الباحثان عبد الله وأمين اخترعا جهاز استشعار نعاس السائقين لوقف إرهاب الطرقات عبد الله باقحيزال و ويس محمد أمين ، طالبان بجامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف بوهران قسم الإلكترونيك ،تمكنا من خلال بحوثهما العلمية من إختراع جهاز يساهم في البرنامج الوطني للتقليل من حوادث المرور ، من خلال تركيزهما على عنصر مهم في إرهاب الطرقات يتمثل في عامل النعاس الذي يتغلب على إرادة السائق ويفقده القدرة على التحكم في مقود السيارة ، فيتسبب في حوادث أليمة. النصر إلتقت بالطالب عبد الله الذي تسلم الجائزة على هامش حفل تكريمهما مؤخرا من طرف الجمعية الوطنية للطلبة والأساتذة الباحثين التي بادرت بمناسبة تأسيسها لتنظيم مسابقة لأحسن بحث علمي بجامعة وهران لسنة 2012 حيث شكلت لجنة من خيرة الدكاترة والأساتذة وتم إختيار 8 بحوث تعتبر مشاريع هامة لمستقبل البلاد التكنولوجي وجاء بحث محمد أمين وعبد الله في المرتبة الأولى لأهميته و تميزه . الطالب عبد الله أوضح بأن اختراعهما عبارة عن نظام كشف النعاس المبكر لدى سائقي المركبات بالإعتماد على المعلومات البصرية بواسطة كاميرا. قدمه في مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر تخصص معالجة الإشارة المطبقة على الإتصالات بقسم الإلكترونيك بكلية الهندسة الكهربائية بجامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران محمد بوضياف . وقد اشترك هو وزميله ويس محمد الأمين للعمل معا كثنائي في مذكرة التخرج التي كانت تحت إشراف الأستاذ بلال الشقاقي ، حيث تم إنجاز المشروع على مستوى مخبر الإشارات والصور تحت إدارة البروفيسور أوعامري عبدالعزيز. و المشروع عبارة عن نموذج نظام متطور مساعد للسائق بغرض التقليل من حوادث المرور الناتجة عن تعب ونعاس السائقين وبالتالي المساعدة في زيادة أمن الطرقات. هذا النظام يعمل على الإكتشاف المبكر لنعاس وتعب السائق بطريقة تلقائية تعتمد على المعلومات البصرية والذكاء الإصطناعي ، وقد قاما بإقتراح برنامج للعثور وتتبع وتحليل كلا من وجه وعيني السائق لحساب معدل انغلاق العينين والذي على أساس إشاراته يتم كشف نعاس السائق.وحول اختيار هذه الفكرة موضوعا لبحثهما قال بأن لديهم في مخبر الإشارة و الصور فريق بحث في مجال أمن الطرقات ، فاستأذنا المشرف على رسالة الماستر وهو عضو في فريق البحث و صاحب الفكرة الرئيسية كون الفكرة أعجبتهما نظرا لبعدها الإنساني وفائدتها المأمولة في المجتمع فتحمسا لتجسيدها ،وساعدهما توفر مخبر الإشارة و الصور على الأجهزة المطلوبة . و اتضحت لهما إيجابياتها وخاصة بعد أن قاما ببحث مبدئي عن إحصائيات الحوادث الواقعة بسبب تعب ونعاس السائقين فوقفا على أرقام مخيفة وخيالية لم يتوقعانها . حتى و إن كانا كما قال لم يتمكنا من الحصول على أرقام دقيقة فيما يخص نسبة الحوادث الناجمة عن النعاس ، حيث تحصلا فقط على أن 81,5 بالمائة من أسباب الحوادث عاملها إنساني أي السائق ، و أن الجزائر تخصص ما يقارب 100 مليار دج للتكفل بضحايا إرهاب الطرقات من معوقين و مصابين ، مقابل حصولهما على أرقام مخيفة عن دور النعاس في رفع حوادث المرور في فرنسا ، حيث يسجل مثلا حادث مرور من بين ثلاثة سببه النعاس بما يقدر ب 90 ألف حادث سنويا. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية يعتبر النعاس مسؤول عن 100ألف حادث مروري سنويا بما يقارب 1550 قتيلا و 71000جريح ،مما يتسبب في خسائر مادية فادحة تصل إلى 12000 مليون دولار أمريكي .والطالبان يحضران لشهادة الدكتوراه نظام «LMD" بنفس الجامعة ، و بصدد تحضير ملف براءة الإختراع لإيداعه لدى المعهد الوطني للملكية الصناعية ، يحذوهما طموح كبير في تطوير اختراعهما على مستوى فريق بحث مخبر الإشارة و الصور في مجال أمن الطرقات المشار إليه سابقا ، بالإضافة إلى تجسيد عدة أفكار تصب في مجال أمن الطرقات. أما بالنسبة للطالب عبد الله شخصيا كما قال فهو حاليا يعمل في التطوير في مجال الحماية وأنظمة المراقبة الذكية. و يرى بأن مشروعهما يمكن أن يصبح مجسدا ميدانيا وذلك باستخدام كاميرا توضع أمام السائق لمراقبته بحيث تكون غير مزعجة تماما له، بالإضافة إلى “معالج الإشارة الرقمية" المجسد عليه برنامجهما المقترح والذي يقوم بدوره بتحليل الصور الناتجة عن الكاميرا باستشعار نعاس السائق، حيث يقوم النظام بتنبيهه. و هو يرى بأنه لو تم دعم وتبنّي اختراعهما من طرف إحدى صيغ تشغيل الشباب و تطوير هذا المشروع لأمكن تجسيده ميدانيا على الساحة المحلية و حتى العالمية، وبالإمكان أيضا أن تتبناه شركة خاصة أو مستثمر بدلا من أن يهمل مع مرور الأيام. مؤكدا على فعالية هذا النظام بالنسبة للمجتمع، بالنظر إلى الخسائر البشرية والمادية والإجتماعية وغيرها من الخسائر الواقعة بسبب الحوادث الناتجة عن تعب ونعاس السائقين، وذلك بالمساعدة في تقليل حوادث الطرقات وعدد الوفيات والإصابات الخطيرة الناتجة عنها، والتقليل من التأثيرات الإجتماعية و الإقتصادية.