أنصار بلخادم والتقويميون يحاولون قطع الطريق أمام الوزراء الأربعة في الوقت الذي يتمسك فيه أنصار عبد العزيز بلخادم داخل اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني بالصندوق لانتخاب أمين عام جديد ويتوعدون الوزراء بالمجابهة إذا ترشحوا، تصر الحركة التقويمية على ضرورة أن تتوفر صفات عديدة في الأمين العام المقبل وترفض حل نفسها إلى غاية التأكد من أن الحزب عاد لمناضليه كما تقول، وتتهم الوزراء بركوب القطار في آخر محطة. يتواصل الحراك داخل اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني استعدادا للدورة الطارئة التي ستعقد في الأيام المقبلة لانتخاب أمين عام جديد، وفي ظل غياب أي مؤشرات قوية عن الشخصية التي ستحظى بالثقة الكاملة لحد الآن، يبقى كل طرف متمسك بما يراه ضروريا لإنجاح دورة اللجنة المركزية المقبلة، في هذا الصدد قال عضو المكتب السياسي سابقا عبد الحميد سي عفيف أن أنصار بلخادم داخل اللجنة المركزية متمسكون بالصندوق، فإذا كانوا قد بدأوا مسارا ديمقراطيا عن طريق الصندوق خلال عملية نزع الثقة من بلخادم عليهم إكماله اليوم، لذلك فهم يفضلون أن يمر الأمين العام المقبل عن طريق الصندوق، والتالي فهم يرفضون طريقة التزكية برفع الأيدي التي يفضلها جزء داخل الحركة التقويمية واللجنة المركزية. وبرأي سي عفيف فإن المكتب السياسي المقبل لابد أن لا يضم أي وزير، أو آخر يكون عضوا في أي هيئة أخرى، إذ يجب حسبه أن يكون عضو المكتب السياسي متفرغا بالكامل للمهام الحزبية، وانتقد سي عفيف الوزراء أعضاء المكتب السياسي وقال أنهم خدعوا كل الجهات، وان أنصار بلخادم مصممون على الوقوف في وجههم في حال ترشح أي منهم لمنصب الأمين العام. من جهتها عقدت الحركية التقويمية للحزب أمس لقاءا وطنيا بمقرها بدرارية مع منسقي 35 ولاية عبر القطر الوطني خصص لشرح ما دار خلال أشغال اللجنة المركزية الأخيرة، وبالمناسبة عدّد المنسق الوطني للتقويمية عبد الكريم عبادة ما قال أنها صفات أساسية يجب أن تتوفر في الأمين العام القادم للحزب. وبحسب عبادة فإن من بين هذه المواصفات يجب أن يكون نظيف اليد والتاريخ والجيب، وان يكون ذو كفاءة مشهود لها، ورجل إجماع داخل الحزب، وذو حضور سياسي وقدرة على الفصل في المشاكل ومعالجة المخلفات. ورفض عبادة وزملاؤه التخلي عن حركة تقويم وتأصيل الحزب أو "حلها" بعد الإطاحة بعبد العزيز بلخادم من على رأس الآفلان وفضلوا بقاء الحركة إلى إشعار آخر، وفي هذا الصدد قال عبد الرشيد بوكرزازة "يجب أن تستمر والتقويم يجب أن يظل منهجا"، أما الهادي خالدي فقال من جهته "لست مستعدا للتخلي عن التقويمية حتى أتأكد بأن الحزب عاد إلى مناضليه وتم تقويمه وتأصيله". كما لم يفوت عبد الكريم عبادة الفرصة لانتقاد أطرافا عدة قال أنها ركبت القطار في آخر محطة، وجاءت لقطف الثمار فقط في النهاية، في إشارة واضحة للوزراء أعضاء المكتب السياسي، وقال بخصوص مستقبل الأمين العام السابق " بلخادم خرج من الباب ويريد العودة من النافذة" وهي إشارة واضحة منه أن التقويمية متخوفة من احتمال عودة بلخادم بطريقة أو بأخرى. ويلتقي التقويميون وأنصار بلخادم حول توجيه انتقادات لاذعة للوزراء الأربعة أعضاء المكتب السياسي الذين ساروا مع بلخادم منذ المؤتمر التاسع ثم انقلبوا عليه في آخر المطاف، فبينما يصر أنصار بلخادم على الوقوف في وجه أي منهم إذا ترشحوا لمنصب الأمين العام مستقبلا، يرفض التقويميون أن يحسبوا عليهم وهم الذين ناضلوا ضد بلخادم مند عامين في وقت كان الوزراء الأربعة إلى جانبه ولم ينقلبوا عليه إلا بعدما تأكدوا انه ذاهب لا محالة، لذلك ترفض التقويمية أن يقطف هؤلاء ثمار ما غرسه الآخرون طيلة عامين، ولحد الآن لم يبد أي وزير منهم رغبته في الترشح لمنصب الأمين العام. وقد بلغ الذين ترشحوا بصفة رسمية لهذا المنصب فقد وصل الآن إلى حدود العشرة بعد التحاق السعيد بوحجة ومعزوزي قبل أيام قليلة فقط بالقائمة.