علم من مصادر موثقة بأن مصالح الأمن بعنابة فتحت تحقيقا في عملية ترويج أقراص مضغوطة لمشايخ من السعودية تدعو إلى بطلان فتوى إجازة الصيد غير القانوني للمرجان ردا على فتوى منسوبة لمحمد علي فركوس شيخ السلفية في الجزائر يجيز فيها صيد المرجان من قبل الأشخاص الذين لا يملكون أي دخل لإعالة أسرهم. وتضيف ذات المصادر بأن مصالح الأمن تمكنت من تحديد مكان ترويج الأقراص على مستوى حي سيدي سالم الشعبي التابع إداريا لبلدية البوني والذي يقطن به عدد كبير من أفراد شبكات صيد وتهريب المرجان نحو تونس، يعتقد أنهم يهدفون من خلال نسب الفتوى لشيخ فركوس حسب مصادرنا لتبرير عملهم من الناحية الشرعية . هذا ما دفع احد السلفيين المنحدرين من المنطقة والمقيم في السعودية بطرح المسألة على رجال دين بالمملكة العربية السعودية للرد على الفتوى ، التي أصبحت رائجة على نطاق واسع بمدينتي عنابة والطارف ، والذين أفتوا بدورهم ببطلان فتوى فركوس. كما أشار عدد من السلفيين بعنابة بأن الفتوى المنسوبة لا أساس لها من الصحة وان الذين يروجونها يسعون لتبرير عمليات نهب المرجان على طول الشريط الساحلي بين عنابة والقالة مستدلين بأنه " لايجوز الخروج على الحكم وكل القوانين التي تحكم الجمهورية " خاصة وان السلطات تمنع استغلال الحقول المرجانية بناء على مرسوم تنفيذي صدر في 15 فيفري 2007 . ، وحسب المصادر التي أوردت الخبر فان تحريات مصالح الأمن أفضت إلى اكتشاف عدد من الملتحين يمتلكون زوارق سياحية كبيرة " لزوربور "يستخدمونها لصيد المرجان يحصلون على تراخيص من قبل المصالح المختصة تحت غطاء "مركب لنزهة والسياحة " بعرض البحر ليقوموا بنهب منظم للمرجان باستخدام وسائل جر وسحب تستعمل عن طريق أجهزة متطورة في تحديد مواقع تواجد المرجان كجهاز "جي بي أس" الكاشف للأعماق . عملية تهريب المرجان لا تزال متواصلة عبر ميناء القالة باتجاه تونس وسط الطلب المتزايد على الذهب الأحمر من قبل الشبكات الدولية التي تتاجر بهذه المادة التي يقدر الكيلوغرام الواحد منها ما بين 40 و80 مليون سنتيم. وحسب مختصين في مجال الصيد البحري فان نمو المرجان بالسواحل الجزائرية يتطلب 15 سنة مقبلة من أجل استغلاله بطريقة قانونية ومدروسة بعد استنزاف هذه الثروة في السنوات الأخيرة من قبل الصيادين . وأرجعت وزارة الصيد البحري توقيف الاستغلال الشرعي وإرجائه إلى سنة2015 إلى تمكين الشعاب المرجانية من النمو وذلك بعد مسح شامل للسواحل لتحديد مناطق وجود الثروة المرجانية، وأفضت عملية المسح إلى اكتشاف مناطق مرجانية جديدة بالقالة لم تستغل من قبل، بينما تضرر البعض الآخر بشكل كبير جراء النهب الفوضوي للمرجان الجزائري المطلوب بكثرة لصناعة المجوهرات النفيسة لنوعيته العالية على مستوى دول البحر الأبيض المتوسط.