تهريب الحليب الطازح وأبقار الدعم الفلاحي إلى تونس أحبطت مساء أمس الأول مصالح الدرك الوطني بالطارف محاولة تهريب حوالي 2500 لتر من حليب الأبقار الطازج الذي تم جمعه من قبل مهربين من مختلف مناطق الولاية خاصة الغربية والجنوبية المعروفة بنشاط تربية الأبقار وهي الكمية التي كانت معبأة في براميل من الحجم الكبير على متن مركبتين نفعيتين في طريقها للتهريب عبر المسالك الحدودية . وقد تم إعداد كمين لأفراد شبكة التهريب ما سمح بالإيقاع بهم متلبسين وبحوزتهم كميات الحليب وقد تم خلال العملية إلقاء القبض على 3مهربين يشكلون شبكات محورية مختصة في التهريب الحدودي. ويأتي دخول مادة الحليب قائمة التهريب بقوة في الآونة الأخيرة في ظل نقص وتزايد الطلب على هذه المادة الحيوية والتهاب أسعارها في تونس وهو ما أدى بالمهربين إلى تكثيف نشاطهم بجمع أكبر الكميات من حليب الأبقار من المربين عبر مختلف البلديات خاصة بالبلديات الحدودية والمناطق الجبلية المعروفة بنشاط تربية الأبقار و كذا من بعض الولايات المجاورة كقالمة سوق أهراس وعنابة ،حيث تأخذ فيه كميات الحليب الجزائري المهرب وجهته نحو وحدات إنتاج الحليب ومشتقاته في تونس لدعمها الحليب المحلي والذي يعاد تعبئته وتصديره على أنه حليب تونسي طازج والكميات الأخرى تعرض في المحلات التجارية . وذكرت مصادرنا بأن حليب الأكياس المعروض للبيع بالمحلات التجارية لم يسلم بدوره من تهريبه حيث أن الكميات التي توزع محليا باتت في قبضة المهربين ومن ثمة تحويلها إلى ما وراء الحدود، هذا في الوقت الذي تعرف فيه الولاية نقصا كبيرا في التزود بحليب الأبقار وحليب الأكياس . وهو الأمر الذي انعكس سلبا على أسعار بيعها في الأماكن المخصصة لها وعلى قارعة الطرقات إلى 100 دينار للتر بالنسبة لحليب الأبقار مقارنة بسعره السابق الذي كان في حدود 50 دينار/للتر ناهيك عن النقص الكبير المسجل كذلك في أكياس الحليب في السوق المحلية الذي قفزت أسعارها إلى أكثر من 40دينار ببعض المناطق الحدودية جراء التهريب وهي مرشحة للارتفاع . من جهة أخرى أفادت نفس المصادر أن أبقار الدعم الفلاحي التي تم استيرادها من الخارج والتي وزعت على المربين لإعادة الاعتبار لنشاط تربية المواشي و تحسين ظروف الساكنة في العالم القروي والريفي،لم تسلم هي الأخرى من التهريب ،حيث أن عشرات الرؤوس التي وزعت على المربين وهي من السلالة العصرية التي يفوق ثمنها 20مليون سنتيم للبقرة الواحدة في إطار برنامج «أنساج» والدعم الفلاحي وبرنامج التعويض عن الفيضانات كان مصيرها التهريب الى تونس .وهو ما دفع بعديد الأطراف إلى المطالبة بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات و الوصول إلى المربين المتورطين في تهريب أبقار الدعم الفلاحي نحو تونس ،في الوقت الذي تؤكد فيه مصادرنا بأن عدد رؤوس الأبقار المهربة من السلالة العصرية فاق 2500رأسا في السنوات الخمس الأخيرة وهو ما دق بشأنه مؤخرا بعض أعضاء المجلس الولائي ناقوس الخطر .