التهاب أسعار الورد و الزهر يحرم أوفياء التقطير من عادة الأجداد بقسنطينة عرفت أسعار الورد و الزهر ارتفاعا ملفتا هذه السنة، مما جعل بعض العائلات الوفية لعادة تقطير هذه الأزهار العطرية تتخلى عن عادة عريقة ارتبطت بتقاليد مدينة قسنطينة منذ عهد بعيد. و في جولة بمعرض نباتات الزينة الذي يحتضن فضاء «دنيا طرائف « بساحة «لابريش»منذ منتصف شهر أفريل، أكد عدد من العارضين تضاعف أسعار الورد بشكل خاص بنحو ثلاث أضعاف مما كان عليه في السنتين الماضيتين مرجعين ذلك إلى عدم استقرار أحوال الطقس، حيث قال بائع كان يعرض سلعته بمدخل ساحة «دنيا طرائف» بأن سعر «مرشانة»ورد (يعادل أربع كبب بلغة أصحاب المهنة) وصل إلى 14000دج الأسبوع الماضي. و استطرد شيخ كان يعرض هو الآخر بعض الورد للبيع بثمن 4800دج ، أن الموسم الحالي سجل تراجعا في عمليات القطف بسبب سوء الأحوال الجوية و بالأخص بعد تكرر تساقط البرد. و ذكر بائع آخر في جناح لبيع الماء المقطر لمختلف النباتات «عطرشة، ورد، زهر وغيرها « بأن تزايد الإقبال على هذه المستحضرات السائلة ساهم بشكل كبير في التهاب الأسعار التي وصفها بغير المعقولة. و أضاف معلقا» فقدت عادة التقطير قيمتها التقليدية عندما تحوّلت إلى مصدر للتفاخر». و تحدث بعض الباعة عما وصفوه بتطفل الانتهازيين الذين ينشطون في كل المجالات المدرة للربح السريع كما قال البائع محمود الذي أشار إلى تفطن أصحاب البساتين لاحتيال البعض ممن يشترون سلعهم بأرخص الأثمان و يعيدون بيعها بضعف سعرها، و هو ما دفع البعض إلى التكفل بعملية البيع بأنفسهم، غير أن ذلك لم يشفع للزبون طالما ظلت الأسعار على حالها مرتفعة . و قال صاحب مشتلة بضاحية قسنطينة أن تزايد استعمال صالونات التجميل للماء المقطر و بالأخص ماء الورد، لعب هو الآخر دورا مهما في مضاعفة اهتمام الشباب بتقطير و بيع السوائل المقطرة بعد أن كانت العملية تقتصر على النساء المسنات و لا تخرج عن الحيّز العائلي و الاستعمال المنزلي. و بسوق النحاس بحي باردو سابقا شهدت أسعار أجهزة التقطير هي الأخرى ارتفاعا محسوسا ، حيث وصل سعر هذا الجهاز التقليدي إلى 30ألف دج فيما تراوحت أسعار الأجهزة المصنوعة من مواد بديلة للنحاس بين 7و 15ألف دج. و إن حالت الأسعار المرتفعة دون تمكن الكثير من الأوفياء لعادة التقطير من ممارسة عادتهم هذه السنة، فذلك لم يمنع البعض من الاكتفاء باقتناء قارورات صغيرة لمياه الورد أو الزهر مثلما هو حال الحاجة زليخة بن حسين التي التقيناها بمعرض دنيا طرائف و التي أخبرتنا بأنها لأول مرة تجد نفسها عاجزة عن شراء «كبة ورد» ، فاكتفت بشراء قارورة جاهزة من أحد الشباب المشاركين في المعرض بسعر 200دج لاستعمالها كدواء للعيون عند الحاجة على حد قولها.