبدة ستصبح حقيقة بعد أشهر قليلة كونوا متأكدين هذا قرار اتخذته دولتكم و سينفذ بالفعل كونوا مطمئنين". و قد استقبل سكان الإقليم القرار بفرحة كبيرة بدت آثارها واضحة على عمي السبتي حاجوجي أحد أعيان إقليم الإسكيمو الذي ردد عبارات "تحيا الجزائر شكرا لكم نحن اليوم سعداء". عمي السبتي الذي بكى قبل أكثر من سنة و بكى معه سكان الإقليم عندما وصلهم الوفد الولائي يوم 23 نوفمبر 2011 و نقلت النصر آنذاك صورا مؤثرة لسكان يبكون و يحتمون بالكهوف و المغارات الصخرية هروبا من الشتاء القطبي الطويل حيث تقع أغلب مشاتي الإقليم كالملعب و العين الحمراء و عين براهم و النشم و براج فطيمة على ارتفاع يفوق الألف متر عن سطح البحر وسط تضاريس جبلية معقدة و عزلة كبيرة فرضت على السكان أساليب عيش قديمة لمواجهة الشتاء الطويل الذي يمتد على مدى سبعة أشهر كاملة ينقطع فيها السكان عن التواصل مع المدن و القرى المجاورة بسبب انعدام الطرقات. يقضون عدة شهور معزولين بين جبال القرار و طاية و بوعربيد و حجر شواف ثاني أعلى قمة جبلية بولاية قالمة. القرار المتخذ يخص المسلك الجبلي المؤدي من مشته دحمون إلى منطقة الملعب على مسافة 4 كلم سيتم شقها و تعبيدها خلال الأشهر القلية القادمة و الطريق الثاني يمتد من نفس النقطة إلى غاية براج فطيمة و العين الحمراء مرورا بمشاتي لقدادرة و عين براهم و النشم. و قد بدأت الجرافات أمس في شق طريقها نحو سكان الإقليم و يتوقع المشرفون على قطاع الطرقات وصولها إلى عمق الإقليم في غضون شهرين إذا سمحت الأحوال الجوية بالعمل المتواصل. فريد.غ