فرق مفلسة تدفع مرتبات ب200مليون والاحتراف يتجسد ببطء حاوره في وهران : صالح فرطاس و حميد بن مرابط اعتبر رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج، التزكية بالإجماع التي ظفر بها من طرف أعضاء الجمعية العامة، بمثابة رد صريح من رؤساء النوادي على الرئيس السابق لوفاق سطيف عبد الحكيم سرار، الذي حاول إثارة الفوضى و البلبلة عبر صفحات الجرائد، من خلال الكشف عن نيته في الترشح لرئاسة الرابطة، بعد مطالبته بضرورة إحداث التغيير على مستوى الهيئات الكروية الوطنية، على خلفية الإقصاء المبكر للمنتخب الوطني في "كان 2013". قرباج الذي خص النصر بحوار مطول على هامش أشغال الجمعيتين العامتين للفاف والرابطة المحترفة بوهران، تحدث أيضا عن مستجدات ملف الإحتراف، كما أعرب عن دعمه لمطالب رؤساء الفرق، مقابل تأكيده على استحالة توقف مراحل هذا المشروع، لأن السلطات العليا لن تتراجع- كما أكد- عن الوعود التي كانت تقدمت بها، قبل أن يعرج على المنتخب الوطني و أمور أخرى نقف عندها بالتفصيل في هذه الحوار. *بداية هل كنتم تتوقعون التزكية بالإجماع بعد الحملة التي استهدفتكم قبيل موعد الجمعية العامة؟ أقل ما يمكن قوله هو أن علاقتي برؤساء النوادي وطيدة، ليس لدي أي مشكل مع أي رئيس فريق، بصفتي رئيسا سابقا لشباب بلوزداد، كما أنني أتعامل مع جميع الفرق بنفس الطريقة، سواء تعلق الأمر بالفريق الذي كنت أترأسه، أو متصدر ترتيب الرابطة المحترفة الأولى وفاق سطيف، أو حتى صاحب مؤخرة الرابطة الثانية شباب تموشنت، وعليه فإنني كنت أنتظر تزكية الحصيلتين بالإجماع، وذلك ليس من منطلق الصداقة التي تربطني برؤساء الفرق و أعضاء الجمعية العامة، بل لأننا نعمل في شفافية تامة، والتقارير كانت مفصلة. *لكن الرئيس السابق لوفاق سطيف عبد الحكيم سرار كشف نيته في الترشح ومنافستكم على رئاسة الرابطة؟ في الحقيقة خرجة سرار فاجأتني، لأنني لم أكن أتوقع تهجمه علينا كمسيرين للفاف والرابطة، لأن علاقتنا كانت ممتازة. شخصيا لا أعلم سبب استغلاله فرصة إقصاء المنتخب الوطني من الدور الأول في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، للمطالبة بتغيير جذري على مستوى الهيئات الكروية، وقبل ذلك إعلانه عن رغبته في الترشح لرئاسة الفاف، ثم الرابطة، و التزكية بالإجماع كانت ردا صريحا من أعضاء الجمعية العامة على الفوضى التي حاول إثارتها، في مرحلة كان يراهن عليها لتنفيذ مخططه، بعد إثارته للبلبلة و الفوضى بتصريحات لم يتعد مفعولها صفحات الجرائد. شخصيا لم أتأثر إطلاقا بها، ورؤساء النوادي أعلنوها صراحة خلال الجمعية العامة، بأنهم ليسوا ضد قرباج أو أعضاء الرابطة، وأنهم يساندون المكتب الحالي، بدليل موافقتهم على تمديد عهدتنا إلى غاية سنة 2016، وهي صفعة موجعة لكل المناورين، و هنا أود أن أوضح أني استغربت كشف سرار عن نيته في الترشح لرئاسة الرابطة، لأنه لا تتوفر فيه الشروط، فهو يفتقر لصفة العضوية في الجمعية العامة بعد انسحابه من رئاسة الوفاق، كما إعلانه الترشح كان خلال فترة لم تتزامن مع تنظيم جمعية عامة انتخابية، لأن عهدتنا كانت ستمتد إلى غاية 2015 وليس هناك أي موعد إنتخابي، كما أنني لم أعلن إطلاقا عن نيتي في الانسحاب من رئاسة الرابطة، حتى يكشف عن رغبته في الترشح لخلافتي، ولو أنه حاول توضيح الرؤية، حيث أقسم بأغلظ الإيمان بأنه لم يدل بأي تصريح صحفي، و أن كل ما نشر في عديد الجرائد كان عبارة عن حوارات " مفبركة "، لكن بعض الصحفيين أكدوا حيازتهم على تسجيلات صوتية لسرار تثبت الكلام الذي نشر على لسانه. *نعود للحديث عن الرابطة، ما تقييمكم لتجربة الاحتراف في موسمها الثالث؟ الاحتراف في الجزائر مازال يتجسد ميدانيا بوتيرة بطيئة مقارنة بما كنا نراهن عليه، فرؤساء النوادي إصطدموا بالكثير من الصعوبات التي لها علاقة مباشرة بالجانب المادي، وفتح الأبواب أمام المستثمرين الخواص يبقى ضرورة حتمية لنجاح التجربة، سيما بعد شروع بعض الشركات الكبرى في إبرام عقود شراكة لتسيير الأندية، و هي خطوة جد إيجابية، في انتظار التعميم. *لكن بعض الرؤساء أكدوا بأنهم سئموا، و طالبوا الوزارة بضرورة الإسراع في تجسيد وعودها الخاصة بالدعم المالي؟ بصفتي رئيسا سابقا لشباب بلوزداد فقد عايشت نفس الظروف، والحقيقة أنا أؤيد زملائي في جميع مطالبهم، وبالمناسبة أفند خبر تراجع الوزارة عن وعودها، كما روجته له بعض الأطراف خلال الفترة الأخيرة، بإطلاقها إشاعات تتحدث عن تجميد الإعانات المالية التي كانت موجهة للنوادي المحترفة. هذه أخبار ربطت بالتغيير الذي حصل في وزارة الشباب والرياضة لكن لا أساس لها من الصحة، لأن السلطات العليا للبلاد مصرة على مواصلة مشروع الاحتراف، رغم بعض الصعوبات التي اعترضت النوادي بخصوص مراكز التكوين، و قد تحدثت مؤخرا مع الوزير محمد تهمي، حيث أكد بأن الوصاية لم تتراجع عن دعمها المالي للفرق، مع السعي للتوصل إلى طريقة أنجع للحسم في قضية الملفات الإدارية، لأن أغلب النوادي لم تودع تقاريرها المالية المتعلقة بالشطر الأول من دعم الوزارة، الأمر الذي تسبب في تأخر كبير في إستكمال الإجراءات المرتبطة بالشطر الثاني من الغلاف المالي. *ألا ترون بأن انطلاق تجربة الاحتراف ب 32 فريقا أثر على المشروع؟ بالفعل هذا الأمر كان من أبرز النقاط التي انعكست مباشرة على المشروع في سنواته الثلاث الأولى، فالإعلان عن قانون الاحتراف دفع بكل مسيري النوادي إلى إعداد دفاتر شروط تستوفي المتطلبات المحددة قانونا، رغم أن الواقع الميداني يؤكد بأن عديد الفرق - خاصة في الرابطة المحترفة الثانية-، لا يمكنها ولوج عالم الاحتراف بالنظر للوضعية التي تتواجد فيها، فلا يعقل أن يكون فريقا محترفا وهو لا يتوفر على ملعب؟! كما أن أغلب النوادي تنتظر فقط دعم الدولة، والتقرير الذي أعددناه يثبت بأن جميع الفرق المحترفة عاجزة ماليا، ولم يسجل أي رفع لرأسمال الشركات، وعليه فإن الوزارة سترد على اقتراحنا القاضي بإعادة النظر في عدد النوادي المحترفة، لأن مشاريع مراكز التكوين تبقى مجمدة، والسماح لفرق هاوية باللعب بداية من الموسم القادم في الرابطة المحترفة الثانية، إجراء سيضطر عديد النوادي إلى تغيير قانونها الأساسي، بالانتقال من فريق محترف إلى هاو، وأولمبي المدية أول فريق طلب العودة إلى الهواة. *رغم ذلك تثبت عقود اللاعبين بأن الفرق ليست عاجزة ماليا، بدليل المبالغ الضخمة التي يتقاضونها شهريا... أليس كذلك؟ لقد أعددنا تقريرا مفصلا قدمناه إلى الوزارة بشأن هذه القضية، لأن معاناة الفرق ماديا سببها الرئيسي المبالغ التي تمنح للاعبين، حيث أن 43 لاعبا في الرابطة المحترفة الأولى يتقاضون مرتبات تزيد عن 140 مليون شهريا، و أعلى راتب في البطولة يتوقف عن عتبة 200 مليون سنتيم، في حين يتقاضى نصف لاعبي الرابطة المحترفة الثانية أقل من 20 مليون شهريا، في حين يبقى لاعب واحد من هذا القسم يتقاضى راتبا يتأرجح ما بين 80 و100 مليون سنتيم، رغم أن إعانات الوزارة كان من المفروض أن توجه لتكوين و تغطية مصاريف الأصناف الشبانية، وعليه فإننا بصدد إعداد مشروع لضبط سلم أجور موحد، مع تحديد سقف أجور اللاعبين و المدربين، في محاولة لوضع حد لفوضى سوق إنتقالات اللاعبين، وتجنب الحديث عن مبالغ بالملايير خلال مرحلة الميركاتو *ما تعليقكم على موجة انتقادات بعض الرؤساء للرابطة بخصوص قرارات مختلف اللجان سواء في البرمجة أو العقوبات التأديبية؟ لجان الرابطة هيئات مستقلة تعمل وفق قوانين الفاف، و حديث بعض الرؤساء عن وجود فوضى في البرمجة أمر غير منطقي، لأنه يستحيل برمجة جميع المباريات في نفس التوقيت، رغم أننا كنا نعتزم إجراء كل المباريات تحت الأضواء الكاشفة، لكن ولظروف إستثنائية تتعلق أساسا بخصوصيات كل مدينة، أجبرنا على تقسيم المقابلات على دفعات في التوقيت دون أية خلفيات، كما أن العقوبات المسلطة على النوادي تكون حسب ما يتضمنه الدليل التأديبي، واللجنة المعنية تستند أساسا على ورقة المقابلة و تقارير الحكام و المحافظين، وعليه فإنني أؤكد بأن الرابطة تلتزم الحياد و لن تخدم مصلحة فريق معين على حساب البقية. *بماذا تودون أن نختم هذا الحوار؟ أستغل هذه الفرصة لأؤكد بأن إقصاء الخضر مبكرا من "الكان" لا يمكن أن يكون سببا للمطالبة بضرورة إحداث التغيير على مستوى هرم المنظومة الكروية، لأن الدولة وفرت كافة الظروف المواتية، ومنتخبنا هو الوحيد الذي كان قد تنقل إلى جنوب إفريقيا على متن طائرة خاصة، كما أن الإقصاء كان نتيجة عوامل عديدة من بينها التحكيم، و منتخبنا قدم مردودا جيدا إلا أن الحظ خانه، و هنا أفتح قوسا لأشير إلى أن العناصر المحلية المتواجدة في التعداد هي الأحسن في البطولة، و حليلوزيتش يقوم بعمل ميداني جاد، و شخصيا فأنا متفائل بقدرتنا على التأهل إلى مونديال البرازيل، و بالتالي فما علينا سوى نسيان " كان 2013 " و التفكير في المستقبل، لأن " الخضر " بإستطاعتهم التتويج باللقب القاري في دورة المغرب 2015 إذا ما حافظنا على الإستقرار.