الشعب كان غائبا عن كل التعديلات التي عرفها الدستور الجزائري رافع أمس رئيس حزب الجبهة الوطنية موسى تواتي من أجل نظام برلماني، يكون الاختيار فيه للشعب حول طبيعة الحكم الذي يناسبه، خلال افتتاحه للندوة الجهوية لمنتخبي حزبه لمنطقة الشرق التي احتضنتها قاعة المركز الثقافي عبد الحميد بن باديس.وفي تدخله تطرق رئيس الأفانا مطولا إلى تعديل الدستور، الذي قال بخصوصه أنه عدل في ست مرات، في غياب سلطة الشعب، متسائلا إن كان التعديل السابع يكون بمثابة قانون عضوي أو يمر عبر المجلس الشعبي الوطني، مشيرا في سياق حديثه إلى أن الجزائر و في ظرف 50سنة من الاستقلال قامت بتعديل دستورها ست مرات :" هل نحن أحسن من الشعوب الأخرى التي حافظت على دساتيرها، عكس ما يحدث في بلدان أخرى التي لم تمس دساتيرها". مستدلا على ذلك بأمريكا و بريطانيا و فرنسا هذه الأخيرة التي لم تعدل دستورها سوى سنة 1958، وفي هذا الصدد أكد تواتي أن التعديلات التي خضع لها الدستور، كانت دون استشارة الشعب المغيب، مشيرا إلى أن حزبه يدافع عن النظام البرلماني الذي تعود فيه الاستشارة للشعب و قال :" لا يمكن تعديل الدستور دون استفتاء شعبي، علينا أن نعود إلى صياغة ميثاق وطني، ونترك الحرية لإختيار صيغة الحكم للشعب ". معتبرا أن الجزائر و منذ الاستقلال، لم تحترم في صياغة الدستور إرادة لشعب، وهذا بعيدا عن بيان أول نوفمبر الذي يدعو لإقامة نظام جمهوري ديمقراطي في إطار المبادئ الإسلامية. كما انتقد تواتي من أسماهم بالمتشبثين بفرنسا، متسائلا كيف يكون عدو الأمس، هو المرجع، مشيرا إلى أن الأطماع الفرنسية التي مازالات قائمة في الجنوب. كما تطرق تواتي أمام منضاليه لمرض الرئيس الذي تمنى له الشفاء، معبرا عن امله أن يقدم الرئيس تقريرا مفصلا عن مرضه للشعب، مشيرا إلى ضرورة احترام القانون في هذا المجال . ورسم تواتي صورة قاتمة عن الوضع الاقتصادي و الاجتماعي، حيث أوضح أن السياسات التي اعتمدت في هذا المجال لم تؤسس لمستقبل زاهر لهذا الشعب، الذي مازال يعاني من الفقر، رغم توفره على طاقات بشرية هائلة، متسائلا ماذا سنترك للأجيال القادمة؟ ، بعدما ينفذ البترول سنة 2025 و الاراضي الفلاحية غزاها الإسمنت. وفي ختام تدخله أكد تواتي أن حزبه سيظل نصير وصوت "الزوالية" وأنه سيبقى ضمن المعارضة التقويمية، ولسانا حادا ينتقد كل التجاوزات.