هوغو شافيز بطل أسطوري بكاريزما عصرية شكلت شخصية هوغو شافيز الذي اختطفه الموت منذ أيام،محور العديد من المؤلفات و المقالات الأدبية و التعليمية التي جعلت منه أشبه ببطل أسطوري يتباحث المؤلفون أسرار الشخصية الأكثر تمتعا بثقة شعبها و تأثيرا في شعوب العالم. وهذا امر ليس بالغريب في قارة الخوارق التي تتعايش فيها الحقائق والاساطير في وئام. كتب كثيرة تناولت حياة الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز حيث كان بطل رواية موسومة"شافيز بريزيدينتي"(شافيز رئيسا)الصادرة عن دار النشر فلاماريون عام 2005 و التي تخيّل من خلالها المؤلف موريس ليموان في سيناريو كارثي ما قد يحدث لو تحالفت الولاياتالمتحدةالأمريكية مع أعداء الرئيس الفنزويلي بمساهمة الإعلام الدولي لأجل الإطاحة بشافيز من سدة عرشه المتين بالمستضعفين و البؤساء. و حاول الكاتب رسم لوحة بألوان داكنة مستمدة من واقع اقتصاد فنزويلا الحاضر. و غالبا ما تتكرّر الشخصية ذات الوجه المزدوج في المقالات الأدبية التي يتساءل فيها الكتاب عن حقيقة من يريدون جلد أب البؤساء مثلما يحلو للبعض تسميته، و هو السؤال الذي طرحه المؤلف و الإعلامي الفرنسي فرانسوا كزافيي فريلاند في كتابه"من يريد جلد هوغو شافيز"في محاولة لفهم من هم أعداء هذه الشخصية المثيرة للجدل، حيث نشرت له دار "شارش ميدي" قصة ثوب نادرة حول نظام سياسي يتصارع فيه السيء مع الجيّد لكن الكل يختفي وراء كاريزما هوغو شافيز. و من المؤلفات التي نجحت في استقطاب اهتمام محبي شافيز أيضا و تحوّلت إلى مرجعية مهمة بالنسبة للباحثين الأكاديميين "كتاب"هوغو شافيز و الثورة البوليفارية" بقلم كل من باتريك غوييودات و بيير موتيرد الذين تقفيا أثر هوغو في المسار السياسي و التاريخي لفنزويلا و تحدياته الكبرى و سر شجاعته و مناصرته للمستضعفين داخل و خارج بلده، و هي الفكرة التي تقاربت كثيرا في الطرح مع إحدى إصدارات دار النشر "آلترناتيف"و الموسومة"فنزويلا شافيز" من إمضاء موريس ليموان و كذا المؤلف الصادر عن دار "هارماتون و الذي يحمل عنوان "قوة الكلمات"لمؤلفته ماريا فارناندا غانزاليس بينيتي التي تعمقت بحثا و تحليلا في خطابات الرئيس الراحل لفهم قوة إقناعه و تأثيره في الآخرين و مصدر ثقته و رهاناته السياسية. و في الوقت الذي تساءل فيه الجميع عن مستقبل فنزويلا في نهاية تسعينيات القرن الماضي، صدر كتاب "فنزويلا هوغو شافيز" لتحليل شخصية غاية في التحدي و الوقوف في وجه الولاياتالمتحدةالأمريكية و التي تلتها العديد من الإصدارات المسلطة للضوء على من نعت رئيس أمريكا بوش بالشيطان و العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية بالشيطانية فخطف قلوب العرب الذين لم يروا في حكامهم من يقول لعدوهم المشترك ما قاله الرئيس الفنزويلي لهؤلاء بكل جرأة و شجاعة، فكان بمثابة أب البؤساء الذي كتب عنه الإعلامي البريطاني جون لي آندرسون بأنه كان مولعا بكلاسيكيات فيكتور هيجو و بالأخص البؤساء التي كان لها الأثر في اختياره المتأخر للاشتراكية و تبنيه لها بعد تخلي الآخرين عنها، حيث ذكر آندرسون بأن الرئيس الراحل أخبره في حوار خصه به منذ سنوات بأن قصة البؤساء لفيكتور هيجو و تصريحات الرئيس الكوبي فيدال كاسترو أقنعاه بذلك. و استرجعت إحدى الصحف موقفا مثيرا عكس تأثير شافيز بفيكتور هيجو خلال ندوة صحفية عقدها الرئيس الراحل عام 2007أين شبه تاريخ الملعونين بفرنسا في بداية القرن التاسع عشر بتاريخ بلاده اليوم قبل أن يسأل الصحفيين بنبرة ساخرة"هل تريدون رؤية جون فالجون؟".إشارة إلى وجود أشباه جون فالجون أحد أبطال قصة البؤساء بكثرة بأمريكا اللاتينية. كما تناول عدد من الكتاب الوجه الآخر لشافيز المولع بالمطالعة و قراءة الكتب و المعجب بشخصيات أدبية كان لها حظ إثراء المكتبات الفنزويلية و على رأسها "دون كيشوت"لسارفونتاس و الذي اعتبره "قادر على تغذيتنا بعقل مقاتل و إرادة قادرة على إصلاح العالم" . و يذكر عن الرئيس الراحل، القيمة التي كان يوليها للكتاب في موقف تناقلته الكثير من الصحف حين أهدى للرئيس باراك أوباما المعروف أيضا بحب المطالعة كتابا للمؤلف "إيدواردو غاليانو و الموسوم"الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية"و الذي بفضله عرف نسبة مبيعات مذهلة وقتها. و في الوطن العربي امتدح الكاتب عادي الجوجري "أسد فنزويلا" في كتاب موسوم "هوغو شافيز أسد فنزويلا ومرعب أمريكا: أسرار انتصار الثورة في أمريكا اللاتينية بالصور والوثائق والشهادات" - الصادر عن دار الكتاب العربي " مستعرضا مسيرة وشخصية شافيز الثوريةو مصداقيته الكبيرة على مستوى الشعوب العربية و مكانته عند الكثيرين و التي اكتسبها بفضل تكرّر مواقفه المساندة للقضايا العربية و ازدادت شعبيته أكثر بعد سحبه لسفير بلاده من تل أبيب واصفا العدوان الإسرائيلي على لبنان ب"العدوان البربري النازي".