قوات الأمن التونسية تتظاهر احتجاجا على ضعف تجهيزاتها في مواجهة الإرهاب تواصل قوات الأمن التونسية عمليات التمشيط بغرض ملاحقة مجموعة من الإرهابيين التونسيين بمنطقة الشعانبي الجبلية التي زرعت بها ألغام تقليدية تسببت في سقوط جرحى في صفوف الجيش والحرس الوطني. فقد أعلنت وزارة الداخلية التونسية استمرار ملاحقة مجموعة من الإرهابيين التونسيين أمس الجمعة في جبل الشعانبي حيث اصيب هذا الأسبوع خمسة عشر من عناصر قوات الأمن جراء انفجار الغام. وقال المتحدث باسم الوزارة علي العروي وفق ما قلته وكالة الأنباء الفرنسية أن عمليات التمشيط التي تقوم بها قوات الدفاع والحرس الوطني تتواصل في جبل الشعانبي.وامتنع عن تقديم مزيد من الايضاحات حول عمليات التمشيط، ولم يشأ التحدث عن العمليات الجارية في منطقة الكاف حيث تنشط مجموعة أخرى من الإرهابيين. وذكرت ذات الوكالة أن العسكريين ضربوا طوقا أمنيا حول الجبل وأقاموا نقاط مراقبة على مدخل القصرين كبرى مدن هذه المنطقة، مع وصول تعزيزات عسكرية إضافية.وتطارد القوات المسلحة التونسية منذ الاثنين الماضي مجموعة زرعت الغاما في جبل الشعانبي بعبوات يدوية الصنع تسببت في سقوط جرحى في صفوف الجيش والحرس الوطني، فقد بعضهم بعض أعضائهم.وأفادت شهادات جنود وعناصر الحرس الوطني بثتها مؤخرا وسائل الاعلام التونسية أن مجموعة مدربة ومدججة بالسلاح تقيم معسكرا محصنا في هذه المنطقة.وأفاد مصدر أمني للوكالة الفرنسية أن بعض الإرهابيين قد يكونوا اتوا من شمال مالي.وتحاول القوات التونسية منذ ديسمبر الماضي القبض في تلك المنطقة الجبلية على إرهابيين متورطين في اعتداء اسفر عن مقتل احد عناصر الحرس الوطني، كما افاد الناطق باسم وزارة الداخلية. وينتقد معارضون ومراقبون بشدة منذ الاثنين قلة استعداد الحكومة التونسية التي تقودها حركة النهضة الاسلامية في حين تشهد البلاد منذ أشهر تنامي التيار السلفي.كما يتصاعد الغضب في صفوف قوات الأمن التي تنتقد قلة تجهيزاتها لمواجهة عدو منظم.وتظاهر ما بين 300 الى 400 من عناصرها أمام الجمعية الوطنية التأسيسية أول أمس مطالبين بوسائل افضل ورددوا شعارات تحذر من الانتشار الخطير للإرهاب في تونس.ويبدو أن هذه العمليات هي الأخطر منذ أحداث سليمان التي تبعد اربعين كلم عن تونس العاصمة، عندما قاتلت القوات التونسية نهاية 2006 وبداية 2007 حوالى ثلاثين من العناصر الإرهابية وتحدث نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي اطاحت به ثورة جانفي 2010، حينها عن سقوط قتيل في صفوف الجيش وشرطيين و 13 من الإرهابيين.و كان الرئيس التونسي منصف المرزوقى قد أكد أن الاصابات التي لحقت أمنيين وعسكريين جراء الغام زرعها ارهابيون بجبل الشعانبى من ولاية القصرين تعتبر منعطفا غير مسبوق يهدد أمن البلاد ونجاح ثورتها. و قال أن هؤلاء الارهابيين هم ضحية غسل للدماغ وتراكمات سنوات طويلة من التهميش والفقر مضيفا أن هذا الأمر يتطلب معركة فكرية من أجل إرساء الدولة المدنية التى تكرس يكون فيها الاسلام معتدلا، مشددا على أن المعالجة الامنية لهؤلاء يجب أن تكون أيضا فى إطار حقوق الإنسان.