قاطنو القصدير ببوخضرة يطالبون بالإستفادة من مشاريع سكنية تنجز بنفس الحي طالبت قرابة 200 عائلة تقيم بحي بوخضرة ببلدية البوني ولاية عنابة بضرورة إدراجها ضمن قوائم المستفيدين من السكن الإجتماعي الإيجاري، في إطار حصة الدائرة من برنامج القضاء على السكن القصديري و الهش، حيث إعتبر أرباب العائلات المعنية أنفسهم الأحق في الإستفادة من المشاريع السكنية التي تنجز على مستوى هذه المنطقة، لأن حي بوخضرة تحول في السنوات الخمس الأخيرة إلى قطب عمراني جديد، أنجزت به قرابة 10 آلاف وحدة سكنية، لكن حصة الأسد من هذه المشاريع السكنية وجهت لسكان البيوت الهشة و الآيلة للإنهيار بأحياء المدينة القيمة بعنابة. و أوضح ممثلون عن العائلات القاطنة بالسكنات القصديرية بضاحية بوخضرة بأنهم كانوا يترقبون إدراجهم ضمن الشطر الثالث الذي خصصته دائرة البوني للقضاء على السكن القصديري، إلا أن هذه الحصة وجهت لأحياء اخرى من البلدية كبوزعرورة و سيدي سالم، من دون أن تشمل قرارات الإستفادة العائلات التي تعاني بحي بوخضرة، و هو ما إعتبروه بمثابة تهميش، كون السلطات المحلية لم تراع الوضعية المأساوية التي تعيش فيها هذه العائلات لفترة تقارب عشريتين من الزمن، لأنها تستغل بقايا محتشدات الإستعمار كمراكز إيواء جماعي، في غياب أدنى شروط الحياة الكريمة، بضرف النظر عن تأزم الظروف بعد إنتشار البيوت الفوضوية و القصديرية في محيط الحي، لأن الحاجة الماسة غلى سقف يأوي الأسر فإن بعض العائلات أجبرت على إنجاز بيوت فوضوية على مستوى المسالك الداخلية للحي، و هي السكنات التي اثرت بصورة مباشرة على الوضعية المعيشية بالحي القصديري لضاحية بوخضرة، حيث تعرف الشوارع و الأزقة كثرة الحفر الناتجة عن أشغال إنجاز السكنات، و كذا البرك المائية التي تنبعث منها روائح كريهة نتيجة تراكم المياه الراكدة، دون الأخذ في الحسبان المعاناة الناتجة عن فوضى قنوات الصرف الصحي. و أثار السكان في إنشغالاتهم قضية الخطر الذي تشكله التوصيلات العشوائية لشبكة الإنارة على حياة المواطنين، و خاصة الأطفال منهم، لأن البيوت القصديرية تم ربطها بطريقة فوضوية باسلاك كهربائية إنطلاقا من أعمدة الإنارة العمومية، مع توسيع شبكة الربط من بيت إلى آخر، هذا بالإضافة إلى مشكل التسربات، خاصة منها ما يتعلق بتسرب المياه القذرة من السكنات الفوضوية ، لأن الظاهرة إمتدت إلى العمارات المجاورة التي أصبحت هي الأخرى غارقة في المياه القذرة ناهيك عن تفشي ظاهرة السرقة و الأعمال الإجرامية تحت طائلة التهديد بالأسلحة البيضاء، و هو الأمر الذي إعتبره السكان من عواقب إنتشار البيوت القصديرية في هذه المنطقة ، رغم تسجيل الكثير من عمليات الترحيل التي تم توجيهها لحي بوخضرة. من جهة أخرى أوضحت مصالح دائرة البوني بأن حي بوخضرة تم إختياره من طرف السلطات المحلية لولاية عنابة كقطب حضري جديد للتوسع العمراني، موجه بالأساس لبرنامج القضاء على السكن الهش ببلديتي عنابة و البوني، و لا يمكن أن تكون الإستفادات من المشاريع السكنية حكرا على سكان حي بوخضرة دون غيره من باقي سكان الولاية، كما أن برنامج العمل المسطر يأخذ في الحسبان جملة الشروط التي تم وضعها للإستفادة من السكن، و في مقدمتها الإحصاء قبل سنة 2008، و لو أن مصالح الدائرة تبقى بصدد ضبط القوائم الموجهة لحي بوخضرة، على أن يتم الإفراج عنها في غضون الأشهر القليلة القادمة.