إدانة مقاول و "فرودور" بتهريب الأسلحة و تزوير النقود بالطارف قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة في ساعة متأخرة من عشية أمس بتسليط عقوبة 6 سنوات سجنا نافذا في حق صاحب مؤسسة أشغال عمومية، كما أصدرت عقوبة عامين سجنا نافذا في حق سائق سيارة " فرود" بعد إدانتهما بتهمة جناية تهريب الأسلحة وجناية تزوير أوراق نقدية ذات سعر قانوني في إقليم الوطن ، مع تبرئة الكاتب العام السابق لبلدية بوثلجة بالطارف من تهمة جناية المشاركة في تهريب الأسلحة وجنحة حيازة ذخيرة من الصنف الخامس بدون رخصة من السلطات المؤهلة قانونا. هذا بعد ضبط المدانين متلبسين بحيازة ذخيرة أسلحة ومبلغ مالي مزور في كمين لرجال الدرك الوطني ببلدية الزيتونة الحدودية التابعة إداريا لولاية الطارف . و قد التمس ممثل الحق العام لدى محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة أمس 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهمين الذين ضبطوا متلبسين بحيازة ذخيرة أسلحة ومبلغ مالي مزور في كمين لرجال الدرك الوطني ببلدية الزيتونة الحدودية التابعة إداريا لولاية الطارف ، وذلك بعد توجيه للأول تهمة جناية المشاركة في تهريب الأسلحة وجنحة حيازة ذخيرة من الصنف الخامس بدون رخصة من السلطات المؤهلة قانونا ، وللمتهمين الآخرين جناية تهريب الأسلحة وجناية تزوير أوراق نقدية ذات سعر قانوني في إقليم الوطن . تفاصيل القضية تعود لتاريخ 13 جانفي 2012 أين تلقت فرقة الدرك الوطني ببلدية الزيتونة معلومات تفيد بمحاولة أشخاص تهريب الأسلحة والذخيرة في سيارة من نوع " مازدا " ليتم نصب كمين وعلى إثره تمكنوا من إيقاف المركبة بعد هروب سائقها (ح.س) 33 سنة والمتهم الرئيسي (ق.ع) البالغ من العمر 38 سنة صاحب مقاولة أشغال عمومية ، وأثناء عملية التفتيش عثر بداخل السيارة على ذخيرة من نوع ايطالي تقدر ب 250 خرطوشة عيار 16 مم ،كانت تحت مقعد السائق و 215 طلقة أخرى عيار 12 مم تحت المقعد المحاذي للسائق، إضافة إلى 7000 دج على شكل أوراق نقدية من فئة 1000 دج مزورة سقطت قرب باب السيارة عند هروب المتهمين . وكانت سيارة من نوع رونو "سامبول " قد سبقت سيارة " المازدا " على متنها الكاتب العام السابق لبلدية بوثلجة المدعو (ر.و)البالغ من العمر 48 سنة يستعمل هاتفه النقال، وسائقها (ن.ف) ، وبعد مرورها على حاجز رجال الدرك لحقت سيارة " المازدا" التي كانت البضاعة المهربة على متنها . وقد أسفرت عملية تفتيش منزل الكاتب العام (ر.و) عن حجز 60 خرطوشة عيار 12 مم ، و20 عيار 16 مم مخبأة في كيس بلاستيكي في خزينة بغرفة الاستقبال ، لكنه صرح أمام رجال الضبطية القضائية بشأن مصدرها بأنه تلقاها من دائرة بوثلجة لإبادة الكلاب المتشردة ، ولم يكن لديه مفتاح مكتبه فاحتفظ بها في منزله إلى حين استعمالها ، مؤكدا انتقاله مع المتهم الرئيسي (ق.ع) إلى حمام " سيدي طراد" في سيارة من نوع سامبول ، لكنه وجد الحمام مكتظا فعاد إلى مدينة الطارف ، وبقي رفيقه في الحمام ناكرا تهمة تهريب الأسلحة والذخيرة المنسوبة إليه. خلال جلسة المحاكمة أنكر (ح.س) التهمة المنسوبة إليه مصرحا بأن رجال الدرك أوقفوه مع المتهم الرئيسي (ق.ع) بعد أن تلقي مكالمة هاتفية من هذا الأخير يخبره بقدومه إلى حمام " سيدي طراد " فالتقيا على الساعة الخامسة مساءا قرب الحمام وتحدث معه من أجل استئجاره لنقل 3 صناديق من الذخيرة إلى بلدية الزيتونة التي ثم العثور عليها في سيارته لكنه هرب خلال تلك العملية مؤكدا أن تلك الذخيرة ملك ل (ق.ع) الذي استأجره بمبلغ 5000 دج ، ولا يعلم شيئا عن النقود المزورة المحجوزة وأن (ق.ع) عندما كان معه في سيارته سمعه يكلم شخصا عبر الهاتف قائلا " يا معلم عندما نصل سأعطيك الأمانة ". كما أنكر المتهم الرئيسي (ق.ع) بدوره التهم المنسوبة إليه مصرحا بأنه استأجر سيارة (ح.س) من نوع "مازدا" لنقله إلى حمام " سيدي طراد " فوجد الكاتب العام للبلدية (ر.و) في مدينة الطارف فذهبوا جميعا إلى الحمام ، لكن هذا الأخير رجع مع مرافقه بسبب اكتظاظ الحمام ، وعن الذخيرة التي عثر عليها بالسيارة أثناء فراره مع السائق قال بأنه يستخدمها في الصيد ولم يكن يريد تهريبها كما أكد على أن المبلغ المالي المزور لم يشاهده إلا أمام هيئة المحكمة نافيا كل التهم الموجهة إليه قائلا " أنا في غنى عن ارتكاب هذه التجاوزات لأنني ميسور الحال وأدير في مقاولة أشغال عمومية".