القسنطينيون على موعد مع موسم تقطير الورد و الزهر استعاد محيط حديقة بشير بن ناصر بوسط مدينة قسنطينة حلته المفعمة بالألوان باحتضانه معرض النباتات و تقطير الورد و الزهر الذي ارتبط بعيد الربيع و يوم العلم المصادف ل16أفريل من كل سنة، بمشاركة حوالي 16 عارضا من أصحاب المشاتل و هواة بيع النباتات العطرية إلى جانب جناح خاص بعادة تقطير الورد الراسخة في ذاكرة مدينة الصخر العتيق. و يشهد المعرض كعادته ترّدد محبي النباتات و الزهور و أصحاب اليد الخضراء الباحثين عن أنواع جديدة يضمونها إلى مجموعتهم النباتية بحديقة البيت أو بشرفة الشقة، كما يثير فضول الكثير من المارة الذين يتوقفون لتأمل الأزهار و النباتات مختلفة الألوان و الأشكال و الأصناف. و عرف جناح تقطير الورد و الزهر إقبالا ملفتا للراغبين في اقتناء قارورة ماء عطري مقطر لاستغلاله في إعداد حلويات و أطباق شعبية، أو لإعداد مستحضرات تجميل تقليدية، مثلما ذكرت إحدى الزبونات التي كانت تنتظر استلام قارورة الورد الذي أعدّها لها البائع الشاب بخيمته المجهزة ب"طبونة" و جهاز تقطير أو "قطّاّر" كما يطلق عليه محليا. و أسرت إحدى الشابات بأنها تعوّدت على شراء قارورة صغيرة لاستخدامها في تحضير أقنعة التجميل أو سائل تنظيف البشرة بعد إزالة الماكياج، فيما قالت امرأة مسنّة بأنها لم تعد قادرة على ممارسة عادة التقطير بمفردها لما تتطلبه من جهد كبير ، فلجأت إلى شراء ماء ورد جاهزا لاستغلاله لعلاج حساسية العين أو الرمد الربيعي. و خلافا للطبعتين السابقتين اللتين نظم فيهما المعرض داخل حديقة بن ناصر بساحة لابريش، خرجت الطبعة الحالية من جديد إلى محيط الحديقة، حيث وضعت الخيم على طول الرصيف الذي ملأته باقات و أصص النباتات بمختلف أنواعها البلاستيكية و الفخارية،إلى جانب أنواع الأتربة و بذور النباتات المعروضة هي الأخرى للبيع.و قال عدد من المارة الذين تحدثت إليهم النصر بأنهم تعوّدوا على معرض النباتات و ينتظرون موعده لشراء شتلات نبتات جميلة قابلة لإعادة الغرس أو لاستعمالها لغرض التزيين.و تأسف أحد الشباب لغياب باعة الهامستر و السلاحف المائية الصغيرة التي تعّدوا على رؤيتها في هذه التظاهرة إلى جانب السلاحف المائية الصغيرة و العصافير. وبالموازاة مع موسم التقطير يشهد سوق النحاس بحي رحماي عاشور هو الآخر تضاعف أسعار أجهزة التقطير التي قد تتجاوز ال30ألف دج، مما يحول دون تمكن الكثير من الأوفياء لهذه العادة الشعبية من ممارستها. و للإشارة فإن التظاهرة ستستمر إلى غاية نهاية الشهر الجاري.