احتضنت جامعة محمد خيذر ببسكرة مؤخرا فعاليات ورشة وطنية حول شعبة التمور بمنطقة الزيبان التي تعد أحد المناطق الهامة في إنتاج التمور بالجزائر خاصة صنف دقلة نور ذات الجودة العالمية ، حيث تمحورت حول البحث عن السبل الكفيلة بمعالجة المشاكل التي تعيق هذه الشعبة على المستوى الاقتصادي والتقني والاجتماعي ،مع اقتراح بعض الحلول الملائمة للنهوض بهذه الشعبة وخاصة بإعادة الإعتبار لبعض الأنواع التي أصبحت مهددة بالإنقراض بإعتبار أن الإهتمام حاليا منصب على دقلة نور ، مش دقلة والغرس فقط ، فيما تبقى أنواع أخرى حوالي 900 مهملة ولا تحظى بالعناية الكافية حسب تدخلات خبراء في هذه الشعبة. وأكد مختصون شاركوا في الورشة من مختلف الجامعات الوطنية أن المساحة المخصصة لزراعة النخيل، عرفت تطورا كبيرا، وقفزت اليوم إلى 180 ألف هكتار مزروعة بأشجار النخيل ،مما جعل الجزائر تحتل المرتبة الثانية عالميا ،من حيث عدد النخيل الذي أصبح اليوم يتجاوز 18 مليون نخلة ، ،بفعل البرامج الموضوعة ، خاصة البرنامج الوطني للدعم الفلاحي ، أكثر من 50 بالمائة منها متواجد بالجنوب الشرقي ، وتحديدا بولايات بسكرة ، الواديوورقلة . ومن ناحية توزيع التمور ، فإن المختصين أحصوا أزيد من 900 نوع من التمور ، إلا أن أغلبية النخيل بالجزائر هي من صنف دقلة نور، مش دقلة والغرس، محذرين من انقراض الأنواع الأخرى ، في حالة عدم المحافظة عليها والاهتمام بها . وتطرق أحد المحاضرين إلى مجال الإنتاج ،الذي عرف تطورا بعد أن قفز من 200 ألف طن سنة 1990 ،إلى أكثر من 900000 طن وطنيا ، ما جعل الجزائر ، تحتل المرتبة الخامسة عالميا ،بعد كل من العربية السعودية، إيران ، باكستان والإمارات العربية « ، مقابل تراجع العراق بفعل الأحداث التي عرفها هذا البلد، وفيما يتعلق بالصادرات فان المشكل عويص ،بحيث لا يتم تصدير إلا 2 بالمائة فقط من إجمالي الإنتاج، فمن بين 700 ألف طن منتجة وطنيا سنة2011 ،لم يصدر منها إلا 25000 طن ، لترتفع قليلا العام الماضي ، بحيث وصلت الكمية إلى 30 ألف طن ،لكن رغم ذلك تبقى قليلة ،مقارنة بحجم الإنتاج . وحسب المختصين فإن نوعية التمور المصدرة نحو أوروبا ، وتحديدا إلى فرنسا تقدر بحوالي 70 بالمائة وأغلبها من صنف دقلة نور بأكثر من 86 بالمائة ،مشيرا في هذا السياق إلى العراقيل التي تعاني منها الشعبة المذكورة في شقها الاقتصادي والاجتماعي ،منها عامل السن بالنسبة للفلاحين الذين يجدون صعوبة في ممارسة نشاطهم ،وعدم قبول أبنائهم تحمل المسؤولية زيادة على مشكلة نقص المياه وصعودها ، سيما بمنطقة وادي ريغ بولاية ورقلة ،ومشاكل أخرى تمثل عوائق كبيرة للفلاحين ورغم الاستثمارات التي قامت بها الدولة ،في مجال تصنيع التمور ، إلا أنها بقيت كلها تدور حول تعليب دقلة نور وتصديرها ، وقليل من المشاريع التي تساهم في تقييم المنتوج ، ما يستدعي إنعاش صناعات مشتقات التمور