كثفت واشنطن نشاطها الاستخباراتي في منطقة المغرب العربي متخذة من الاعتداءين الإرهابين على سفارتها في ليبيا والجزائر بعد حادثة احتجاز الرهائن بتيغنتورين، حيث كشفت أمس الحكومة الإسبانية الترخيص للبنتاغون الأمريكي بنشر 500 من قوات المارينز في قاعدة مورون دي لفرونتيرا بإقليم إشبيلية الأندلسي تحسبا للتدخل في المغرب العربي في حالة وقوع اضطرابات تهدد الأمريكيين. وأكدت نائب رئيس حكومة مدريد، ثورايا سانس سانتا ماريا، أن هذا الترخيص الذي صادق عليه المجلس الحكومي، يخضع لاتفاقية التعاون العسكري الموقعة سنة 1988 بين البلدين. وتابعت هذه المسؤولة أن الأمر يتعلق ب500 من قوات المارينز وثمان طائرات عسكرية. وتعتبر قاعدة مورون دي لفرونتيرا ذات الاستعمال المشترك مع القوات الإسبانية، وتتمركز فيها قوات جوية أمريكية، ولكن ينضاف إليها هذه المرة 500 عنصر من قوات المارينز، وعلاوة على هذا الحضور العسكري، فتوجد في قاعدة روتا في إقليم قادش وحدات خاصة للتدخل العسكري في وقت الأزمات، خاصة في مضيق جبل طارق لحماية حرية الملاحة البحرية. وأكدت مدريد أن القوات الجديدة التي ستتمركز في مورون دي لفرونتيرا لمدة سنة وسيكون من مهامها حماية المنشآت والمواطنين الأجانب في منطقة المغرب العربي، وخاصة للرد السريع في ظل التقلبات التي تشهدها الدول التي تشهد الربيع العربي ومنطقة الساحل. ويبرز السفير الأمريكي ألان سولومونت في تصريحات نقلتها وكالة أوروبا برس أن التواجد العسكري الأمريكي هو مؤقت في أفق التوصل إلى اتفاقيات مع دول إفريقية لنشر وحدات القوات الأمريكية الإفريقية ”أفريكوم”. وفي السياق ذاته تكشف مصادر مسؤولة نقلا عن وسائل إعلام أمريكية استخدام قاعدة للطيران الجوي في جزيرة صقلية بإيطاليا في عمليات التخطيط والإسناد للقوة الأمريكية، لكن بدون مشاركة من جانب حلف شمال الأطلسي وإيطاليا. وتتزامن مثل هذه المعطيات مع ما أوردته تقارير إعلامية أمريكية حول شراء الولاياتالمتحدةالأمريكية جزرا يونانية معروضة للبيع وهي الخطوة التي اتخذتها بعد تعرضها للإفلاس ما يعزز فرضية تسهيل مهمة التجسس على دول الشمال الإفريقي.