إقصاء المنتخبات المغاربية في "كان" جنوب إفريقيا يعكس ما تعيشه هذه البلدان - وصف عضو الطاقم الفني الأسبق لنسور قرطاج والمدرب المساعد الحالي لشباب قسنطينة رضا جدي المشاركة العربية في نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية بجنوب إفريقيا بالفاشلة، على اعتبار أن هذه المنتخبات قد ودعت المنافسة من الدور الأول، حيث أكد المدرب المتوج مع البطل العالمي روجي لومير بالتاج الإفريقي سنة 2004 ، بأن طريقة إقصاء الجزائروتونس والمغرب من "كان " جنوب إفريقيا تعكس الوضعية التي تعيشها هذه البلدان التي تتخبط كرتها في مشاكل كثيرة، ناهيك على وجود العديد من المشاكل على جميع الأصعدة، وأضاف المدرب التونسي بأن المنتخب الجزائري ورغم إقصائه إلا أنه حفظ ماء الوجه بالنظر إلى أنه كان في المستوى وقدم كرة جميلة نالت رضا الجماهير الجزائرية التي أعجبت كثيرا بمردود رفاق سفيان فغولي، مشيرا بأن المدرب العالمي روجي لومير كان جد سعيد بأداء الخضر في هذه الدورة، وأكد له بأنه سيكون لهم شأن كبير في المستقبل لو يتم الإبقاء على حليلوزيتش. *أهلا كوتش، كيف هي الأحوال؟ أهلا بك أخي، أنا في صحة جيدة وأموري على أحسن ما يرام. *نريد أن نأخذ القليل من وقتك من أجل أن تقيم لنا المشاركة العربية في نهائيات كان جنوب إفريقيا؟ ماذا تريدني أن أقول لك، الأمور واضحة والجميع يدرك أن مشاركة المنتخبات المغاربية في "كان" جنوب إفريقيا فاشلة على طول الخط، بالنظر إلى أنهم ودعوا المنافسة من الدور الأول وسمحوا لمنتخبات إفريقية لا تملك أي تاريخ في مثل هذه المنافسات بتحقيق التأهل إلى الدور ربع النهائي، على غرار المنتخب الطوغولي وكذا جزر الرأس الأخضر التي دخلت التاريخ بفضل وقوعها في مجموعة تضم المنتخبات العربية. *ألا تعتقد أنه من المخجل أن يغادر المنتخبان الجزائريوالتونسي الدورة ويسمحان للمنتخب الطوغولي بالمرور إلى الدور المقبل؟ أنا اعتبر الأمر بالكارثة، لا سيما أننا كنا نراهن على مرور أحد المنتخبين على الأقل، لكننا تفاجأنا بأحد المنتخبات الإفريقية المتواضعة التي لا تملك باعا في مثل هذه المنافسات يخرج منتخباتنا العربية وأعني بالذكر المنتخب الطوغولي الذي التحق بالدورة وهو محمل بالكثير من المشاكل، إنه أمر لا يعقل أن نقصى بتلك الطريقة وهو ما يستوجب علينا البحث في الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذا الإخفاق المخجل، لقد كان بالإمكان أحسن مما كان، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان وأرغمتنا المنتخبات السمراء على مغادرة المنافسة من الدور الأول. *من وجهة نظرك ما هي الأسباب الحقيقية التي كانت وراء إقصاء المنتخبات المغاربية من الدور الأول؟ الأسباب كثيرة ومتعددة، ولكنني أريد التأكيد على نقطة مهمة وهي أن طريقة خروج المنتخبات المغاربية من نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقامة بجنوب إفريقيا تعكس الوضعية التي تعيشها هذه البلدان العربية، فهذه الأخيرة تفتقد لأدنى الشروط لممارسة كرة قدم حديثة وأعني بالذكر الملاعب الجيدة وكذا مختلف المرافق المساعدة على التحضير الجيد، ناهيك على أن هذه البلدان تتخبط في مشاكل اجتماعية وسياسية كثيرة انعكست بالسلب على مردود منتخباتها المشاركة في "الكان" وهنا أعني المنتخب التونسي الذي تنقل إلى جنوب إفريقيا وهو يعاني من ضغط كبير، حيث كان الجميع يطالبه بتقديم دورة جيدة والذهاب بعيدا في المنافسة من أجل توحيد الشعب التونسي الذي فرقته السياسة. *لا أعتقد أن المنتخب الجزائري يعاني من المشاكل التي تكلمت عنها، فهو يملك إمكانات كبيرة وهو المنتخب الوحيد الذي تنقل إلى جنوب إفريقيا في طائرة خاصة؟ أنا أشاطر هذا الطرح، فالمنتخب الجزائري يملك إمكانات كبيرة مقارنة بالمنتخبين التونسي وكذا المغربي، بدليل أنكم تنقلتم إلى جنوب إفريقيا قبل 20 يوما من انطلاق المنافسة، كما أنكم المنتخب الوحيد الذي تنقل في طائرة خاصة، لقد قدم مردودا جيدا رغم الإقصاء وهو ما يشفع له مقارنة بالتوانسة الذين كانوا خارج الإطار تماما وفاجؤونا بمستواهم الضعيف على مدار الثلاث مباريات، لقد قدمتم مباريات جيدة رغم الخروج من الدور الأول، بدليل أن المدرب روجي لومير قد أثنى كثيرا على تشكيلة الخضر وتوقع أن تصل إلى أبعد نقطة ممكنة رغم الخسارة أمام نسور قرطاج في اللقاء الأول. *هل صحيح أن روجي لومير كان معجبا لهذه الدرجة بمردود الخضر، هل لك أن تخبرنا ماذا قال كذلك؟ لقد تابع مباريات المنتخب الجزائري باهتمام كبير، ولقد كان يمني النفس في أن تتمكن تشكيلة المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش من الوصول بعيدا في نهائيات هذا الكان، خصوصا وأنها الوحيدة التي كانت تقدم كرة جميلة، لقد قال لي بالحرف الواحد لو يتمكن المنتخب الجزائري من المرور إلى ربع النهائي فلن يتمكن أي منتخب من إيقافه، كما أنه أكد لي بأن هذه التشكيلة سيكون لها شأن كبير في المستقبل، لأن غالبية تعدادها شباب وسيكسبون مع مرور الوقت الخبرة في مثل هذه المنافسات القارية. *إذن هو مع الإبقاء على حليلوزيتش على رأس العارضة الفنية للخضر، أليس كذلك؟ لقد تكلمنا في هذا الأمر كذلك، نحن مع الاستمرارية والتواصل ونؤمن كثيرا بهذا الأمر، فلو يتم الإبقاء على حليلوزيتش لفترة أطول سيتمكن المنتخب الجزائري من كسب الكثير من الأمور الإيجابية في المستقبل، حيث أن الاحتفاظ بالمجموعة سيمكنه من تطوير مستوى الفريق أكثر، وسيجعله يدخل تصفيات المونديال بأكثر قوة وعزيمة. *من وجهة نظرك ماذا افتقدت المنتخبات المغاربية لتحقيق التأهل، لا سيما أننا نملك لاعبين أحسن بكثير من الناحية الفنية من منتخبات القارة السمراء؟ المنتخبات المغاربية افتقدت للواقعية في اللعب، والمثال المنتخب الجزائري الذي قدم مباريات كبيرة وسيطر بالطول والعرض على مجريات المواجهات التي لعبها لكنه غادر من الدور الأول، فرغم أن الخضر كانوا يستحقون الانتصار أمام كل من تونس والطوغو وحتى كوت ديفوار، إلا أنهم أضاعوا ذلك وخرجوا بنقطة وحيدة من الدورة، لهذا على حليلوزيتش وأشباله أن يستوعبوا الدروس من هذه المشاركة والتي من أهمها أن الكرة الإفريقية مغايرة تماما على ما هو موجود في أوروبا. *و ماذا افتقدت منتخبات شمال القارة حتى تحقق ذات النتائج التي حققتها منتخبات غرب القارة على غرار نيجيريا وغانا؟ صحيح أن المنتخبات المغاربية أحسن بكثير من الناحية الفنية من المنتخبات السمراء، إلا أنه يجب أن نشير إلى نقطة مهمة وهي أن المستوى الذي يلعب فيه الأفارقة أعلى بكثير من المستوى الذي ينشط فيه لاعبونا العرب، حيث أن التوانسة ينشطون في نوادي مغمورة في أوروبا، أما بخصوص المنتخب المغربي فلاعبوه أقل انضباطا وهو ما أكدته مشاركاتهم في كل مرة، على عكس المنتخب الجزائري الذي صحيح أن لاعبيه ينشطون في نوادي قوية في أوروبا، إلا أنهم لا يشاركون كثيرا وافقدوا المنافسة في هذه الدورة، وهو ما كلفهم الكثير في كان جنوب إفريقيا.