نفى أمس مدير الأمن العمومي بالمديرية العامة للأمن الوطني عميد أول للشرطة عيسى نايلي انسحاب عناصر الشرطة من الملاعب. وقال أن ما تم تداوله هو فهم خاطئ للقرار مضيفا بأن المديرية العامة للأمن الوطني ستقوم بإعادة تنظيم تواجدها أثناء المباريات الرياضية. وأكد مدير الأمن العمومي في اليوم الدراسي حول التنظيم الأمني للقاءات الرياضية الذي احتضنته مدرسة الشرطة بالصومعة بولاية البليدة، أن الشرطة لن تبقى في الصفوف الأمامية لمواجهة المناصرين، داعيا رؤساء الأندية الرياضية إلى ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات التي من شأنها أن تساعد مصالح الشرطة في حفظ النظام بالملاعب، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات التي اتخذتها المديرية العامة للأمن الوطني جاءت بعد استشارة واسعة للخبراء والمختصين في الميدان إلى جانب الاستفادة من التجارب الأجنبية ومنها التجربة الفرنسية. وشدد ذات المسؤول على أن دور الشرطة كقوة عمومية في حل النزاعات وحماية المنشآت وليس القيام بدور التنظيم داخل الملاعب ، ملفتا إلى أن تواجد عناصر الأمن داخل الملاعب سيكون بأعداد قليلة جدا على أن يقتصر دورها في محيط الملعب على حفظ النظام وتنظيم حركة السير. وأضاف مدير الأمن العمومي بأن تضافر الجهود بين كل المعنيين والتعاون والتنسيق فيما بينهم يمكن القضاء على مظاهر العنف التي تشهدها الملاعب. كما تحدث عن الأسباب التي تؤدي إلى العنف ومنها عدم تطابق الملاعب ومتطلبات الوقاية والأمن ، وهذا ما أدى حسبه، بالشرطة لتسخير قوات هائلة لسد هذا النقص المسجل على حساب مهام أخرى أساسية كان ينبغي على الشرطة أن تقوم بها، بالإضافة إلى غياب مخططات وقاية ونجدة بالملاعب وغياب التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية بحفظ النظام العام، إلى جانب غياب فضاءات الراحة ونقص النقل العمومي. و بحسبه فقد تحولت الملاعب من فضاءات للترفيه إلى فضاءات للتعبير عن المشاكل الاجتماعية من خلال ممارسة العنف،وأشار في هذا السياق إلى تجربة المباريات الدولية التي يحتضنها ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بحيث أن في اللقاء الأخير ضد البنين تم إحصاء حوالي 3آلاف مناصر يحملون التذاكر لم يتمكنوا من الدخول إلى الملعب بعد امتلاء المدرجات ، ولكن في هذه الحالة هؤلاء المناصرون واجهتهم الشرطة لكن في واقع الحال الأمر يتعلق كما قال بالمشرفين على اللقاء والمنظمين وليس الشرطة ، وهذه الأخيرة من المفروض تتدخل لفك النزاع فقط. وشدد نفس المتحدث على أهمية التنظيم و تخصيص مؤطرين وأعوان لهم كفاءة للإشراف على عمليات التنظيم في الملاعب وليس بتخويل المهمة لأشخاص لا علاقة لهم بالتنظيم يصطحبهم رؤساء فرق لاعتبارات بعيدة عن الرياضة. أما المفتش الجهوي لشرطة الوسط عميد أول للشرطة أحسن بوفناية فقد أكد على أن هذه الأيام الدراسية تأتي في إطار البحث عن التدابير الشاملة والمتكاملة لتحقيق الأمن في الملاعب وخلق أجواء تنافسية وأضاف أن الكل معني بحسب مسؤولياته. وأكد على ضرورة المعاينة الدقيقة للوضع الراهن وتدارك النقائص والسلبيات، وقال بأن الشرطة اليوم أصبحت المباريات الرياضية تكلفها كثيرا وذلك على حساب قضايا أخرى، بل وصل الحال حسبه إلى خسائر مادية وبشرية معتبرة. وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني سجلت 51 حادثا خلال الموسم الرياضي لسنة 2012- 2013 وتم تسجيل 140 مصاب منهم 111 من الشرطة إضافة إلى تضرر 40 مركبة منها 22 مركبة تابعة للأمن الوطني، في حين تم تسجيل في الموسم الرياضي الماضي 137 حادث أصيب خلالها 634 منهم 513 شرطي وتضرر 141 مركبة منها 83 مركبة تابعة للشرطة. من جانب آخر حمل المشاركون في اليوم الدراسي المسؤولية في تنظيم المباريات لرؤساء الأندية الذين تغيبوا عن هذا اللقاء ،ومن بين التوصيات التي خرج بها اليوم الدراسي ضرورة استحداث منسق للأمن والوقاية لدى رئيس كل نادي بالإضافة إلى جعل المنشآت تستجيب تدريجيا للمعايير المعمول بها، إلى جانب تحديد المسؤوليات الجزائية في الملاعب ومعاقبة المخالفين للتنظيم المعمول به وكذا سنّ تشريعات قانونية تحدد بدقة مهام عناصر الشرطة .