الجزائر تفقد شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي توفي منتصف نهار أمس شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي عن عمر يناهز 82 سنة بمقر منزله الكائن بحي بومرشي وسط مدينة سطيف. وبرحيله تفقد الكرة الجزائرية واحدا من خيرة أبنائها ومجاهدا خدم القضية الجزائرية خلال الثورة وبعدها، ويكفي أن كأس إفريقيا الوحيدة التي حصلت عليها كانت تحت قيادته للمنتخب الوطني. النصر وفور سماعها بهذا الحدث الأليم انتقلت إلى منزله حيث شهد توافد المئات من المواطنين وأصدقاء الفقيد وزملائه السابقين وشخصيات كروية وسياسية يتقدمهم والي الولاية الذي قدم تعازيه باسم السلطات العليا، وقد انتشر نبأ وفاة المرحوم في المدينة بسرعة حيث تأثر الجميع لرحيل أحد أعمدة الكرة الجزائرية، خصوصا أنه يمتلك مكانة خاصة في قلوب السطايفية والجزائريين بصفة عامة بالنظر للمكانة التي يحتلها والتاريخ الكروي الكبير الذي تركه خلفه، من بين الأشخاص الذين حضروا لاعبين قدامى على غرار عبد الحميد صالحي، وبن جاب الله دراجي ويسعد بورحلي و ماتام وغيرهم، حيث أبوا إلا أن يواسوا عائلة الفقيد خصوصا أبنائه الذين فجعوا برحيله، رغم أنه كان يعاني من مرض عضال ألم به قبل عدة أشهر من الآن، وكان يعالج على مستوى المستشفى العسكري بيعن نعجة، لكن المرض استشرى في جسده وقامت عائلته بتلبية آخر أمنياته وهي الوفاة في بيته وفي كنف أسرته، المرحوم يملك سجلا كرويا ثريا وثقيلا ويكفيه فخرا أنه قاد الجزائر لنيل اللقب القاري الوحيد في خزانتها سنة 1990 لما أطاح بالمنتخب النيجيري بملعب 5 جويلية، إضافة إلى تأهيله المنتخب الوطني أواسط للمشاركة الوحيدة في كاس العالم 79، يذكر أن الراحل بدأ مسيرته الكروية مع اتحاد سطيف قبل أن يحترف في فرنسا في ميلوز ثم كون ثم أولمبيك ليون، ليلبي نداء الواجب سنة 58 ويلتحق بفريق جبهة التحرير الوطني بتونس الذي تأسس في 13 أفريل من ذات السنة، وتشاء الصدفة أن تصعد روحه الطاهرة لبارئها في ذات اليوم من سنة 2013، حيث كان في أوج عطائه وتركت مغادرته استفهامات كبيرة وحزنا شديدا في مدينة ليون التي كان يصنع أفراح فريقها، وبعد نهاية الثورة التحريرية التحق بأرض الوطن وبالضبط بفريقه اتحاد سطيف كلاعب ومدرب، وبعد سوء تفاهم مع مسيري هذا الفريق غادر نحو وفاق سطيف الذي نال معه كأس الجمهورية كلاعب ومدرب في نفس الوقت سنة 1966 أمام نادي سكيكدة، ليباشر بعدها مشوارا كرويا كبيرا لا يختلف عن جهاده في الثورة مع فريق جبهة التحرير بجانب مخلوفي وسوكان وآخرين رفعوا الراية الجزائرية عاليا، وكان للشيخ الفضل في تكوين واكتشاف العديد من اللاعبين و حصد العديد من الألقاب مع الفرق التي دربها على غرار وفاق سطيف و مولودية العاصمة. شيخ المدربين كما أطلق عليه سيظل اسما كبيرا في سماء الكرة الجزائرية بفضل تضحياته الكبيرة ، حيث يحتفظ رفقاؤه بحبه الكبير لأبناء وطنه وتفانيه في خدمته عن طريق الرياضة.وتبقى الإشارة في الأخير أن جنازة المرحوم ستشيع أمسية اليوم بعد صلاة الظهر انطلاقا من مقر مسكنه ببومرشي. رمزي تيوري بوتفليقة و سلال يعزيان عائلة الفقيد بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس ببرقية تعزية إلى عائلة الفقيد عبد الحميد كرمالي أشاد فيها بخصال ومناقب الفقيد في مسيرة التحرير، وما بعدها، كما وجه الوزير الأول السيد عبد المالك سلال برقية تعزية إلى عائلة الفقيد أكد فيها أن عالم كرة القدم يفقد اليوم أحد أبرز ممثليه وكتب الوزير الأول في برقيته "ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة عبد الحميد كرمالي أحد الوجوه البارزة لكرة القدم الوطنية وذكر السيد سلال أن الفقيد لم يتردد لحظة واحدة عندما دعت الجزائر خلال الحرب أبناءها الموهوبين لتشكيل فريق جبهة التحرير الوطني المجيد الذي حمل عبر ملاعب العالم أجمع الرسالة التحريرية للجزائر المكافحة. وأضاف الوزير الأول أن الفقيد علاوة على مشواره المتألق كلاعب فقد حقق نجاحا كبيرا خلال مشواره كمدرب والذي توج بنيل لقب بطل إفريقيا للأمم سنة 1990 بالجزائر العاصمة. وأكد السيد سلال في برقيته قائلا " أمام هذا المصاب الأليم لا يسعني إلا أن أتوجه بالتعازي الصادقة إلى عائلة الفقيد وإلى عالم الرياضة وبالأخص عالم كرة القدم الذي فقد برحيل عبد الحميد كرمالي أحد أبرز ممثليه. توفي عبد الحكيم كرمالي مدرب أسبق للمنت خب الوطني لكرة القدم والذي كان يلعب في صفوف فريق جبهة التحرير الوطني بعد ظهر أمس السبت في منزله بسطيف وذلك عن عمر ناهز 82 سنة بعد مرض عضال.