مناسبتيون يأخذون الأموال على حساب السينما الجزائرية قالت الممثلة و المخرجة فاطمة بلحاج بأن الانتاج الفني بالجزائر عبارة عن كارثة و إعاقة كبيرة للسينما الجزائرية و اعترفت بمواجهتها للعديد من العراقيل لدى تجسيدها لفيلم "مال وطني" الذي عرض بقاعة سينيماتيك وهران في إطار احتفالية المرأة والسينما المنظم بمناسبة عيد المرأة. حيث يعالج الفيلم موضوع معاناة المرأة الجزائرية أثناء العشرية المأساوية انطلاقا من قصة أم ترملت وحرصت على تربية بناتها الخمس و تختزل كل عضوة بهذه الأسرة النسائية جزء من معاناة ومشاكل المرأة الجزائرية وسط واقع الإرهاب الذي قتل واغتصب ونكل بالمرأة وكأنها محاولة للقضاء على المجتمع كله بعد عرض أول أمس ،كان للنصر دردشة مع المخرجة . النصر:الفيلم يعرض تزامنا مع الاحتفال بعيد المرأة ، فهل هو تكريم للمرأة الجزائرية؟ فاطمة بلحاج- أولا أرفض أن يحصر تكريم المرأة في يوم واحد في السنة هو 8 مارس،بل يجب تكريمها كل العام بالمعاملة الحسنة و أشدد بهذا الخصوص بأن الاسلام كرمها أحسن تكريم ولكن سوء التعامل مع تعاليم ديننا ضيع الكثير من حقوق المرأة. ثانيا الفيلم هو تكريم للمرأة الجزائرية التي كانت مجاهدة وواصلت جهادها ضد الإرهاب وضد عقليات بعض الأشخاص في المجتمع لكن الفيلم لم ينجز بمناسبة عيد المرأة ،بل أنجزته منذ سنة 2007 من أجل الذاكرة . لونبقى في الإحتفال بعيد المرأة ،ونذكر أن عدة مخرجات برزن في السنين الأخيرة بالجزائر وأغلب مواضيعهن الفنية هي المرأة في مختلف الأوضاع . مارأيك في هذه النهضة النسوية ؟ – بالنسبة لي لا يوجد مخرج ومخرجة ،هناك إخراج سواء يقوم به رجل أو امرأة فهو عمل فني تقني واحد .هناك مخرجون رجال يعبرون عن معاناة ومشاكل المرأة أحسن من المخرجات النساء، فأنا لا أرى الفرق، ويجب على المرأة خوض كل المجالات منها الفن سواء كممثلة أو كمخرجة . عرفنا فاطمة بلحاج كصوت إذاعي فني، فكيف إقتحمت مجال الإخراج السينمائي؟ - الإخراج جاء نتيجة ممارسة لأكثر من 30 سنة للعمل الفني كممثلة وكنت أحتك بالطاقم التقني الذي كان يعمل معنا حيث كنت أتدخل في كل الجزئيات وتعلمت الكثير، حيث أن التقنية يتحكم فيها المخرج بخبرته بالإضافة لأنني قرأت الكثير عن فن الإخراج . "مال وطني " هو أول فيلم سينمائي طويل لفاطمة بلحاج ، وواجهته مشاكل مع المنتج؟ – الإنتاج في الجزائر كارثة،وهو الإعاقة الكبيرة أمام السينما الجزائرية يمكنني القول أنه أصلا ليس لدينا منتجين فنيين حقيقيين بل لدينا انتهازيين وناس مناسباتيين يأخذون الأموال ولا تهمهم الرسالة الفنية. مما ينتج لنا أعمالا رديئة في غياب الاحترافية ،مثلما لدينا نقصا في التقنيين المحترفين هناك مشكل في المنتجين،صحيح واجهتني مشاكل مع المنتج ولحد الآن عندما أعيد مشاهدة الفيلم أحصر عددا من الأخطاء وأتمنى أن أستدركها في أعمالي القادمة. هل لنا أن نعرف ماهي أعمالك القادمة ؟ - لدي عدة مشاريع لأعمال فنية مستقبلية ،ولكن أبرزها مسلسل من 30 حلقة إنجازه وصل 50 بالمائة وهو مسلسل تدور أحداثه خلال إضراب الستة أيام في القصبة مع بداية الستينات وهو مسلسل اجتماعي. لو نعود لفيلم "مال وطني " هل صحيح أنك غضبت لعدم عرضه خلال فعاليات الطبعة الخامسة للفيلم العربي بوهران؟ لا أبدا لم أغضب في الطبعة الخامسة لمهرجان وهران للفيلم العربي ، ولم أغادر الفعاليات. بل ما حصل هو أنه أثناء تواجدي مع معظم طاقم الفيلم في المهرجان تمنيت لو يعرض الفيلم ولكن لجنة التنظيم رفضت لأن المشاركة مبرمجة مسبقا فكان من الصعب إدراج هذا العمل ضمن العروض. لكن منذ 2007 عرض الفيلم في عدة مهرجانات دولية ؟ – نعم عرضت الفيلم في إيران وسوريا والعراق وفرنسا وغيرها من الدول ولكن أنا لم أنجز الفيلم للآخر بل للجزائريين ولهذا الأصداء التي تأتيني من الجمهور الجزائري هي التي تؤثر في نفسيتي خاصة تلك الصادرة عن الجيل الذي لم يعش فترة التسعينات ووحشية الإرهاب ،فهذا الفيلم جزء من الذاكرة . هل كان سهلا عليك إقناع السيدة شافية بوذراع للعمل معك في الفيلم ؟ - شافية بوذراع قبلت العمل في الفيلم دون تردد ،فهي فنانة قديرة ولها حس فني رفيع وقبلت أيضا بسبب ثقتها بي وعلاقتنا الخاصة . وماذا بالنسبة لزوجك الممثل صالح أوقروت؟ تعاملي الفني مع صالح أوقروت غير مرتبط بحياتنا الزوجية فأثناء العمل هو ممثل وأنا مخرجة وكاتبة السيناريو وأعامله كأي ممثل في العمل الفني.وهذا ثاني تعامل فني بيننا .