عدسات " نادي سيرتا للصور" تصطاد المناظر النادرة يبحر « نادي سيرتا للصور « نحو عالم الإبداع الفوتوغرافي بمجموعة من عشاق آلة التصوير الذين يبحثون عن المتعة بأعينهم، و يصطادون أجمل اللقطات التي يثّبتونها إلى الأبد بعدساتهم الجوالة في كامل أرجاء المدينة لالتقاط أحلى الانعكاسات الضوئية و التباينات اللونية عبر المناظر الطبيعية الساحرة في كافة أرجاء المدينة. رغم أن النادي ولد منذ أقل من شهرين بمبادرة هي الأولى من نوعها بقسنطينة من تجسيد الفنان التشكيلي و المصور الفوتوغرافي حسان شرفي، إلا أن هذا النادي بدأ مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن تأسيسه بإنشاء صفحة خاصة به تحمل اسمه على موقع الفايسبوك،ثم تنظيم العديد من الخرجات الفنية من أجل تصوير المناطق الطبيعية و صخور قسنطينة على طول كورنيشها الذي يؤدي إلى جسر سيدي مسيد، لتكون هذه المناظر ساعة الغروب هي أول الصور التي ضبط أعضاء النادي كاميراتهم عليها معا، في انتظار تصوير منطقة جبل الوحش نهاية الأسبوع الحالي ضمن مجموعة أكبر تضم الأعضاء و أصدقاء النادي، فالدعوة عامة و مفتوحة للجميع كما أكد المصور حسان شرفي. لم يحدد « نادي سيرتا للصور « منذ البداية شروطا للانضمام إليه بل بالعكس يفتح هذا الفضاء الفني أبوابه أمام كل الهواة أو المحترفين الراغبين في الإبداع بكاميراتهم الفوتوغرافية و البحث عن الجمال أينما كان خاصة في أرجاء قسنطينة التي تستحق كل زاوية فيها أن تصور آلاف المرات، بأكثر من كاميرا و برؤية متجددة كل مرة: « قسنطينة تستحق أن يتناقل كل العالم صورها الجميلة التي تبرز تميزها و تألقها، و نرجو أن يكون مصورو هذا النادي هم أحسن رسول عنها و أحسن مصورين فنيين محترفين « ،قال الفنان مشيرا إلى أن النادي يضم بين أعضائه مصورين هواة و محترفين من كامل الأعمار كالمصور المحترف لحسن عكاشة البالغ من العمر 88 سنة أحد أول المصورين الحاصلين على شهادة علمية في التصوير الفوتوغرافي بقسنطينة، و الذي يتطلع لاقتسام خبرته الطويلة مع هواة النادي الذين لا يتجاوز بعضهم سن الخامسة عشر و مازالوا يتعلمون أبجديات التصوير الفوتوغرافي و يكتشفون شيئا فشيئا أسرار آلاتهم الصغيرة، مدفوعين بحب التعلم و فضول الاستكشاف و التعرف على مدينتهم و جغرافيتها بنظرة مغايرة لم يجربوها من قبل،حيث فتحت هذه المبادرة أمامهم آفاقا جديدة لوضع خطواتهم الأولى في عالم التصوير المحترف معتمدين في البداية على حسهم الفني و حبهم لهذا المجال. لصقل هذه المواهب الشابة ينظم « نادي سيرتا للصور» خرجة سياحية واحدة على الأقل كل أسبوع من أجل التقاط أكبر قدر ممكن من صور المناظر الطبيعية الجميلة التي يصادفونها حولهم .ثم يختار منها كل مصور أفضل ثلاث أو أربع صور يتم عرضها في شاشة كبيرة عند لقاء الأعضاء الأسبوعي « بدار الثقافة محمد العيد آل الخليفة « ، أين تتم مناقشتها و يتحدث كل مصور عن أعماله لبضع دقائق قبل أن يترك المجال لمن هم أكثر خبرة منه في النادي ليتحدثوا عن الجانب التقني في الصورة من ناحية الإضاءة و الإطار و كيفية ضبط الآلة أثناء التقاطها و غيرها من التفاصيل الدقيقة، من أجل تنبيه صاحبها للجانب التقني الذي قد لا يوليه أهمية كبيرة أثناء التصوير بصورة تلقائية و عفوية. فالإنشغال الوحيد في البداية لدى الجميع هو متعة اللحظات التي يجرون فيها وراء زوايا الجمال التي يقتفونها من الأمكنة التي يزورنها بنظرة مغايرة لأول مرة بنشوة خاصة تغذيها في أنفسهم انطباعات عدساتهم. و يطمح أعضاء هذا النادي الشاب بعد نضوج مرحلته الأولى إلى التحول إلى تأسيس جمعية مقننة ببعض الضوابط الأخلاقية و الفنية الأساسية، أبرزها الحفاظ على الملكية الفكرية و الالتزام بنشر الصور الخاصة بكل مصور على شبكة الانترنت و عدم المساس بحريات الأشخاص و حياتهم الحميمية و عدم نشر الصور العنيفة أو المخلة بالحياء. كما يأمل الفنان شرفي أن يكتسب النادي خبرة تمكن أعضاءه من المشاركة بفعالية في تظاهرة « قسنطينة عاصمة الثقافة العربية « ليحصلوا على رخص لتغطية مختلف النشاطات الثقافية و الفنية التي ستشهدها المدينة خلال سنة 2015، و التي ستكون مناسبة مميزة لهم ليبرزوا مواهبهم في التصوير و في نفس الوقت هي فرصة ثمينة للمدينة للتباهي بنشاطاتها و بجمالها الطبيعي و المعماري و المساهمة في نشر صورها الجميلة و المبهرة في كل مكان في العالم. و من بين المشاريع المستقبلية لهذا النادي تنظيم معارض فوتوغرافية جماعية منتظمة لأعضائه، يقدمون فيها أجمل الصور التي التقطوها لقسنطينة، وصور متنوعة أخرى كالمناظر الطبيعية و البورتريهات و غيرها،بالإضافة إلى برمجة العديد من التكوينات و الورشات القصيرة المدى في مختلف تقنيات التصوير و استعمال التكنولوجيات الحديثة في التقاط و معالجة الصورة لفائدة المصورين الهواة.