دورة تأهيلية للمقبلين على الزواج للحد من الوقوع في فخ الطلاق تتواصل الطبعة الرابعة لفعاليات الدورة التكوينية للتأهيل الأسري على مستوى دار الإمام سيدي الكتاني بسوق العصر بقسنطينة تحت شعار "لنبني معا بيوت المودة و الرحمة" و التي ستستمر إلى غاية يوم الأحد بمشاركة الدكتور السوري خير الدين الشعال المختص في السنة و علوم الحديث. و قد عرفت الدورة التي تنظمها مديرية الشؤون الدينية اهتمام المقبلين على الزواج من الجنسين، حيث أكد عدد ممن تحدثنا إليهم بأنهم وجدوا في هذه الدورات فضاء لتعلّم مهارات التعامل و مواجهة المشاكل الأسرية و الزوجية و الاستعداد الجيّد لمسؤولية الزواج ،مثلما ذكرت إحدى الفتيات البالغة من العمر 27سنة و التي اعتبرت دورات التأهيل للزواج أكثر من ضرورية في ظل تفشي تضاعف ظاهرة الطلاق التي يبقى نقص التأهيل لها من أهم أسبابها في نظرها. و أضافت محدثتنا بأنها لجأت للدورة بأمل اكتساب مهارات و فنيات التعامل مع زوج المستقبل و تأسيس أسرة مستقرة على أسس متينة. و من جهته قال الطالب عبد الله بن الوزان من ولاية معسكر أن أهم الأسباب التي حفزته على المشاركة في هذه الدورة هو رغبته في الاستعداد الجيّد لمهنته المستقبلية كإمام، معتبرا أن من مسؤوليته قبل اعتلاء المنابر تعلّم ما يؤهله فيما بعد استغلاله لإصلاح ذات البين. و عن أسباب تفاقم ظاهرة الطلاق قالت المرشدة الدينية منيرة عوادة بأنه بناء على تجربتها في مجال الإصلاح الأسري و إصلاح ذات البين، و ما وقفت عليه و زملاؤها من حالات متزايدة للمطلقين و استقبالهم اليومي لما يقارب العشر حالات فسخ عقد الزواج، ترى بأن انعدام دورات التأهيل الأسري و إعداد الشباب المقبل على الزواج إلى المسؤولية الزوجية و ما يتّرتب عنها من واجبات و حقوق جعل الكثيرين يصطدمون بواقع سوء اختيار الطرف الآخر. و أضافت المرشدة مقدمة بعض الأمثلة عن الأسباب الحقيقية التي حملت البعض إلى اختيار الطلاق أهمها إدراك البعض بعدم جدوى اختيار الزوجة الصغيرة في السن لاصطدامهم بواقع عدم نضجها و استعدادها لتحمل مسؤولية الزواج و الأسرة و غيرها من الأسباب الأخرى التي وصفتها بالسطحية و التافهة لإنهاء علاقة مقدسة. و ذكرت مرشدة دينية أخرى بمسجد عقبة ابن نافع بأن نسب الطلاق التي باتوا يسمعون عنها أصبحت كارثية معلّقة بأنه من المؤسف تسجيل حالات طلاق عند زيجات لم تستمر أكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر و هو ما اعتبرته مثيرا للقلق و يستحق تكثيف الجهود لإيجاد حلول من شأنها تقليص نسب الطلاق في مجتعنا على حد قولها. و عن أبرز محاور الدورة قالت ليندة عبد النور المشرفة على هذه الدورات بأن هذه الدورة فرضتها نتائج الاستبيانات التي تم إعدادها في الدورات السابقة و التي كشفت الحاجة الملّحة لتأهيل الشباب المقبل على الزواج لتجنب لجوئهم إلى الطلاق كحل لنزاعاتهم المتواصلة. و أوضحت بأن كل المقبلين على الزواج و المخطوبين و حتى المتزّوجين حديثا في حاجة إلى مثل هذه الدورات باعتبار أن الأغلبية يدخلون بيت الزوجية من دون زاد، كمن يشتري سيارة جديدة و هو لا يملك رخصة سياقة ، متسائلة كيف سيقودها و الأمر سيان بالنسبة للزواج على حد تعبيرها. مضيفة بأن كل فتاة تحلم بأن تكون زوجة صالحة أو شاب يطمح لأن يكون رب أسرة مثالي عليه أن يستعد لذلك أحسن استعداد و يحتاج إلى تأهيل جدي و هو ما يحاولون توفيره لهم من خلال هذه الدورات التي تعوّدت على تنظيمها مديرية الشؤون الدينية لتصحيح المفاهيم الخاطئة و كيفية و أسس الاختيار و قدسية الزواج و تسيير الميزانية داخل الأسرة لتفادي الأزمات المادية و كيفية الابتعاد عن منغصات الحياة و تربية الأولاد... و غيرها من المواضيع التي يمكن للكثيرين الاستفادة منها خلال هذه الدورات المنتظمة و التي ركزت هذه المرة على حكم الزواج و التأهيل النفسي للمقبلين على الزواج و الفترة الخطبة و العقد و ما بينهما. و قد استقطبت الدورة اهتمام العديد من الأزواج الجدد الذين باركوا مضامينها و مراميها النبيلة. و من جهته قال مؤطر الدورة الباحث و الدكتور السوري خير الدين شعال و هو أيضا طبيب أسنان بالإضافة إلى تخصصه في السنة و الحديث، بأن العالم كله يتجه اليوم نحو التأهيل و التدريب في سائر فنون الحياة، سواء تعلّق الأمر باللغة الأجنبية أو قيادة، المبيعات، السيارة أو كرة القدم، متسائلا "لماذا لا نقيم نحن ذلك في تدريب و تأهيل أبنائنا و بناتنا المقبلين على الزواج" محاولة لتفادي الوقوع في المشاكل التي قد تؤدي إلى الطلاق هذه الظاهرة التي لا تكف عن التزايد بشكل مثير للقلق بالبلدان العربية مرجعا الأسباب الأساسية لها إلى عدم تأهيل الأزواج الجدد للحياة الزوجية و مسؤولية هذا الارتباط. و استرسل قائلا بأن نسب الطلاق في البلدان العربية غير سارة و نسبها مرتفعة جدا، مؤكدا بأن الخوف من زيادتها دفعه للتفكير في تنظيم و تنشيط دورات من هذا النوع عسى أن ينجح في الحد من انتشار الظاهرة حسبه.