الجزائر ترفض الربط بين نشر قوات أمريكية في اسبانيا والأوضاع الداخلية في البلاد نفت وزارة الخارجية، وجود أي علاقة، بين القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية، بنشر قوات تدخل خاصة تابعة للمارينز في قاعدة مورون دي لفرونتيرا في إقليم إشبيلية جنوباسبانيا، والأوضاع الداخلية للجزائر، وردت الخارجية، على ادعاءات وردت في مقال صدر في صحيفة "القدس العربي" اللندنية، أعطت انطباعا بان واشنطن تجهز وحدة عسكرية للتدخل في الجزائر في حال نشوب اضطرابات، وربط صاحب المقال بين القرار الأمريكي والانتخابات الرئاسية في 2014. المقال الذي وصفه الناطق باسم الخارجية، عمار بلاني ب"السخيف"، ربط بين قرار الولاياتالمتحدة نشر قوات تدخل خاصة تابعة للمارينز في قاعدة مورون دي لفرونتيرا في إقليم إشبيلية جنوباسبانيا، وتطورات واضطرابات محتملة في دول شمال المغربي العربي. وكتب صاحب المقال في ادعاءاته أن "الأمر قد يتعلق بالجزائر بسبب ما قد تحمله الانتخابات الرئاسية المقبلة" من انعكاسات سياسية. واعتبرت الجزائر على لسان الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية، السيد عمار بلاني، أن مضمون المقال الصادر في يومية القدس العربي و الذي تناول الوضع السياسي والاستقرار في الجزائر "سخيف و لا أساس له كليا". وصرح الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية لوكالة الأنباء الجزائرية ، أمس، أن "المقال الصادر في يومية القدس العربي من قبل صحفي معروف في محيطنا الجغرافي القريب يعد مزيجا من التفاهات غير البريئة و إشارة مسمومة حول الوضع السياسي و الاستقرار في الجزائر و سخيف و لا أساس له كليا". كما أوضح بلاني أن "الإجراءات التي جاءت في المقال ليست موجهة إلى بلد معين كما أنها لا تخص بلادنا". وكانت الحكومة الاسبانية، أقدمت الجمعة، على الترخيص لقوات المارينز. وصرحت نائبة رئيس حكومة مدريد، ثورايا سانس سانتا ماريا أن الترخيص يخضع لاتفاقية التعاون العسكري الموقعة سنة 1988 بين البلدين. ورغم تأكيد الحكومة الاسبانية، أن منح الترخيص للتواجد الأمريكي في قاعدتها لا يستهدف أي دولة معينة في المغرب العربي، إلا أن صاحب المقال أصر على أن الأمر "قد يتعلق بما قد يحدث في الجزائر أو المغرب" بحكم أن قوات قاعدة مورون دي لفرونتيرا قريبة جدا من البلدين، بينما قوات المارينز في إيطاليا هي الموكول لها التدخل في تونس وإيطاليا بحكم القرب الجغرافي. واجتهد صاحب المقال في تحليلاته للوصول إلى نتيجة مفادها بان "واشنطن تجهز نفسها للتدخل عسكريا في الجزائر في حال حدوث اضطرابات"، وزعم كاتب المقال "أن قرار البنتاغون بنشر هذه القوات الخاصة المعروفة بتدخلها في الأزمات ربما بسبب عدم ارتياح واشنطن لما يجري في الجزائر من اضطرابات في الجنوب . وتعتبر قاعدة مورون دي لفرونتيرا ذات الاستعمال المشترك مع القوات الإسبانية، وتتمركز فيها قوات جوية أمريكية، ولكن ينضاف إليها هذه المرة 500 من قوات المارينز. وعلاوة على هذا الحضور العسكري، توجد في قاعدة روتا في إقليم قادش وحدات خاصة للتدخل العسكري في وقت الأزمات خاصة في مضيق جبل طارق لحماية حرية الملاحة البحرية. ولم تستبعد بعض الأوساط، أن يكون اللوبي المغربي وراء هذه الحملة الإعلامية الجديدة التي تستهدف الجزائر، لعدة اعتبارات لعل أهمها، أن مثل هذه المزاعم صدرت مباشرة عقب اقتراح واشنطن توسيع مهمة البعثة الأممية للصحراء الغربية لتشمل حقوق الإنسان، وفي نفس التوقيت تقريبا، صدرت مقالات أخرى في صحف مغربية، تزعم بان الجزائر تقف وراء الاقتراح الأمريكي للزج بالمغرب في صراعات داخلية تؤدى بها إلى حروب. وهو ما يكشف هذيان الإعلام المغربي، والذي يستهدف الجزائر في الفترة الأخيرة، يكشف تخبط المخزن الذي فشل في معالجة مطالب اجتماعية للمواطنين المغاربة ويحاول لفت توجيه الأنظار صوب قضايا أخرى قد تنسي المغاربة مشاكلهم اليومية. أنيس نواري