بوتفليقة يشيد بشجاعة و احترافية الجيش في التصدي للاعتداء الإرهابي بتيقنتورين أشاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الإثنين بشجاعة و احترافية أفراد الجيش الوطني الشعبي في التصدي للإعتداء الإرهابي الذي استهدف في 16 جانفي الماضي المركب الغازي لتقنتورين بعين أميناس في ولاية إليزي، مؤكدا أن “الإرادة التي حفزت جنود الجيش الوطني الشعبي في موقعة عين أميناس برهنت بالفعل وبالقول أنهم “سليل جيش التحرير الوطني". و دعا الرئيس بوتفليقة الجزائريين إلى التحلي باليقظة إزاء الأحداث التي تقع بجوار الجزائر و في أكثر من بلد عربي. و اعتبر من جهة أخرى، أن الجزائر تسير بخطوات ثابتة وتشهد تحولات كبيرة على مختلف المستويات رغم أن الطريق “محفوف بمخاطر جمة وأوقات عصيبة". وقال الرئيس بوتفليقة في أول موقف رسمي له من الاعتداء الإرهابي على المنشأة الغازية لتقنتورين في معرض رسالة قرأها نيابة عنه بعنابة، المستشار لدى رئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي بمناسبة احياء اليوم الوطني للشهيد “لا أحسبني أبالغ اذا قلت أن الإرادة التي حفزت جنودنا الشجعان في موقعة عين أميناس التي كانت معركة كبيرة و قوية ضد قوى الشر والتدمير قد جسدت بفعاليتها ودقتها واحترافيتها وانتصارها وجها من وجوه الموروث الذي أشرت إليه". وأضاف رئيس الجمهورية “وقد برهن أشاوس هذه المعركة أنهم بحق من أشبال أولئك الأسود وأن الجيش الوطني الشعبي هو بالفعل وبالقول سليل جيش التحرير الوطني وحامل لواء النجاح والانتصار في كل المعارك التي تخوضها الأمة من أجل حماية أمنها واستقرارها وسيادتها.كما دعا الرئيس بوتفليقة الجزائريين إلى التحلي باليقظة والتجند بالروح الوطنية في مواجهة “الأحداث المؤسفة التي تقع هنا و هناك و بالقرب منا في أكثر من بلد عربي". وقال رئيس الجمهورية في رسالته “تبين التطورات والأحداث المؤسفة التي تقع هنا وهناك و بالقرب منا في أكثر من بلد عربي و بصرف النظر عن المظاهر البادية مدى خطورة ما يدبر و يحاك من وراء الحجب و خلف الأبواب".و أضاف الرئيس بوتفليقة في ذات السياق أنه لا يتعين على الجزائريين الالتزام باليقظة والتجند فقط بل يتعين عليهم تسخير جميع مكامن القوة التي يتوفرون عليها، مشيرا إلى أن من بين مكامن القوة التي تميز الجزائريين “ما نتحلى به من خصوصية في مادتي الوطن والوطنية والتي كان شهداؤنا الأبرار على رأس قائمة العارفين بهما". من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية أن تذكر الشهداء لا يكون فقط للإشادة بتضحياتهم بل لاعتبارهم أيضا ميثاقا نعتمد عليه للتغلب على مشاكل الحاضر وتحديات الغد. وجاء في رسالة رئيس الدولة بهذا الخصوص، أن تذكر الشهداء لا يهدف فقط إلى استحضارهم كتاريخ مضى بل أيضا “كمآثر خالدة وكقيم راسخة وكوصية قائمة وكميثاق غليظ نعتمد عليه ونستأنس به في التغلب على مشاكل الحاضر وتحديات الغد واستكمال الطريق الذي ابتدأ معهم". وأوضح بأن هذا كله “يجب أن يستمر بالإصرار والقوة اللذين كانوا بهما يعملون لأن الشهادة شرف ووصية في آن معا والوفاء والإخلاص للوصية أمانة وشرف أيضا لا يسوغ التفريط فيه أو التقليل من شأنه". وعن اختيار 18 فيفري، يوما وطنيا للشهيد منذ 1989 اعتبر الرئيس بوتفليقة ذلك برهانا على إرادة الوفاء والاستمرار على نهج الشهداء.و ذكر أن هذا الاختيار جاء أيضا “مصادفا لمحطات تاريخية مفصلية ولأحداث مؤلمة تعكس حجم ما عانته الأمة من ويلات القتل والتشريد والفتك بالمستضعفين وغير ذلك كثير من صنوف القهر و الدمار". وذكّر في هذا السياق بتأسيس المنظمة السرية في 18 فيفري 1947 وبطرح القضية أمام الأممالمتحدة في 18 فيفري1957 ، و هما التاريخان اللذان كانا من بين أهم تلك المحطات، يضاف إلى ذلك “ما كابدته الأمة في هذا الشهر من محن وأرزاء وتنفيذ فرنسا في 13 فيفري 1960 لواحدة من أبشع التجارب النووية السطحية في منطقة رقان".واعتبر الرئيس بوتفليقة من جهة أخرى، بأن تضحيات الشهداء تنطوي على “رؤيا يتجاوز فيها الشهيد أعتاب الحاضر الذي كان يعيش فيه ويعمل من أجل تغييره ليلتحم بنور المستقبل وبالأيام الأفضل التي بذل روحه من أجلها وفي سبيلها". و في تنويهه بأهمية استقراء سير الشهداء، قال رئيس الدولة “حين نستقرئ سيرة شهيد واحد من شهدائنا الأبرار فكأنما استقرأنا سيرهم جميعا فهم يكادون يتشابهون في كل شيء مهما كانت رتبهم ومسؤولياتهم في ساحات الجهاد". و بشأن المرحلة الحالية و التحديات التي تنطوي عليها، يرى رئيس الجمهورية أن مرحلة بناء الوطن وسط عالم يتجدد بسرعة ويعج بمختلف التحديات والرهانات،" يستدعي قيما وإيمانا قويا و روح الوثابة العالية التي من شأنها أن تحفزنا على الاستمرار في التضحية والصمود من أجل عزة الجزائر وكرامة شعبها". و أكد بأن الجزائر تسير بخطوات ثابتة وتشهد تحولات كبيرة على مختلف المستويات منذ ما يزيد على العقد من الزمن في ظل قيادة أخذت على عاتقها مسؤولية الإصلاح وإحداث تغيير جذري وتنمية شاملة متكاملة. وحذر من أن الطريق ليس ممهدا و إنما “محفوف بمخاطر جمة وأوقات عصيبة". غير أنه أكد بالمقابل بأن ما في مخزون الجزائر من رصيد الرشاد والحكمة وما تتحلى به الأجيال الجديدة من الوعي والتسلح بوسائل الحاضر هي من بين الضمانات المؤدية الى النجاح والى الانتصار .