الذين استهدفوني حاقدون ومصيري لا تحدده النتائج حاوره بوهران: حميد بن مرابط و صالح فرطاس أكد محمد روراوة بأن مصيره على رأس الفاف ليس مرتبطا بنتائج المنتخب الوطني، و إقصاء الخضر من الدور الأول في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة لن يكون الدافع الذي سيرغمه على عدم الترشح لخلافة نفسه، معتبرا حديث بعض الأطراف عن ضرورة محاسبة مسؤولي الإتحادية و إرغامهم على الإنسحاب بعد العودة من جنوب إفريقيا من أول دور مجرد مناورات فاشلة، مصدرها الأساسي " الحقد و الغيرة "، كما أشاد روراوة في هذا الحوار الذي أجرته معه النصر على هامش أشغال الجمعية العامة العادية للفاف المنعقدة بوهران بالعمل الذي ما فتئ يقوم به المدرب حليلوزيتش، كاشفا عن سعيه للعمل توفير كافة الإمكانيات المادية و البشرية التي من شأنها أن تساعد المنتخب على التحضير بجدية للإستحقاقات القادمة، و في مقدمتها تصفيات المونديال، لأن الهدف الرئيسي على حد تصريحه هو ضمان المشاركة الجزائرية في مونديال البرازيل، و لو أن روراوة تحدث أيضا عن الوضعية الراهنة للمنظومة الكروية الوطنية و تجربة الإحتراف و أمور اخرى تخص المنتخب و الفاف نقف عندها بالتفصيل في هذا الحوار: ما هو رد فعلكم بعد التزكية المطلقة التي ظفرتم بها من طرف أعضاء الجمعية العامة ؟ الأكيد أن المصادقة بالإجماع على الحصيلتين المالية و الأدبية لنشاطات المكتب الفيدرالي خلال السنة المنصرمة و كذا تزكية حصيلة الفاف على مدار عهدة كاملة دليل قاطع على الثقة التي نحظى بها من طرف الممثلين الشرعيين للوسط الكروي الجزائري، لأن بعض الأطراف و التي لا علاقة لها بالمنظومة الكروية الوطنية حاولت التشويش و إثارة البلبلة بعد إقصاء المنتخب من الدور الأول في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة في محاولة لإرغامي على عدم الترشح لعهدة أخرى على رأس الإتحادية، كما أن البعض كان يتوعد بالمحاسبة عند عقد الجمعية العامة، لكن الأشغال سارت في كل شفافية و التزكية كانت بالإجماع من دون تسجيل راي تحفظ أو تدخل، و هو ما يدل على الثقة المتواصلة التي نحظى بها، خاصة و أن الجمعية العامة للرابطة الوطنية زكت أيضا قرباج و مددت عهدته لثلاث سنوات أخرى، و هو ما أعتبره شخصيا صفعة لكل من فضل الحديث في الجرائد و أعرب عن نيته في الترشح مع المطالبة بالتغيير في الهيئات المسيرة . نفهم من كلامكم بأنكم كنتم تترقبون هذا الموعد للرد على المعارضين؟ كلا...فالجمعية العامة كانت مبرمجة في هذا التاريخ منذ أوائل شهر ديسمبر من السنة الماضية، و موعدها ليست له أي علاقة بنتائج المنتخب في الكان ، كما أنني لست متمسكا برئاسة الفاف كوني مستعد للإنسحاب في حال وجود أي بديل تتوفر فيه الشروط المحددة قانونا، على إعتبار أنني كنت قد أعلنت عن ترشحي في 29 ديسمبر 2012، أي قبل تنقل المنتخب إلى جنوب إفريقيا، لأن مصيري على راس الفاف لا تحدده نتائج المنتخبات الوطنية في مختلف المواعيد الرسمية، كون الإتحادية هيئة مخول لها حق التسيير و السعي لتوفير أحسن الظروف للمنتخبات، و لا علاقة لها بالعمل الميداني. لكن بعض الأسماء ظهرت إلى الواجهة بعد الإقصاء المبكر من " الكان " و أعربت عن نيتها في منافستكم إلا أنها إصطدمت بالجانب القانوني الذي يحدد شروط الترشح؟ ما يعلمه الجميع أن شروط الترشح لم تحددها الإتحادية، بل هي بنود مدرجة في القانون الأساسي الذي تصدره الوزارة، و الحملة التي إستهدفتني شخصيا بعد إقصاء المنتخب الوطني من الدور الأول في " كان 2013 "، مصدرها الوحيد " الغيرة" و الحقد و الحسد، لأنني كمسؤول أول على الإتحادية أعمل من أجل المصلحة الوطنية، و الإستراتيجية التي إنتهجها في عملي لم تعجب بعض الأشخاص الذين يرون في أنفسهم الأكفأ لقيادة المنتخب أو الفاف، لكنهم يرفضون المواجهة المباشرة، بل إستغلوا بعض القنوات و الجرائد لإثارة زوبعة إعلامية، رغم أنني لم و لن أقطع الطريق امام كل من يريد الترشح لرئاسة الإتحادية، و الغريب في الأمر أن بعض المدربين تجرأوا على إنتقاد الطاقم الفني الحالي للمنتخب من دون إجراء مقارنة بسيطة في المستوى. حليلوزيتش قام بعمل كبير والتقني المحلي أثبت فشله هذا يعني بأنكم تدافعون عن المدرب حليلوزيتش بعد موجة الإنتقادات التي كان عرضة لها؟ بصفتي المسؤول الأول على الفاف فإنني مجبر على الدفاع على المدرب وحيد حليلوزيتش، ليس لأنني كنت وراء إستقدامه لقيادة المنتخب الجزائري في مرحلة إستثنائية، أو بحكم العلاقة الحميمية التي تربطني به، و إنما من منطلق العمل الميداني الجاد الذي قام به هذا المدرب، لأن حليلوزيتش تم جلبه من أجل تسطير سياسة عمل جديدة في المنتخب، فكانت أولى النتائج النجاح في التأهل إلى النهائيات الإفريقية بعد غيابنا عن " كان 2012 "، إضافة إلى المردود الجيد الذي أصبح يقدمه المنتخب، خاصة في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، حيث كان الفشل في تجاوز الدور الأول لعوامل خارجية من بينها التحكيم، و عليه فإنني على يقين بأن كل الجزائريين إقتنعوا بالمستوى الحالي للمنتخب، و ما علينا سوى التفكير في المستقبل القريب. إلا أن منتقدي حليلوزيتش كانوا مدربين سابقين في المنتخب، فما سر ذلك؟ هذا الأمر لا يهمني كثيرا، لأنني في بداية عهدتي المنقضية على رأس الفاف توصلت إلى قناعة و هي أن الجزائر لا تتوفر على مدربين قادرين على قيادة المنتخبات الوطنية، لأن التقني المحلي تحصل على الكثير من الفرص لكن من دون أن يكشف عن كفاءته الميدانية، لأن الشيخ كرمالي هو المدرب الوحيد الذي نجح في التتويج باللقب القاري، و تلك الدورة أقيمت بالجزائر، كما أن التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا في سنة 2010 كان في مرحلة مميزة و في ظروف إستثنائية، و بالتالي فإن ابسط ما أقوله لمنتقدي حليلوزيتش أن إلتزام الصمت أفضل وسيلة عند تقييم مردود المنتخب و تسيير الفاف، لأن كل من يريد الحديث عن تدريب المنتخبات الوطنية فما عليه سوى العودة إلى الكارثة التي وقعت لمنتخب الأشبال في المغرب بعد إنهزامه أمام منتخب فلسطين بثلاثية، رغم أننا صرفنا مبالغ مالية معتبرة لضمان تحضير هذا المنتخب، كما أنني أعتبر مشاركتنا في " كان 2010 " محتشمة بالنظر إلى هزيمتنا برباعية نظيفة أمام مصر في نصف النهائي، لأننا أدينا في تلك الدورة مقابلة وحيدة في المستوى ضد كوت ديفوار، و بالتالي فإنني أؤكد بأن المنتخب تحسن كثيرا مقارنة بما عليه في السنوات الماضية، و هو ثمرة عمل حليلوزيتش، و شخصيا أسمح بإنتقادات الصحافة، لكن أن يكون الإنتقاد من مدربين مروا على المنتخب فهذا أمر محير. و حليلوزيتش لم ينجح في تجاوز الدور الأول؟ عقد حليلوزيتش تضمن شرطا وحيدا يتمثل في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013، و هو الهدف الذي تجسد ميدانيا، لكن الجزائريين رأوا بأن منتخبهم أصبح كبيرا، مما جعلهم يطمحون إلى المربع الذهبي و حتى التتويج باللقب القاري، إلا أننا كمسؤولين وفرنا كافة الظروف لضمان تحضير المنتخب لهذه الدورة، و اللاعبون و الطاقم الفني ضحوا بالكثير غير أن عوامل أخرى تسببت في الإقصاء من الدور الأول، من بين التحكيم الذي حرمنا من ضربات جزاء، و الكاف قدمت لنا إعتذارا رسميا بعد حرماننا من ضربتي جزاء في لقاء الطوغو، و هو الإعتذار الذي جاء بعد فوات الأوان، و مع ذلك فإن التشكيلة الوطنية قدمت مردود جيدا، و المنتخب الحالي لا يضم لاعبين من طراز بلومي، ماجر عصاد و فرقاني حتى نكون قادرين على تجاوز كل العقبات بسلام، و نحن نعمل من أجل تكوين منتخب قادر على ضمان التأهل إلى المونديال، كون التعداد يتشكل من لاعبين شبان تكونوا في نوادي أجنبية، و الجزائر لم تصرف على تكوينهم أي سنتيم، و مع ذلك فإنهم لبوا النداء و وافقوا على تقمص الألوان الوطنية دون شروط. أطراف استغلت جرائد وقنوات لإثارة زوبعة و ما هو سبب عدم ضم أكبر عدد ممكن من اللاعبين المحليين إلى المنتخب؟ الحقيقة أنني أتمنى تشكل المنتخب من لاعبين محليين لتسهيل مهمة الطاقم الفني في برمجة التربصات، لكن مستوى الدوري الجزائري متواضع، و حليلوزيتش يواصل التنقل أسبوعيا في الملاعب لمعاينة المباريات بحثا عن عناصر جاهزة للإنضمام إلى التعداد، إلا أن المعايير لا تتوفر في اللاعبين المحليين، و هو دليل واضح على عدم وجود عمل جدي على مستوى الأندية. لكن الجزائر شرعت في تطبيق الإحتراف منذ ثلاث سنوات؟ الإحتراف كان أمرا حتميا لأن الفيفا حددت لنا مهلة للشروع في إعتماد الدوري المحترف، و هي التجربة التي تعد في نظري ناجحة على مستوى الرابطة المحترفة الأولى، بعد إنطلاق الأندية في تطبيق الإجراءات الإدارية المحددة في دفتر الشروط، و المتعلقة اساسا بعقود اللاعبين، رغم أن هناك العديد من العقبات التي إعترضت المسيرين، سيما منها مشاريع مراكز التكوين و حصة كل نادي من إعانات السلطات العمومية، و المهم بالنسبة لنا هو دخول هذا المشروع حيز التجسيد. غير أن التحكيم يبقى من بين النقاط التي تفجر غضب رؤساء النوادي في كل جولة ؟ كما شاهد الجميع فإن المنتخب الوطني كان ضحية التحكيم في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، و الجزائر كانت ممثلة بإمتياز بالحكم جمال حيمودي، و الذي برهن على أن التحكيم الجزائري ممتاز، و مستواه عالمي، لكن الوضع يختلف في البطولة الوطنية، لأن عقلية الإحتراف لا تتوفر في اللاعبين، المسيرين، المدربين و حتى الأنصار، رغم أن الجزائر عرفت في السنوات الثلاث الأخيرة تطورا كبيرا في هذا السلك بفضل سياسة التشبيب التي إنتهجتها اللجنة المركزية، حيث أننا نتوفر حاليا على قرابة 4500 حكم، و الجزائر بحاجة إلى 5 آلاف حكم على المدى القصير من أجل تغطية العجز المسجل. نعرج الآن على الحديث عن المستقبل، كيف ترون حظوظ المنتخب الوطني في التأهل إلى مونديال البرازيل؟ حظوظنا قائمة و متساوية مع باقي منتخبات المجموعة، رغم أن البعض كان قد تشاءم بعد الهزيمة أمام مالي في بوركينافاسو، لكننا مطالبون بالتركيز على اللقائين القادمين، لأن منتخب البينين يتصدر الفوج، و نحن مجبرون بالفوز عليه في الجزائر في أواخر شهر مارس القادم، و لو أن الجزائريين ينتظرون مالي في مباراة الإياب، لكننا ملزمون على تسيير التصفيات مقابلة بمقابلة، و ذلك بحصر التركيز في منتخب البينين الذي سنواجهه ذهابا و إيابا، قبل التنقل إلى رواندا، ثم إستقبال المنتخب المالي، و هي رزنامة تبقى الحسابات واردة، و تسيير المباريات سيكون حسب النتائج المسجلة في كل جولة، رغم أنني متفائل بقدرة منتخبنا على كسب الرهان، لأن اللاعبين مصرون على رفع التحدي بعد الإقصاء من الدور الأول في " الكان "، و مسؤوليتنا على راس الإتحادية تتمثل في توفير كافة الظروف و الإمكانيات الكفيلة بضمان تحضيرات المنتخب بجدية للمواعيد المقبلة. و ماذا عن ترشح الجزائر لتنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة سنة 2019؟ لقد كانت لي جلسة عمل يوم الإثنين الفارط مع وزير الشباب و الرياضة محمد تهمي خصص جزء كبير من أشغالها لهذه القضية، حيث تلقيت بصفتي المسؤول الأول في الفاف الضوء الأخضر للحديث عن ملف ترشح الجزائر لتنظيم " كان 2019 " ، لأن السلطات العليا للبلاد أبدت إستعدادها التام للتنافس على تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا، و الإتحادية ليس لها اي حق في الحديث عن هذا الموضوع إلا بعد إستشارة الجهات المعنية، و ملف الترشح سيودع من طرف السلطات المعنية في غضون الأيام القليلة القادمة، و سنعمل كل ما في وسعنا للدفاع عنه، لأننا قادرون على تنظيم " الكان "، سيما و أن الدولة الجزائرية ما فتئت تدعم رياضة كرة القدم، و هذه التظاهرات غابت عن الجزائر لفترة طويلة، رغم أننا نظمنا النهائيات الإفريقية الخاصة بالأصناف الشبانية.
